الإطارات التالفة.. مصدر دخل قرية مصرية
عبدالوهاب محمد (35 عاما) يقول إن "القرية بأكملها تعمل في إعادة تدوير الإطارات التالفة وهي مهنة ورثناها عن آبائنا وأجدادنا"
يعتمد سكان قرية ميت الحارون المصرية منذ سنوات طويلة على إعادة تدوير نفايات الإطارات القديمة وصنع منتجات أخرى مختلفة من المطاط لتوفير قوتهم اليومي.
وأصبحت القرية الصغيرة التي تقع في محافظة الغربية على بعد 70 كلم شمالي القاهرة على مرّ السنين أشهر مركز إعادة تدوير إطارات المطاط القديمة في مصر.
ففي ساعة مبكرة كل صباح، يبدأ العمّال تقطيع الإطارات الضخمة القديمة المنتشرة على جوانب طرق البلدة لاستخراج المواد التي يستخدمونها في صنع المقاطف (السلال) وتجهيز ممرات الجري والمشي في البقع الخضراء وكذلك إنتاج وقود بديل.
ويقول عبدالوهاب محمد (35 عاما): "القرية بأكملها تعمل في إعادة تدوير الإطارات التالفة لقد ورثناها عن آبائنا وأجدادنا"، ويضيف أن التجار يجمعون الإطارات المستعملة من جميع أنحاء مصر في شاحنات ضخمة، ويأتون بها إلى القرية بانتظام لبيعها.
ويوضّح محمد أن "الأسعار تعتمد إلى حد كبير على حجم الإطارات، وفي بعض الحالات يصل السعر إلى 70 جنيها مصريا (4 دولارات) أو أكثر"، ويقول: "نقوم بعد ذلك بقطع الإطارات واستخراج الأسلاك المعدنية منها وتجميعها لبيعها لمصانع الصلب والحديد بغية إعادة تدويرها".
ويشرح أنه يتم تقطيع جزء من المطاط الى قطع صغيرة كي تستخدمها مصانع الإسمنت كمصدر بديل للطاقة، أما بقية المطاط فيتم تحويله إلى رقائق لتغطية مضامير الجري والمشي.
في ورشة أخرى، يصنع مصطفى عزب (43 عاما) المقاطف، وهي سلال مطاطية من إطارات الشاحنات والجرارات والرافعات التالفة، ويقول: "نقطع الإطار إلى نصفين ثم نقوم بفصل الطبقة الداخلية قبل تشكيلها وتحويلها إلى مقاطف وتثبيتها بالمسامير حول الحواف".
ويوضح أن هذه المقاطف غالبا ما يستخدمها المزارعون والبستانيون والعمّال لنقل الأشياء الثقيلة.
ولا تضم ورشة عزب إلا حفنة من العمال، وتعالج ما يصل إلى 10 إطارات يوميا وتنتج ما بين 80 و120 سلّة.
ويقول هيثم، شقيق عزب، "مهنتنا مرهقة تتطلب قوة جسدية لحمل الإطارات الثقيلة"، مضيفا "لو كان لدينا خيار لعمل آخر، لتركنا هذه المهنة"، ويضيف: "مصدر دخلنا الوحيد".