خبراء يكشفون لـ"العين الإخبارية" الرأي العلمي في ارتباط الألبان بالسرطان
بين مؤيدة ومعارضة، تباينت نتائج الأبحاث والدراسات التي أجريت على منتجات الألبان وربطت بينها وبين ارتفاع مخاطر الإصابة بعدد من السرطانات.
مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة قالت إنه لا توجد أدلة جيدة كافية لإثبات أن الحليب يمكن أن يسبب السرطان، بل إنها مالت إلى كفة أن منتجات الألبان "تقلل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء".
واستندت إلى دليل الإرشادات الصادر عن هيئة الخدمات الطبية NHS Eatwell، الذي يوصي بتناول بعض منتجات الألبان كجزء من نظام غذائي صحي ومتوازن.
الأدلة التي تشير إلى أن منتجات الألبان تقلل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء تعتمد في مجملها على كونه غني بالبروتينات والفيتامينات المهمة مثل الكالسيوم وB12، فضلا عن فيتامين د والأحماض الدهنية.
على الجهة الأخرى، وجدت دراسة أجراها باحثون من أكسفورد للصحة السكانية وجامعة بكين والأكاديمية الصينية للعلوم الطبية في بكين، أن تناول كميات من منتجات الألبان كان مرتبطًا بمخاطر أعلى للإصابة بسرطاني الكبد والثدي.
وخلال فترة الدراسة، التي أجريت على أكثر من 510 آلاف مشارك ونُشرت في مجلة BMC Medicine، تم تسجيل 29277 حالة سرطان جديدة مقسمة بين سرطان الرئة (6282 حالة) والثدي (2582 حالة) والمعدة (3577 حالة) والقولون والمستقيم (3350 حالة) والكبد (3191 حالة).
ماذا يقول الخبراء؟
الدكتور حسين خالد، أستاذ طب الأورام في المعهد القومي للأورام ووزير التعليم العالي الأسبق في مصر، قال إن أنواع الأورام في مختلف دول العالم ونسب حدوثها والمسببات التي توجدها مختلفة من مكان إلى آخر، فما يحدث في الصين فد يختلف عما يحدث في أمريكا أو مصر.
وأوضح الوزير الأسبق لـ"العين الإخبارية" أنه على سبيل المثال مصر كانت بلداً موبوءة بسرطان الكبد بسبب الفيروس الكبدي C لكن بعد القضاء عليه من المتوقع انخفاض نسبته مع العلم أنه يمثل حالياً 30% من إجمالي حالات السرطان.
بالنسبة لهذه الدراسة التي نشرت في مجلة علمية محترمة، فالباحثون يقولن إنهم بعد فرز 500 ألف حالة في الصين وجدوا أني سرطان الكبد والثدي ارتبطا باستخدام منتجات الألبان البقرية، وفقاً للطبيب.
وتابع: "لكن هناك دراسة أجريت في الولايات المتحدة وأوروبا قبل دراسة الصين ولم تجد هذه العلاقة، بل على العكس وجدوا في أمريكا أن استخدام الألبان يسهم في خفض نسب حدوث سرطاني القولون والثدي".
ورأى أنه "بالتالي هناك تناقض بين الدراستين، لذا يجب أن نأخذ هذه النتائج باحتراس شديد ولا نجزم بأن منتجات الألبان تسبب السرطانات إلا عندما تنتهي مجموعة من الدراسات إلى هذا، مع الأخذ في الاعتبار أن ما ينطبق على دولة أو منطقة لا يصح أن ينطبق على باقي مناطق العالم".
وأوضح أن مصر لم تجر مثل هذه الأبحاث لأنه لم يتضح سابقاً أي ارتباط بين السرطان ومنتجات الألبان ولم يتحدث أحد عن الأمر.
وأيد توصية هيئة الخدمات الطبية في المملكة المتحدة بشأن تناول بعض منتجات الألبان كجزء من نظام غذائي صحي ومتوازن، وقال: "يجب أن يأكل مريض السرطان طعاماً متوازناً يحوي كل العناصر الغذائية المتكاملة بما فيها الخضراوات والفاكهة، مع الابتعاد عن الأطعمة الجاهزة".
لا يوجد سند علمي للربط بين الألبان وسرطان الكبد
الدكتور محمد علي عز العرب، أستاذ الباطنة والكبد ومؤسس وحدة أورام الكبد في المعهد القومي للكبد في مصر، أكد أنه غير مثبت علمياً ارتباط الألبان بحدوث سرطان الكبد حتى الآن.
وقال عز العرب لـ"العين الإخبارية" إن من أهم أسباب حدوث سرطان الكبد بنسبة أكثر من 90% هي العوامل البيولوجية مثل فيروسات b وc وتليف الكبد، فضلا عن الأسباب البيئية مثل التلوث بأحد أنواع الفطريات التي تنتج عن تخزين الحبوب بشكل سيئ في درجة حرارة ورطوبة مرتفعة.
وشدد على أنه "لم يثبت على المستوى العلمي ولم يوضع في المراجع العلمية ارتباط الألبان بحدوث سرطان الكبد، ولكن إذا كان هناك بعض الملاحظات في بعض الدراسات فلا يوجد ما يسمى (الطب المعتمد على المرجعية العلمية) التي يمكن أن نعتمد عليها في هذه الأبحاث".
وشرح أستاذ الباطنة والكبد أنه حتى تكون الدراسة منطقية وذات مرجعية علمية يؤخذ بها علمياً لا بد أن تكون شاملة عدة أجناس ودول ولا تعتمد على بيئة معينة وتخرج بنتيجة مؤكدة وموضحة.
واختتم: "الخلاصة أنه لم يرتبط تناول الحليب بحدوث سرطان الكبد، ولا يوجد السند العلمي لذلك، ولا يوجد في المراجع العلمية ذلك، والدراسات المذكورة لم ترق إلى مستوى يجعلنا نعتمد عليها".
الألبان كنز من الفوائد
الدكتور مجدي نزيه، استشاري التثقيف والإعلام الغذائي في مصر، قال إن الألبان من الأغذية الحيوانية البروتينية والتي تتضمن العديد من الفيتامينات خاصة فيتامين a وd وe وb2 وبعض المعادن أهمها الكالسيوم والفسفور، إضافة إلى مركبات عضوية وهرمونات وإنزيمات أخرى.
وأوضح نزيه لـ"العين الإخبارية"، أنه يعزى إلى تناول منتجات الألبان الاستفادة من عنصر الكالسيوم القابل للامتصاص، وذلك لاحتواء اللبن على فيتامين d بجوار الكالسيوم فيعطي القدرة للكالسيوم لدخول عظام الإنسان لأن فيتامين d ضروري لدخول الكالسيوم داخل العظام، وهنا تأتي أهمية تناول الألبان كاملة الدسم.
وشرح أن الألبان تعتبر غذاء كاملا للأطفال حتى عمر 6 أشهر، كما أن الحوامل والمرضعات يحتجن إلى تناول الألبان بشكل ضروري جدا، وكذلك كبار السن بعد عمر 68 عاما يعتبر تناولهم الألبان ومنتجاتها من الأغذية الأساسية التي تستبدل الأغذية الحيوانية الأخرى بها (بديل اللحوم والدواجن).
وعن الكمية الموصى بها من عنصر الكالسيوم يوميا، قال المختص إنها في حدود 800 مليجرام يوميا (كوب من الحليب = 400 مليجرام)، وهذا لا يعني ضرورة تناول كوبين من الحليب يوميا لأن هناك أغذية أخرى نتناولها في اليوم تحتوي على الكالسيوم.
aXA6IDMuMTM1LjIwNC40MyA= جزيرة ام اند امز