أول راقصة تنورة مصرية مصابة بـ"متلازمة داون".. كيف قهرت الصعاب؟ (حوار)
بصبر وقوة، خاضت رضوى بدوي أول راقصة تنورة مصرية مصابة بـ"بمتلازمة داون" رحلة طويلة حتى وصلت إلى هدفها، بمساعدة والدتها.
وحصدت الأم ثمرة مشوار كفاحها مع ابنتها في مشوارها الفني، حتى تمكنت من تطوير قدراتها في الفنون الشعبية.
بصوت يملؤه المرح، عبرت "رضوى بدوي صاحبة العشرين ربيعا عن سعادتها" خلال حديثها مع "العين الإخبارية".
وبسبب صعوبات في الكلام، التقت والدة الفتاة طرف الحديث وروت لـ"العين الإخبارية" رحلتها الصعبة التي خاضتها مع نجلتها منذ ولادتها، وكيف شقت الطريق أمامها لكي تتعلم وتطور موهبتها.
كيف تم التعامل مع "رضوى" بعد علمكم بأنها من ذوي الهمم؟
بعد أيام قليلة من ولادة رضوى ونزولها إلى عالمنا، فوجئنا بأنها من أصحاب الهمم، استقبلنا الأمر بنفس راضية، وتعاملنا معها كأي طفل طبيعي، فمنذ اللحظة الأولى بعد ولادتها عزمنا على أننا لن نستسلم لحظة لمرضها، ولم نقف مكتوفي الأيدي أمام حالتها الصحية.
هل تعاني رضوى من أى مشاكل صحية أخرى؟
نعم، رضوى ولدت بعيوب خلقية في الحنجرة والقلب، وخضعت لعملية بالقلب وهي في عمر سنتين.
ما هي الصعوبات التي واجهت رضوى في حياتها؟
كانت مشكلة عدم القدرة على المشي لسنوات طويلة، من أكثر الأشياء المؤلمة والمقلقة لرضوى ولنا جميعا.
كيف تخطت رضوى هذه المشكلة؟
قمنا بعرضها على كثير من الأطباء والمتخصصين، حتى استطاعت بعزيمتها وإرادتها القوية المشي وحدها دون مساعدة أحد وهي في السابعة من عمرها.
من ساعد رضوى على تعلم القراءة؟
الأسرة بأكملها كانت تدعم رضوى وتساندها، وعند وصولها سن التاسعة التحقت بمدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة، وسارت الأمور على ما يرام، وتعلمت القراءة والكتابة، وقراءة القرآن الكريم، وشعرت أن طفلتي تتحسن في جميع الأمور سريعاً وبمعدل مبهر، الأمر الذي شحن طاقتي بصورة إيجابية وساعدني على استكمال الطريق الصعب في حياة "رضوى" .
ماذا عن دراسة رضوى؟
رضوى حاصلة على تلمذة صناعية قسم طباعة على الملابس، ولكنها تميزت عن زميلاتها بحبها للفنون الشعبية والعروض المسرحية.
من أين تعلمت رضوى الفنون الشعبية؟
من التلفزيون فقد كانت مغرمة بكافة الاستعراضات في الأفلام والمسلسلات، واكتشفت أنها تدرب نفسها بنفسها على القيام بالحركات التي تشاهدها، وبمرور الأيام تطورت موهبتها، وبعد وقت قليل شعرت أنها تريد ممارسة الرقص بنفسها، ومن ثم لجأنا إلى مشاهدة فيديوهات تعليم الرقص بأساليب مختلفة.
كيف تعاملت رضوى مع حجر كورونا؟
مرت رضوى بفترة صعبة، عانت خلالها من الاكتئاب وانعزلت عن العالم خلال فترة العزل، واتجهت لاستغلال هذه الفترة بتنمية مهاراتها، فقد كان بداخلها مواهب كامنة وطاقات حبيسة، وبدأت بمشاهدة فيديوهات على اليوتيوب، وأصبحت تنفذ ما تراه فقد قامت بزرع أنواع مختلفة من الزهور داخل الزجاجات القديمة التي أعادت تدويرها، وقامت بعمل أشكال مختلفة من الحُلى.
من دعم رضوى خلال هذه الفترة؟
ابن شقيقتها "مصطفى" كان فخورا بكل جديد هي تصنعه، وكان يساعدها دائماً في جمع الزجاجات والكراتين والخامات التي تحتاجها، ومن حبه لها أنشأ لها قناة على اليوتيوب وكان هو الذي يقوم بتصويرها.
كيف بدأت رضوى رحلتها مع الفنون الشعبية؟
كانت شقيقتها "رباح" من أكثر الداعمين لها، وحرصت على تنمية موهبتها، فكانت تصطحبها معها إلى الحسين وشارع المعز لشراء الخامات التي تحتاجها في صناعة الحلى، وهناك شاهدت رضوى عروض التنورة التي وقعت في غرامها من الوهلة الأولى، وكان ذلك بداية لحلم جديد.
بعد ذلك بدأت رضوى في مشاهدة فيديوهات عن التنورة على اليوتيوب، وكانت تريد الذهاب مرة أخرى للحسين والمعز لمشاهدة العروض هناك، وأخذت تتعلم في بداية الأمر على فساتين شقيقتها.
رضوى حياتها كانت مليئة بالكثير من الناس الذين اهتموا بها وساعدوها وبذلوا جهوداً كبيرة كي يظهر تميزها، وكانت أختها رباح هي الداعم الأول لها، وقامت بشراء تنورة لها، كما أنها ألحقتها بقصر ثقافة "السلام" لتتعلم التنورة هناك، وهو الأمر الذي أثر في حياة رضوى بالإيجاب بشكل كبير ودفعها نحو تحقيق هدفها.
هل شاركت رضوى في مسابقات للفنون الشعبية؟
نعم، فقد كانت بدايتها في مهرجان التراث بقاعة الحرس الجمهوري ولاقت نجاحاً كبيراً، ثم شاركت بعد ذلك في مهرجان "المتميزون"، ومهرجان الإبداع، حتى ذاع صيتها وأصبحت القنوات الفضائية والبرامج يتهافتون عليها.
كما أنها شاركت في الكثير من الأمسيات الرمضانية في قصور الثقافة المختلفة، وتشارك أيضاً في حفلات مؤسسة "أنا إنسان" والتي تقدم في دور المؤسسات الإصلاحية، وزيارتها الدورية لدور الأيتام، ودور المسنين لتنشر البهجة والفرحة بينهم بأدائها رقصات التنورة.
ما هي المراكز التي حققتها رضوى؟
حصلت على المركز الثاني في مسابقة "المواهب الذهبية" للاحتياجات الخاصة، وشاركت في مهرجان "بورسعيد للفنون الشعبية"، ومهرجان "قادرون باختلاف" تحت رعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وشاركت بالحضور في العديد من المؤتمرات والفعاليات والمسابقات مثل المؤتمر العربي الدولي لإحياء التراث، والملتقى العربي الأول للعلاج بالفن، وحفلات دار الأوبرا المصرية، وكذلك مهرجان ملوك السلام العالمي للطفولة وغيرها.
وحصلت على لقب سفيرة الإنسانية لدورها البارز في المجتمع المدني، وحصلت أيضاً على دكتوراه فخرية في الأمل والسلام.
ما هي رياضة رضوى المفضلة؟
رضوى تعشق الرياضة فهي بطلة سباحة وألعاب قوى.
هل تمتلك رضوى أي مواهب أخرى؟
دائماً كنت أحاول تغير نمط حياة "رضوى"، فهي لديها العديد من الهوايات مثل عمل المفارش الـ"هاند ميد"، وتصنيع الأشكال من الكرتون وإعادة تدوير الزجاجات البلاستيكية.
بم تحلم رضوى في المستقبل؟
تحلم بأن تكون لاعبة دولية لرقص التنورة، وأن تصبح بطلة عالمية في المستقبل.