معارضو رئيس الأرجنتين يرقصون على أنغام "سي فوس كيريس"
الآلاف يتجمعون في أحياء العاصمة بوينوس أيرس للإعراب عن استيائهم من حكومة الرئيس اليميني ماوريسيو ماكري المرشّح لولاية ثانية.
يحتشد آلاف الأشخاص عفويا في العاصمة الأرجنتينية للرقص على أنغام أغنية تنتقد كلماتها الرئيس ماوريسيو ماكري، في شكل جديد من أشكال التجمّعات يلقى رواجا قبل الانتخابات الرئاسية المقرّرة في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2019.
وبالكاد تستمرّ هذه التجمّعات بضع دقائق وهي تنظّم عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ تنشر تسجيلات لتعليم خطوات الرقص على أنغام أغنية "سي فوس كيريس" (إذا كنت تريد).
وتجمّع الآلاف في أحياء عدة من بوينوس أيرس نهاية الأسبوع الماضي؛ للإعراب عن استيائهم من حكومة الرئيس اليميني ماوريسيو ماكري المرشّح لولاية ثانية.
تشكّلت فرقة "سودو ماريكا" بهدف "توجيه نقد" إلى ماكري بعد فوزه بانتخابات 2015، وهي تعرّف عن أسلوبها على أنه "موسيقى الكومبيا للمنشقين".
وتروي كلمات أغنيتها مشقات الأزمة الاقتصادية في الأرجنتين، من ركود وتضخّم وفقر بلغت نسبته 32%، وتدعو الفرقة في عملها الموسيقي إلى تغيير النظام الحاكم.
وجاء في كلمات الأغنية "يتعذر عليّ دفع الإيجار ولا أدري ما العمل.. ولم يعد يكفي العمل طوال اليوم.. وقد ارتفع سعر تذكرة الحافلة ووضعي يزداد سوءا".
الأغنية فيها أيضا تلميح إلى نتائج الانتخابات التمهيدية التي أجريت في 11 أغسطس/آب وشكّلت اختبارا قبل الانتخابات الرئاسية، وبرز فيها مرشح اليسار الوسطي ألبرتو فرنانديز على أنه الأوفر حظّا للفوز، متقدّما بـ16 نقطة على ماكري.
غير أن حظوظ إعادة انتخاب هوراسيو رودريجيز لاريتا، المنتمي إلى الأغلبية الحاكمة، مرتفعة جدّا في 27 تشرين الأول/أكتوبر الذي سيشهد أيضا انتخابات بلدية.
وانطلقت هذه التجمّعات أواخر أغسطس/آب في جادة كوريينتس الواسعة في وسط العاصمة، وبقيت سرية في البداية قبل انتشارها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
قلب نتائج الانتخابات
يقول القائمون على هذه المبادرة، الذين يبقون هوياتهم مجهولة ويتواصلون عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "في كلّ موقع نختاره من دون إذن مسبق، نبدأ بالرقص بخطوات متناسقة عندما تصدح الموسيقى، وعندما تتوقّف، نتفرّق بسرعة".
وتقول بيرينيثي (29 عاما) من حيّ بويرتو ماديرو المركزي الذي شهد أحد هذه التجمّعات: "إنه أمر أساسي بالنسبة لي؛ لأن السنوات الـ4 التي أمضاها ماكري في الحكم كانت فظيعة، ويمكننا أن نوقظ الضمائر بواسطة الرقص".
يسعى القائمون على هذه المبادرة إلى استقطاب "هؤلاء الذين يظنّون أن خيار الحزب الحاكم هو الأفضل"، معتبرين أن "قوّة هذا الحراك تكمن في طابعه الجماعي".
ويؤكّدون أن لا علاقة لهم بأي حزب، حتّى لو كان كثيرون يقولون إنهم على صلة بالمعارضة اليسارية وحاشية الرئيسة السابقة كريستينا كيرشنر (2007-2015)، المرشّحة لمنصب نائبة الرئيس مع ألبرتو فرنانديز.
غالبا ما يردّد المشاركون في هذه التجمّعات الراقصة كلمة "فرح"، في إشارة إلى "ثورة الفرح" التي تعهّد بها ماوريسيو ماكري وقت فوزه 2015، في ظلّ الاستياء الناجم وقتها من ارتفاع الأسعار وتكاثر قضايا الفساد التي طاولت حكومة كريستينا كيرشنر التي لم تسلم من هذه الاتهامات.
ومن الشائع في الأرجنتين أن يضع السياسيون، رجالا كانوا أم نساء، خطوات راقصة خلال تجمّعات، وهي حال ماوريسيو ماكري وكريستينا كيرشنر مثلا.
أما أسلوب الكومبيا الموسيقي المتحدر من كولومبيا، فهو يجذب كلّ الطبقات الاجتماعية في أمريكا اللاتينية منذ زمن بعيد.
ويقول بابلو يوردانو، الذي انضمّ إلى التجمّع الراقص في بويرتو مادورا: "أظنّ أن أغنية من هذا القبيل في وسعها قلب نتائج الانتخابات لأنها توحّدنا".