نعيمة عاكف.. أحسن راقصة في العالم ماتت بعمر 37 عاما (بروفايل)
خلف لقب "أحسن راقصة في العالم"، ثمة مأساة في حياة الممثلة والراقصة المصرية الراحلة نعيمة عاكف، التي تحل اليوم ذكرى ميلادها.
في العام 1964، كانت نعيمة عاكف في قمة مجدها الفني، ولكنها آثرت الاعتزال من أجل التفرغ لتربية ابنها الوحيد من زوجها الثاني المحاسب صلاح عبدالعليم.
وقبل الاعتزال بعام واحد، أحست الفنانة المصرية الراحلة ببعض الألم أثناء تصوير فيلمي "بياعة الجرايد" و"أمير الدهاء"، وسافرت لإجراء فحوصات وتبين إصابتها بسرطان الأمعاء.
اتحدت غيرة الزوج مع المرض والرغبة في تربية الابن فقررت "عاكف" الاعتزال، ثم ظلت تصارع السرطان طيلة 3 سنوات، حتى استسلمت وفاضت روحها في 23 أبريل/نيسان 1966، وعمرها 37 عامًا.
لم تتوقف مأساة نعيمة عاكف عند وفاتها، فصغيرها الذي تفرغت من أجل تربيته والاعتناء به لم يجد الرعاية اللازمة بعد وفاتها، ولحق بها متأثرًا بسوء التغذية وعمره 4 سنوات.
من هي نعيمة عاكف؟
نعيمة عاكف مواليد 7 أكتوبر/تشرين الأول 1929 بمدينة طنطا التابعة لمحافظة الغربية بدلتا مصر، قضت طفولتها وصباها في سيرك العائلة "سيرك عاكف"، وحين خسر والدها كل أمواله اضطرت إلى رهن السيرك.
انتقلت نعيمة عاكف إلى القاهرة، والتحقت بفرقة بديعة مصابني ومنها إلى ملهى الكيت كات، حيث قابلت عددا من المخرجين المصريين، وكانت بدايتها السينمائية في أواخر الأربعينات، وكان فيلم "ست البيت" باكورة أعمالها، وظهرت فيه بدور راقصة.
تزوجت نعيمة عاكف من المخرج المصري حسين فوزي، الذي قدمها في عدد من الأفلام، وكان أول أدوارها التمثيلية في فيلم "العيش والملح" عام 1949، لتتوالى أدوارها في أفلام "فتاة السيرك، أربع بنات وضابط، تمر حنة، أمير الدهاء، بياعة الجرايد".
نعيمة عاكف والمجذوب
في إحدى سفراتها إلى لبنان، تلقت نعيمة عاكف خطابا من مجهول يزعم وجود صلة قرابة قوية بينهما، ثم جاءها خادم الفندق وأخبرها بأن هناك زائرا يريد مقابلتها، فخرجت للقائه فوجدت رجلًا أنيق الثياب مفتول الشارب، وتبدو على وجه علامات الارتباك.
وسردت نعيمة عاكف الواقعة في حوار قديم، وقالت إنها صافحت زائرها، وسألته عن صلة القرابة المزعومة، فأجابها: "ألا تعلمين أنك أمى"، وأضاف متأثرًا: "لقد تركتني وعمري 10 سنوات، وذهبت إلى بلد آخر وقضيت أكثر من 15 سنة أبحث عنك حتى كادت ثروتي أن تفنى لولا اتجاهي لتجارة الأغنام".
وكان الرجل يكبر نعيمة عاكف في السن، فلم تشأ أن تصدمه، ولما سألته عن مراده، طلب منها أن تعود معه إلى المنزل "لازم ترجعى البيت يا ماما"، فحاولت تهدئته بلا جدوى، ثم صرخت فأسرع زوجها الأول حسين فوزي إلى نجدتها، واستدعى البوليس وأودع الرجل مستشفى الأمراض العقلية.
نعيمة عاكف.. أحسن راقصة في العالم
نالت نعيمة عاكف لقب أحسن راقصة في العالم من مهرجان الشباب في موسكو عام 1958، بعد أن قدمت رقصة "المماليك"، وقالت عن هذا اللقب: "عندما أعلن فوزي بالميدالية الذهبية عدت بذهني إلى سنين مضت منذ كنت طفلة عفريته تهوى الرقص والقفز".
وأضافت في حوار سابق: "كنت أتدرب على الغناء وضرب الصاجات واتشقلب وأدبّ بأقدامي فوق رؤوس الجيران الذين يثورون ويغضبون حتى تركنا المنزل وسكنا في دور أرضي في بيت صغير، وأنا أحمد الله على أنني لم أستسلم لرجاء جيراننا وأكف عن التدريب على الرقص والقفز والدب فوق رؤوسهم".
aXA6IDMuMTM3LjE4MC42MiA= جزيرة ام اند امز