الحقيقة أنه منذ مجيء الثورة الإيرانية، فإنها عاشت الثورة لا الدولة حتى يومنا، وسعَتْ بكل جهدها لتصدير الثورة، بل تأسيس مليشيات مسلحة
استدعت الدنمارك، الثلاثاء، سفيرها لدى إيران، وتحدث رئيس الاستخبارات الدنماركية فين بورش أندرسن باتهام النظام الإيراني بالتخطيط لاعتداء إرهابي من قبل إيرانيين يعيشون في الدولة الإسكندنافية على علاقة مع الاستخبارات الإيرانية؛ لارتكاب اعتداءات ضد إيرانيين في الدنمارك، حيث تم إحباطه من قبل أجهزة الأمن الدنماركية. وأكدت الشرطة الدنماركية أن نرويجيّا من أصل إيراني على صلة بالنظام الإيراني قد اعتقل في 21 أكتوبر لعلاقته بذلك المخطط الإرهابي.
ليس هذا هو العمل الإرهابي الأول ولا الوحيد في أوروبا، فهنالك سلسلة كبيرة وطويلة من الإرهاب الإيراني، منها محاولات النظام الإيراني لضرب المعارضة الإيرانية بحزيران الماضي في باريس الذي كشفته المخابرات الفرنسية، مما أدى إلى تجميد أصول إدارة الأمن الداخلي في وزارة الاستخبارات الإيرانية بفرنسا، وتم إغلاق "مركز جمعية الزهراء" المرتبط بالنظام الإيراني وتجميد أصوله المالية والمتهم بنشره للإرهاب والتطرف، وأكد المسؤولون الفرنسيون ضرورة فرض عقوبات أكبر على النظام الإيراني والمراكز ذات العلاقة به.
ليس فقط النظام الإيراني من يمارس الإرهاب بمختلف أنواعه في أوروبا وأنحاء العالم مما جعله النظام الإرهابي الأول عالميا، بل أذرعه المختلفة ومؤسساته المتنوعة، لاسيما فيلق القدس من الحرس الثوري الإيراني ومليشياته التابعة المختلفة مثل حزب الله اللبناني المتهم عالميا بمختلف أنواع الجرائم والإرهاب
كذلك كان للنظام الإيراني الإرهابي في فيينا عام 1989 يد في قتل عبدالرحمن غاسيمولو، الذي كان يترأس الحزب الديمقراطي الكردستاني، وعندها قامت السلطات النمساوية باعتقال أشخاص ذات علاقة بالنظام الإيراني، بعضهم يحمل جوازا دبلوماسيا إيرانيا.
وأما في ألمانيا فقد قام النظام الإيراني الإرهابي بعملية اغتيال 4 أكراد عام 1992، حيث أصدرت المحكمة الألمانية الحكم على رئيس الاستخبارات الإيرانية الذي أصدر أمراً بالعملية الإرهابية، وهناك العملية الإرهابية ضد السياح في قبرص عام 2012، وغيرها كثير من محاولات قتل المعارضين للنظام الإيراني في مختلف دول أوروبا.
من هنا تأتي المطالبات المتعددة لفرض عقوبات أوروبية جديدة على إيران؛ بسبب العمليات الإرهابية على أراضٍ أوروبية، وها هي كبرى الشركات الأوروبية تهرب من إيران مثل توتال وبيجو ورينو الفرنسية، وكذا سيمنس وديالمر الألمانيتان، وغيرها من أكثر من مائة شركة تعلن خروجها من إيران.
ليس فقط النظام الإيراني من يمارس الإرهاب بمختلف أنواعه في أوروبا وأنحاء العالم مما جعله النظام الإرهابي الأول عالميا، بل أذرعه المختلفة ومؤسساته المتنوعة لا سيما فيلق القدس من الحرس الثوري الإيراني ومليشياته التابعة المختلفة مثل حزب الله اللبناني المتهم عالميا بمختلف أنواع الجرائم والإرهاب حتى صنّفته كثير من الدول بالإرهاب، وحكمت عليه بالعقوبات الدولية.
الحقيقة أنه منذ مجيء الثورة الإيرانية، فإنها عاشت الثورة لا الدولة حتى يومنا، وسعتْ بكل جهدها لتصدير الثورة، بل تأسيس مليشيات مسلحة مثل "حزب الله لبنان" وحزب الله العراق" و"حزب الله الحجاز" و"حزب الله البحرين"، وغيرها لإسقاط الدول وزرع الطائفية، والسعي لجعل حاكمية ولاية الفقيه على المنطقة كلها في مشروع إرهابي كبير يستعمل كل أنواع العنف والجرائم والإرهاب، متحالفا مع التنظيمات الإرهابية كالقاعدة والنصرة وداعش والإخوان المسلمين لنشر الإرهاب في العالم.
وكان ضمن المشروع الإيراني الإرهابي أيضا المؤسسات الدينية الشيعية المختلفة والحسينيات وشيوخ الطائفية الذين يجمعون الأخماس ويشيعون ثقافة الكراهية والسباب، بل زاد الغرور بالنظام الإيراني نحو الاستهانة بالشعوب المكونة للديموغرافية الإيرانية وقدراتها حتى انتفضت الشعوب الإيرانية مطالبة بأبسط حقوقها المنهوبة وكرامتها المسلوبة.
السؤال المطروح هذه الأيام هو: كم يستطيع النظام من البقاء والقدرة على المراوغة والتحايل على الشعب في الداخل، والعقوبات في الخارج؟
ستأتي بعد أيام في الرابع من نوفمبر الحزمة الاقتصادية الأكبر من العقوبات على النفط والطاقة والدولار والبنوك والمحاصرة لبيع النفط الإيراني، والقائمة السوداء لمن يتعاون مع النظام، مما ينبئ بانهيار اقتصادي هائل وانتفاضة شعبية كبيرة من المستضعفين والمسحوقين وهم الأكثرية الصامتة، واعتصامات كبيرة تهدد بسقوط النظام الإرهابي بعد أربعين عاما من الظلم والطغيان والإرهاب، فالشعوب الإيرانية تستحق نظاما محترما كريما تنتظره طويلا ليعطيها الحقوق والكرامة والحرية والإنسانية، فالمطروح عالميا اليوم هو النظام البديل عن نظام ولاية الفقيه؛ لأن سقوطه بات حتميا، وسقوطه مسألة وقت بعد أربعين عاما عجافا، عاناها الشعب الإيراني وشعوب المنطقة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة