سرت الليبية.. ملتقى الشرق والغرب ومقر جلسة الثقة
في سرت الليبية، المدينة الساحلية بموقعها استراتيجي بين الشرق والغرب، اختار مجلس النواب عقد جلسة منح الثقة للحكومة الجديدة.
اختيار سرت تدعمه أهمية المدينة في عيون كافة الليبيين، واحتضانها العديد من الفعاليات السابقة التي شكلت نواة المصالحة ووصول السلطة التنفيذية الجديدة إلى الحكم في البلاد.
وأكد اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، أن الجيش حرص على تأمين المدينة من كافة مداخلها.
وأضاف المحجوب في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن الوضع الأمني بصفة عامة في نطاق المدينة تحت السيطرة، مشيرا إلى أنه تم تجهيز كافة المقرات والفنادق لاستقبال أعضاء مجلس النواب والحكومة الجديدة.
من جانبه، قال اللواء فرج الصوصاع، المدعي العام العسكري وعضو اللجنة العسكرية المشتركة الليبية، إن اللجنة الفنية الخاصة بعملية نزع الألغام ستقدم تقريرها أمام اللجنة بالمدينة الخميس.
وأوضح في تصريحات إعلامية، أن اللجنة الفنية تقوم بعملها بحسب ما تم الاتفاق عليه بين الأعضاء بنزع الألغام من طريق سرت ومصراتة والجفرة كشرط أساسي قبل الشروع في فتح طريق الساحل.
رمز الوحدة
علاوة على موقعها الاستراتيجي، تعتبر سرت أيضا رمزا للوحدة، وهي من المدن العالقة بالذاكرة الجماعية لليبيين لعدة أسباب.
ففي 23 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وقع الليبيون اتفاقا تاريخيا لوقف إطلاق النار وفق مخرجات اجتماعات اللجنة العسكرية الموحدة 5+5 ، والتي غدت رمزا للوحدة بالبلاد.
واتخذت اللجنة من سرت مقرا لها، ولاقت اجتماعاتها ترحيبا محليا ودوليا، حيث رحب السفير الألماني لدى ليبيا أوليفر، بالتئام لجنة العشرة في المدينة، مؤكدا أنها "رمز ملهم للوحدة".
كما رحب المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، باجتماعات العسكريين في سرت، وانطلاق الملتقى السياسي في تونس.
ومن سرت أيضا، أعلن العسكريون الليبيون اتفاقهم على إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب وسحبهم من خطوط التماس، وفتح الطريق الساحلي، وتأمين حركة المدنيين وتبادل الأسرى، وتسليم الجثامين والاستمرار في محاربة الجماعات المصنفة دوليا إرهابية (القاعدة وداعش وأنصار الشريعة ومجالس الشورى وغيرها)، وإعادة النازحين قسريا.
وشرعت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5)، مؤخرا، في تنفيذ قراراتها ضمن مخرجات اتفاق وقف إطلاق النار، حيث نفذت عمليات تبادل للأسرى، إلا أن المليشيات تقف عثرة بوجه تنفيذ بقية البنود خاصة فتح الطريق الساحلي الرابط بين سرت ومصراتة.
ومن المقرر أن تكون سرت مقرا للحكومة الانتقالية القادمة التي ستقود عملية توحيد المؤسسات إلى حين إجراء الانتخابات المقبلة نهاية 2021.
الأهمية والدلالة
أهمية سرت تنبع من كونها تحمل دلالة رمزية واستراتيجية، حيث كانت معقلا لتنظيم "داعش" الإرهابي في شمال أفريقيا، وتكتسب أهميتها أيضا من موقعها الجغرافي.
فهي أكثر المدن الليبية امتدادا على الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط، وتضم العديد من المنشآت الاستراتيجية، مثل مطار القرضابية الدولي، وميناء سرت التجاري، كما تضم المدينة أيضا قاعدة جوية رئيسية في القرضابي، ويعد المطار والميناء من أهم المنافذ الرئيسية في ليبيا على العالم.
كما تستحوذ سرت على نصيب الأسد من حيث الأهمية الاقتصادية، كونها بوابة الهلال النفطي، وأحد أهم وأبرز الأحواض النفطية في ليبيا كلها، وتعمل بها العديد من الشركات النفطية العالمية الكبرى، إضافة إلى وجود 3 مكامن غاز في البحر مقابل سرت مباشرة.
يضاف إلى كل ذلك الأهمية الرمزية لمدينة سرت في التاريخ الليبي، فمنها جرى إعلان تأسيس الاتحاد الإفريقي، وتوحيد البلاد والجهاد ضد الاحتلال الإيطالي.
aXA6IDE4LjIxOC43My4yMzMg جزيرة ام اند امز