سرت ليبيا.. جلسة ثقة تقود للمستقبل والعالم يراقب
ساعات وتنطلق بمدينة سرت الليبية (وسط)، جلسة لمجلس النواب، تترقبها ليبيا والعالم، لمنح الثقة للحكومة الجديدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وينتظر الليبيون الجلسة للتعرف على الحكومة الليبية التي تعيد توحد المؤسسات الليبية وتقوم بالمصالحة الشاملة واستكمال خارطة الطريق وإخراج المرتزقة من البلاد التي عانت خلال الأعوام السابقة من انتشار الإرهاب والمليشيات المسلحة.
وقال مستشار رئيس مجلس النواب الليبي، فتحي المريمي، إن جلسة الإثنين ستبدأ مساء بعد وصول جميع أعضاء البرلمان من المناطق الليبية، مشيرا إلى أن بعض الأعضاء من المنطقة الغربية سوف يصلون قبل ساعات من بدأ الجلسة.
وكشف المريمي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن هناك بعض الأسماء التي يريد النواب مناقشة عبد الحميد الديبية في اختيارها.
المريمي أوضح أنه في حالة عدم موافقة أعضاء مجلس النواب على منح الثقة للحكومة يتوجب على الديبية إجراء مشاورات وتقديم تشكيل مصغر في فترة أيام قليلة من الجلسة الاولي.
عضو مجلس النواب الليبي، صالح فيحمة، أكد أن عدد النواب المطلوب لمنح الثقة للحكومة 90 نائبا.
وبين فحيمة أن الجلسة ستسبقها مشاورات مع رئيس الحكومة حول بعض الأسماء التي عليها جدال، وخطة الحكومة في الفترة المقبلة، متوقعا تأجيل منح الثقة للحكومة، الإثنين، إلا بعد تعديل هذه الأسماء.
من جانبه، أوضح عضو مجلس النواب الليبي، زياد دغيم، أنه في حال لم تنل حكومة الدبيبة ثقة النواب يتوجب عليه تقديم تشكيلة جديدة خلال 10 أيام.
وأشار دغيم في تصريحات صحفية إلى أنه يحق لأعضاء النواب الاعتراض على أسماء المقترحين شريطة توفر 40 موقّعا من الحاضرين.
وأكد دغيم على استمرار الجلسة حتى حسم الاستحقاق واستكمال تشكيل الحكومة ومنح أعضاءها الثقة.
المدينة آمنة
وانتشرت وحدات الدعم المركزي واللواء 128 التابع للجيش الليبي لزيادة الانتشار الأمني بمطار وقاعدة القرضابية في سرت من قبل ضمن خطة تأمين وصول النواب ورئاستهم والدبيبة على التوالي لحضور جلسة مناقشة منح الثقة المزمع عقدها الإثنين.
وقام رئيس وفد الجيش الليبي في لجنة (5+5) بمتابعة اتخاذ كافة إجراءات تأمين جلسة والقاعة.
وفي وقت سابق، وأكد اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، أن الجيش حرص على تأمين المدينة من كافة مداخلها.
وأضاف المحجوب في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن الوضع الأمني بصفة عامة في نطاق المدينة تحت السيطرة، مشيرا إلى أنه تم تجهيز كافة المقرات والفنادق لاستقبال أعضاء مجلس النواب والحكومة الجديدة.
لماذا سرت؟
وسرت الليبية، المدينة الساحلية بموقعها استراتيجي بين الشرق والغرب، اختار مجلس النواب عقد جلسة منح الثقة للحكومة الجديدة.
اختيار سرت تدعمه أهمية المدينة في عيون كافة الليبيين، واحتضانها العديد من الفعاليات السابقة التي شكلت نواة المصالحة ووصول السلطة التنفيذية الجديدة إلى الحكم في البلاد.
علاوة على موقعها الاستراتيجي، تعتبر سرت أيضا رمزا للوحدة، وهي من المدن العالقة بالذاكرة الجماعية لليبيين لعدة أسباب.
ففي 23 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وقع الليبيون اتفاقا تاريخيا لوقف إطلاق النار وفق مخرجات اجتماعات اللجنة العسكرية الموحدة (5+5)، والتي غدت رمزا للوحدة بالبلاد.
واتخذت اللجنة من سرت مقرا لها، ولاقت اجتماعاتها ترحيبا محليا ودوليا، حيث رحب السفير الألماني لدى ليبيا أوليفر، بالتئام لجنة العشرة في المدينة، مؤكدا أنها "رمز ملهم للوحدة".
كما رحب المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، باجتماعات العسكريين في سرت، وانطلاق الملتقى السياسي في تونس.
ومن سرت أيضا، أعلن العسكريون الليبيون اتفاقهم على إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب وسحبهم من خطوط التماس، وفتح الطريق الساحلي، وتأمين حركة المدنيين وتبادل الأسرى، وتسليم الجثامين والاستمرار في محاربة الجماعات المصنفة دوليا إرهابية (القاعدة وداعش وأنصار الشريعة ومجالس الشورى وغيرها)، وإعادة النازحين قسريا.