إعلام دنماركي: ندفع ثمن إغلاق أعيننا عن إرهاب إيران
وسائل إعلام دنماركية قالت إن انتهاك طهران للسيادة الدنماركية تستحق أن تصبح رواية جاسوسية استثنائية مرعبة.
سلطت وسائل الإعلام الدنماركية، الأربعاء، الضوء على الأزمة الدبلوماسية بين الدنمارك وإيران بعد تخطيط الأخيرة لشن هجمات ضد معارضين إيرانيين على أراضي كوبنهاجن.
- الإرهاب الإيراني في أوروبا.. من فرنسا إلى الدنمارك
- مسؤول أمني فرنسي: نظام إيران يمارس "إرهاب دولة" في أوروبا
كانت الدنمارك أعلنت، الثلاثاء، استدعاء سفيرها لدى إيران، عقب الكشف عن ضلوع طهران في التخطيط لهجمات إرهابية في كوبنهاجن.
وقالت وسائل الإعلام الدنماركية، في تقارير متنوعة، الأربعاء إن بلادنا تدفع ثمن إغلاق عينها عن الإرهاب الإيراني في أوروبا، كما دعت الاتحاد الأوروبي لمعاقبة النظام الإيراني بفرض عقوبات على طهران لوقف إرهابها في أوروبا.
وأشارت إذاعة "راديو دنماركز" الدنماركية، إلى أن "يد الإرهاب الإيراني طالت الأراضي الدنماركية، موضحة أن "النظام الإيراني استهدف عبر أحد عناصر جهاز المخابرات الإيرانية في الدنمارك، مجموعة المعارضين بزعم الاشتباه بأنهم شاركوا في هجوم على موكب عسكري أسفر عن مصرع 24 إيرانياً في 22 سبتمبر/أيلول الماضي في إقليم الأحواز عاصمة إقليم خوزستان، ذات الأغلبية العربية.
وأعادت الإذاعة تصريحات فين بورش أندرسون، رئيس المخابرات الدنماركية، والتي قال فيها إن "الهجوم كان يستهدف زعيم الفرع الدنماركي لـ"حركة النضال العربي لتحرير الأحواز (ASMLA).
وأشار أندرسون إلى أن قوات الأمن اعتقلت نرويجياً من أصل إيراني في 21 أكتوبر/تشرين الأول، لتورطه بالضلوع في المخطط الإرهابي الذي كان من المقرر شنه 28 سبتمبر/أيلول الماضي، وكان سيتسبب في شلل جزئي بالبلاد.
كما أوردت الإذاعة الدنماركية الرسمية إدانة رئيس الوزراء الدنمارك لارس لوك راسموسن، الهجوم بشدة، معتبراً إياه "غير مقبول" إطلاقاً.
رواية جاسوسية
ومن جانبها، اعتبرت صحيفة "جايلاندز بوسطن" الدنماركية، أن "انتهاك طهران السيادة الدنماركية، وضلوعها في التدبير لشن هجوم على الأراضي الدنماركية قضية تستحق أن تصبح رواية جاسوسية استثنائية مرعبة".
تفاصيل اعتقال المشتبه به
وحول تفاصيل عملية اعتقال المشتبه به في المخطط الإرهابي، أوضحت الصحيفة الدنماركية أنه "يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول، أغلقت السطات الدنماركية الجسور بين مخلتف الجزر في البلاد أيضاً الجسور التي تربطها بالسويد وذلك على نطاق غير مسبوق لبضع ساعات، وذلك لمطاردة رجل".
وكما احتشد المئات من رجال الشرطة والجيش، ما دفع وسائل الإعلام إلى إثارة التساؤل عن سبب الاستنفار الأمني في تلك المنطقة تحديداً، لكن تصريحات رئيس المخابرات الدنماركية كشفت النقاب عن إحباط مخطط إرهابي للنظام الإيراني على إحدى فصائل المعارضة الإيرانية.
إلى ذلك، أشارت صحيفة "بوليتيكن" الدنماركية، إلى أن إجراء كوبنهاجن باستدعاء سفيرها في طهران، غير كافِ، مشيرة إلى أن الاستدعاء على الصعيد الدبلوماسي إجراء مؤقت، داعياً إلى اتخاذ إجراءات تصعيدية.
وتعددت مشاهد الإرهاب الإيراني في أوروبا، والتي كان بينها تآمر أجهزة المخابرات الإيرانية لتنفيذ هجوم على مؤتمر للمعارضة الإيرانية بمدينة فيلبينت الفرنسية في يونيو/حزيران الماضي.
صحوة متأخرة للدنمارك
من جهته، اعتبر الصحفي الدنماركي كريستيان موريتزين، في تحليل بصحيفة "برلينجسكي" أن "ذلك الحادث آلم جميع البلاد الإسكندنافية وليست الدنمارك وحدها"، مشيراً إلى أن "هذا النوع من الحوادث يجب ألا يثير الصدمة بالنسبة لبلاده".
وتابع قائلا: “إذا ما تعرضتم لذلك (الدنمارك) فهذا يعود إلى أنكم اخترتم إغلاق أعينكم عن الإرهاب الإيراني فيما فعل من قبل في فرنسا، وبلجيكا، وألمانيا، ومؤخراً في بلادنا في محاولات قتل معارضيهم الإيرانيين.
ولفت الكاتب الدنماركي إلى ما قاله وزير الخارجية الدنماركي، أندرس سامويلسين، بأن "الدنمارك تنوي المطالبة بإجراء محادثات داخل الاتحاد الأوروبي بشأن الحاجة إلى اتخاذ عقوبات إضافية ضد إيران".
وانتقد موريتزين موقف الاتحاد الأوروبي الذي امتنع عن الرد على الحادث الباريسي أو الاتهامات ضد إيران التي تكثف هجماتها في أوروبا".