جلسة منح الثقة.. الدبيبة يصل سرت والليبيون بين الترقب والحذر
تنطلق بمدينة سرت، وسط ليبيا، في وقت لاحق اليوم، جلسة منح الثقة للحكومة، فيما يأمل الليبيون أن تكون خطوة أولى لتوحيد البلاد.
ووصل رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، صباح اليوم، إلى مدينة سرت قادمًا من مصراتة غربي البلاد، قبيل ساعات من عقد جلسة منح الثقة، في وقت ينظر فيه الليبيون إلى جلسة منح الثقة بترقب وحذر.
وقال المكتب الإعلامي لحكومة الوحدة الوطنية، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه إن "رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة وصل إلى مدينة سرت قادمًا من مصراتة، لعرض تشكيلته الوزارية على أعضاء مجلس النواب في جلستهم المزمع عقدها اليوم".
ومن المقرر عقد جلسة مجلس النواب في وقت لاحق اليوم بمجمع قاعات "واقادوقو" بسرت برئاسة المستشار عقيلة صالح رئيس المجلس.
ويسبق الجلسة مشاورات بين رئاسة البرلمان ورئيس الحكومة حول بعض مرشحي الحقائق الوزراية محل الجدل، وخطة الحكومة في الفترة المقبلة، وفق ما ذكرته مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية".
وتوجه الأحد، أكثر من 100 نائب إلى مدينة سرت، لحضور جلسة منح الثقة للحكومة، بحسب البرلماني الليبي خليفة الدغاري.
وأشار الدغاري في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إلى "احتمالية تطرق الجلسة إلى موضوعات أخرى، حسب رؤية الحاضرين".
ضو مجلس النواب الليبي، صالح فيحمة، أكد في تصريحات صحفية أن منح الثقة للحكومة يتطلب موافقة 90 نائبا.
فيما قالت بلدية سرت في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه إن طائرة ليبية وصلت مساء الأحد إلى مطار القرضابية الدولي على مثنها أكثر من 42 نائبا ونائبة من أعضاء مجلس النواب (المقاطعين) قادمة من المنطقة الغربية لحضور جلسة مجلس النواب بسرت، وهو ما أكدته مصادر "العين الإخبارية" أمس، بحضور النواب المقاطعين الجلسة.
وأوضحت البلدية أن رئيس مجلس النواب والوفد المرافق له وصلوا أيضا، مساء الأحد إلى مطار القرضابية الدولي، حيث أجريت له مراسم استقبال بالمطار بحضور رئيس المجلس التسييري لبلدية سرت ورئيس واعضاء المجلس الأجتماعي لقبائل سرت، وعدد من أعضاء مجلس النواب ومدراء الإدارات بديوان مجلس النواب.
وصاحب وصول الوفود إلى سرت، انتشار وحدات الدعم المركزي واللواء 128 التابع للجيش الليبي لتأمين المدينة ومطار وقاعدة القرضابية.
وقالت مصادر لـ"العين الإخبارية" إن رئيس وفد الجيش الليبي في اللجنة الليبية العسكرية المشتركة (5+5) تابع اتخاذ كافة إجراءات تأمين جلسة والقاعة.
وقال اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، إن الجيش حرص على تأمين المدينة من كافة مداخلها.
وأضاف المحجوب أن الوضع الأمني بصفة عامة في نطاق المدينة تحت السيطرة، مشيرا إلى أنه تم تجهيز كافة المقرات والفنادق لاستقبال أعضاء مجلس النواب والحكومة الجديدة.
وكان رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة أعلن الجمعة، تشكيلته الحكومية الجديدة التي ستُعرض على أعضاء مجلس النواب الليبي، لاعتمادها، إلا أنه أحجم عن ذكر الأسماء التي رشحها لتولي الحقائب الوزارية، لتقليل فرص وضع العراقيل، ووضع الجميع أمام الأمر الواقع عند الإعلان عن التشكيلة الوزارية النهائية، بحسب خبراء ليبيين تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، في وقت سابق.
وقال الدبيبة إنه راعى الموازنة ما بين الكفاءة وضمان المشاركة الواسعة لكافة المناطق من خلال الدوائر الانتخابية المختلفة، حتى تكون الحكومة ممثلة فعليًا لجميع الليبيين.
وأكد رئيس الحكومة الليبية الجديدة أنه وضع في عين الاعتبار حالة النزاع التي كانت تمر بها البلاد لسنوات وشعور فئات كثيرة بالتهميش وعدم التمثيل.
وحول هيكلة الوزارات، قال الدبيبة إنه حافظ على العدد الحالي، مع تعديل محدود، لأن تقليل العدد عبر إعادة الهيكلة ودمج الحقائق يستغرق الكثير من الوقت، وهو ما لا يملكه خلال هذه المرحلة.
وتداولت وسائل إعلام ليبية تسريبا حول أسماء التشكيلة الوزارية التي تقدم بها الدبيبة لمجلس النواب، تضمنت أسماء بينها صقر بوجواري، رمضان بوجناح الحسناوي نائبين لرئيس الوزراء، حمد عبدالرزاق العبيدي وزيرا للزراعة، وطارق عبد السلام مصطفى ابوفليقه وزيرا للموارد المائية، وتوفيق الدرسي وزيرا للثروة الحيوانية، وعبد الشفيع حسين البرعصي وزيرا للرياضة، وكامل ابريك الحاسي وزيرا للتخطيط، ولمياء فتحي أبوسدره وزيرة للخارجية، وخالد خليل الجازوي وزيرا للصحة.
وبعد سنوات من الانقسام، أعلنت المبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني وليامز الشهر الماضي أن قائمة "محمد المنفي" فازت برئاسة السلطة التنفيذية المؤقتة الجديدة في ليبيا، ومعه عبدالحميد الدبيبة لرئاسة الحكومة، بعد حصولها على 39 صوتا، مقابل 34 لقائمة "عقيلة صالح".
ومن المقرر أن تقود السلطة الجديدة البلاد إلى حين إجراء الانتخابات العامة أواخر هذا العام 24 ديسمبر/كانون الأول 2021.