داني سبرايت لـ«العين الإخبارية»: زيارة رئيس الإمارات لواشنطن تطلق آفاق الشراكة التكنولوجية
«ملفات الاقتصاد ستستحوذ على نصيب الأسد»
يبدأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، غداً الإثنين، زيارة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية هي الأولى من نوعها منذ توليه رئاسة الدولة.
ومن المقرر أن يبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، في البيت الأبيض، عددا من الملفات الاقتصادية والسياسية المهمة.
وعلمت "العين الإخبارية" من مصادر خاصة في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي، أن الملفات الاقتصادية ستستحوذ على نصيب الأسد من المباحثات الإماراتية – الأمريكية.
- الإمارات وأمريكا.. شراكة الابتكار والتقدم
- طائرات كهربائية متقدمة بمنظومة النقل.. شراكة ذكية بين الإمارات وأمريكا
وقال داني سبرايت، رئيس مجلس الأعمال الأمريكي الإماراتي، إن الزيارة تعد علامة فارقة في الشراكة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والإمارات.
وأضاف في حوار خاص لـ"العين الإخباريـة" من العاصمة الأمريكية واشنطن، أن العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والإمارات قوية ومتنامية، متابعاً: "الزيارة تمثل فرصة لتسريع التعاون في القطاعات الاستراتيجية، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة".
وكشف سبرايت عن مؤشرات قوية لتنامي التجارة الأمريكية – الإماراتية خلال العام الجاري، كاشفا عن نمو متوقع بنسبة 10٪ خلال العام الجاري.
وتوقع رئيس "الأعمال الأمريكي – الإماراتي" أن يكون التعاون التجاري الثنائي في الاقتصاد الفضائي بين واشنطن وأبوظبي قطاعًا رئيسيًا للنمو المستقبلي بين البلدين.
وإلى نص الحوار.....
مع زيارة رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الأولى لواشنطن، كيف تقيّم أهمية هذه الزيارة لمستقبل العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة؟
في البداية دعني أؤكد لك، أن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للبيت الأبيض، تمثل علامة فارقة في الشراكة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والإمارات، صحيح أن العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والإمارات قوية ومتنامية، ولكن الزيارة تمثل فرصة لتسريع التعاون في القطاعات الاستراتيجية، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.
دعني أشير هنا إلى تصريحات الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، بأن الاقتصاد هو الأولوية الأولى لدولة الإمارات خلال هذه الزيارة، وفي هذا السياق، ستتضمن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مناقشات حول الاستثمار، والتكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والفضاء، والطاقة المتجددة.
أيضا هذه الزيارة ستؤكد أن العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والإمارات حيوية ومتعددة الجوانب، وموجهة نحو المستقبل، وتركز على القطاعات الحيوية التي تشكل الاقتصاد العالمي. كما تؤكد الزيارة أن بعض العوائق المحتملة في الشراكة التجارية، خاصة فيما يتعلق بمشاركة التكنولوجيا، قد تم حلها.
كيف تصف العلاقات الاقتصادية الحالية بين الولايات المتحدة والإمارات؟ وما توقعاتك لنمو هذه العلاقات خلال العام المقبل؟ بالإضافة إلى ذلك، ما القطاعات أو الصناعات التي تراها الأكثر قدرة على النمو المستقبلي؟
في الحقيقة، الشراكة الاقتصادية والتجارية بين الولايات المتحدة والإمارات قوية، لكن دعني أكون صريحا معك كانت العلاقة التجارية تهيمن عليها في السابق قطاعات مثل النفط والغاز أو الدفاع، لكن العلاقات الاقتصادية أصبحت أكثر تنوعًا الآن مع استمرار الإمارات في التحول نحو اقتصاد المعرفة.
والآن أصبحت القطاعات التي تشكل العلاقة الاقتصادية بشكل متزايد تشمل التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، وعلوم الحياة والرعاية الصحية، والطاقة المتجددة، والتصنيع المستدام، والخدمات المالية، والفضاء. من المتوقع أن تشهد هذه القطاعات الرئيسية نموًا في العقد المقبل. وفي معظم هذه القطاعات، تمتلك الإمارات استراتيجيات وطنية أو خطط عمل ستوفر فرصا استثمارية وتدفع عجلة النمو.
هل يمكنك تقديم لمحة عن حجم التجارة الحالية بين الولايات المتحدة والإمارات؟ وما القطاعات التي تمثل المحركات الأساسية لهذه التجارة الثنائية؟
بلغ إجمالي التجارة الثنائية بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة أكثر من 31.4 مليار دولار في عام 2023.
لكن دعني أكشف لك أن أرقام التجارة استمرت في الارتفاع في عام 2024، حيث تجاوز إجمالي التجارة في الأشهر الستة الأولى من 2024 مبلغ 16.9 مليار دولار، بزيادة تقارب 9.5% (1.5 مليار دولار) عن نفس الفترة في عام 2023.
ويظل قطاعا الطيران والدفاع ركيزتين لعلاقة تجارية متنوعة، ولكن المحركات الرئيسية لنمو التجارة والاستثمار الثنائي أصبحت بشكل متزايد في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، والرعاية الصحية وعلوم الحياة، وغيرها من القطاعات مثل التصنيع المتقدم.
أتوقع أن يكون التعاون التجاري الثنائي في الاقتصاد الفضائي قطاعًا رئيسيًا للنمو المستقبلي كذلك.
هل يمكنك أن تطلعنا على المشاريع والمبادرات الرئيسية التي يركز عليها مجلس الأعمال الأمريكي الإماراتي لتعزيز التجارة والاستثمار بين البلدين في المستقبل القريب؟
يدعم مجلس الأعمال الأمريكي الإماراتي نمو العلاقة التجارية والاقتصادية الثنائية من خلال تزويد أعضائه بالمعلومات، وفرص التواصل، والدعم لتنمية أعمالهم. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك المجلس مجموعات عمل سياسية تعكس وتمكّن من التغيرات في الشراكة التجارية. على سبيل المثال، يعقد مجلس الأعمال مجموعة عمل للرعاية الصحية ومجموعة عمل رقمية توفر منصات للصناعة لتقديم ملاحظاتها حول السياسات والتنظيمات التي تشكل هذين القطاعين الحيويين. فعلى سبيل المثال، كان مجلس الأعمال الأمريكي الإماراتي بمثابة وسيط بين الحكومتين بشأن العلاقة التكنولوجية، وقدّم مدخلات حول الأنظمة والسياسات غير المستقرة في كثير من الأحيان، مثل تراخيص تصدير وحدات معالجة الرسومات (GPU) والسياسات المتعلقة بمواقع البيانات.
من وجهة نظرك، ما أبرز المشاريع الإماراتية الحالية في السوق الأمريكي؟ وعلى الجانب الآخر، ما أبرز المشاريع والاستثمارات الأمريكية في الإمارات؟
تعتبر الإمارات واحدة من أهم الدول المستثمرة في الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، حيث تقدر الاستثمارات الإجمالية بمئات المليارات من الدولارات. وقد استثمرت شركة مبادلة وحدها أكثر من 100 مليار دولار من محفظتها في الولايات المتحدة، بما في ذلك استثمارات بارزة في شركة Global Foundries الأمريكية لتصنيع أشباه الموصلات.
كما تعتبر مشاريع الطاقة المتجددة، والرعاية الصحية، وقطاعات التكنولوجيا من أبرز مجالات الاستثمار عبر الحدود بين الإمارات والولايات المتحدة.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت شركات MGX وBlackRock ومايكروسوفت عن تشكيل شراكة جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي للاستثمار في مراكز البيانات والبنية التحتية الداعمة للطاقة، خاصة في الولايات المتحدة. كما أعلنت شركة أدنوك مؤخرًا عن أول استثمار استراتيجي لها في الولايات المتحدة من خلال الاستحواذ على حصة كبيرة في مشروع تصدير الغاز الطبيعي المسال (LNG) في محطة ريو غراندي في تكساس.
وفي المقابل، تستثمر الشركات الأمريكية الرائدة بشكل كبير في الإمارات وتشكل شراكات تجارية مع كيانات إماراتية. في قطاع التكنولوجيا، أعلنت مايكروسوفت عن استثمار استراتيجي بقيمة 1.5 مليار دولار مع شركة G42، مما يظهر قرار الإمارات بالتركيز على الشراكات التجارية مع شركات التكنولوجيا الأمريكية. وتحتفظ معظم الشركات الأمريكية الكبرى في مجال التكنولوجيا الرقمية بمقارها الإقليمية في الإمارات، وقد استثمر العديد منها في مراكز بيانات في الإمارات، كما قامت بعض الشركات باستحواذات استراتيجية، مثل استحواذ أمازون على سوق دوت كوم واستحواذ أوبر على كريم.
ومن بين كل مشروعات التعاون والاستثمارات بين البلدين، أتوقع أن يكون التعاون التجاري الثنائي في الاقتصاد الفضائي قطاعًا رئيسيًا للنمو المستقبلي، فبعد إطلاق مركز محمد بن راشد للفضاء بنجاح البرنامج الإماراتي لاستكشاف المريخ بدعم من ناسا وجامعات أمريكية، والاتفاق التاريخي بين مركز محمد بن راشد للفضاء مع ناسا على تزويدها بالقفل الهوائي لمحطة الفضاء القمرية التابعة لناسا (Lunar Gateway)، وهي أول محطة فضائية فوق القمر، كما تعمل وكالة الفضاء الإماراتية حاليًا على مهمة الإمارات لحزام الكويكبات بالتعاون مع الجامعات والشركاء التجاريين في الولايات المتحدة.