شيرين رضا ترفض الكشف عن مكان دفن والدها أسطورة الفنون الشعبية
فرقة رضا تأسست عام 1959 وكانت بطلتها وقتها الفنانة نعيمة عاكف، والتي شاءت الأقدار أن ترحل قبل أن تقدم عرض الافتتاح بأيام قليلة
يعد الفنان المصري محمود رضا أحد أساطير الفنون الشعبية، إذ عبّرت تصميمات رقصاته عن الروح المميزة للفنون الاستعراضية المصرية ونجح في الوصول إلى العالمية بالفرقة التي باتت سفيراً لقوى مصر الناعمة.
وعبر حسابها على موقع "أنستقرام"، أعلنت ابنته الفنانة شيرين رضا أن العزاء سيقتصر على أفراد الأسرة فقط بسبب جائحة كورونا المستجد، وعدم الإعلان عن مكان الدفن للأسباب ذاتها.
ولد رضا في العاصمة المصرية القاهرة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1930، أحب الرقص منذ الصغر بسبب شقيقه الأكبر مصمم الرقصات الشهير علي رضا، ورفضت أسرته عمله في مجال الفن قبل الانتهاء من التعليم، وبالفعل التحق بكلية التجارة وتخرج فيها عام 1954.
بعد مرور 5 سنوات على التخرج قرر محمود رضا وشقيقه تكوين فرقة رضا للفنون الشعبية، وكان الهدف منها التعبير عن عادات وتقاليد المجتمع المصري برقصات من كل محافظات مصر.
تأسست فرقة رضا عام 1959 وكانت بطلتها وقتها الفنانة الاستعراضية نعيمة عاكف، والتي شاءت الأقدار أن ترحل قبل أن تقدم عرض الافتتاح بأيام قليلة.
وعثرت الفرقة على بديلة لنعيمة عاكف وهي الفنانة الموهوبة فريدة فهمي التي شاركت في أول عرض للفرقة على خشبة مسرح الأزبكية.
بدأت الفرقة بـ39 عضواً ما بين راقصين وعازفين، وحرص محمود رضا على أن يكون كل الأعضاء من الحاصلين على مؤهلات عليا وأصحاب الموهبة.
وكان يؤمن بأن التعليم يساعد على الفهم السريع ويجعل الإنسان قادراً على التعبير بالكلام والحركة.
في حقبة الستينيات لمعت فرقة رضا للفنون الشعبية وقدَّمت العديد من العروض الناجحة بفضل ذكاء محمود رضا الذي سافر إلى الصعيد والمدن الساحلية حتى وصل إلى النوبة، وألف العديد من الاستعراضات المستوحاة من تقاليد وعادات كل المدن المصرية.
بمرور الأيام توهجت فرقة رضا وانهالت عليها العروض في داخل مصر وخارجها حتى باتت الفرقة سفيراً للفن المصري الشعبي.
سطوع نجم محمود رضا في مجال الرقص الشعبي دفع شركات الإنتاج السينمائي للرهان عليه، وبالفعل تمَّ ترشيحه لبطولة 6 أفلام سينمائية هي "لا تذكريني، وفاء إلى الأبد، إجازة نصف السنة، غرام في الكرنك، حرامي الورقة، عروسة وجوز عرسان".
حصل محمود رضا على العديد من الميداليات والجوائز في مهرجانات فنية كثيرة منها الميدالية الذهبية في مهرجان جوهانسبرج في عام 1995.
وعانى مؤسس رضا من أمراض الشيخوخة في أيامه الأخيرة، وكانت ابنته الفنانة شيرين رضا تقف إلى جانبه و ترعى شؤونه، ورحل الفنان الساحر ظهر الجمعة 10 يوليو/تموز، عاش مبتسماً وظل يرقص حتى آخر العمر.