هل يؤثر خفض الفيدرالي الأمريكي للفائدة على الأسعار في مصر؟
خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة اليوم، للمرة الأولى منذ 4 سنوات، بعد 11 مرة رفع فيها الفائدة وبعد تثبيت لـ8 مرات متتالية.
أدي القرار إلى تحركات عنيفة بالأسواق، وطرح العديد من التساؤلات حول انعكاسه على الأسعار في مصر وتحركات الأموال الساخنة.
وخفض المركزي الأمريكي أسعار الفائدة 50 نقطة أساس إلى نطاق 4.75%-5.00% ويتوقع خفضها 50 نقطة أساس أخرى هذا العام.
بعد أن نجح في ترويض التضخم، خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لأول مرة منذ أكثر من 4 سنوات، وهي خطوة من شأنها أن تؤدي إلى خفض تكاليف الاقتراض للمستهلكين والشركات قبل أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية.
تأثير إيجابي على مصر
قال الخبير المصرفي محمد عبد العال، إن خفض الفيدرالي للفائدة له تأثير إيجابي على مصر، منها زيادة جاذبية المستثمرين الأجانب للاستثمار في الجنيه بعائد مرتفع مقارنة بالدولار.
وأوضح أن فروق سعر العائد على الجنيه والدولار ستكون في صالح مصر في زيادة جذب الأموال الساخنة.
ووفق بيانات المركزي المصري، جذبت مصر نحو 24 مليار دولار خلال أول 3 أشهر من تحرير سعر الصرف بداية من مارس/آذار الماضي، مسجلة إجمالي رصيد المحفظة مستوى قياسي نحو 37.45 مليار دولار بنهاية مايو/ آيار الماضي.
وفقًا لعبد العال، جاء دخول الأموال الساخنة إلى مصر بعد خروج جماعي بنحو 22 مليار دولار في عام 2022 بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، مما أدى إلى تفاقم أزمة النقد الأجنبي وزيادة الضغوط على الدولار.
وأشار الخبير المصرفي إلى أن خفض الفائدة على الدولار سيسهل انتقال المستثمرين الأجانب إلى الأسواق الناشئة، بما في ذلك مصر، وسيخفض طلباتهم لأسعار العائد على الاستثمار في أدوات الدين المحلية. وعادة ما يساعد دخول الاستثمار الأجنبي غير المباشر في تخفيف الضغط على العملات المحلية، ولكن في حال خروجهم بشكل جماعي خلال الأزمات، يتسبب ذلك في ضغط على طلب الدولار وفقًا لعجز ميزان المدفوعات لكل دولة.
عبء الفائدة
قال الدكتور محمد عبد الرحيم الخبير المالي إن قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة يخفف من عبء الفائدة المرتفع على الأسواق الناشئة، بما في ذلك مصر، في حال لجأت إلى طرح سندات يورو بوند في الأسواق الدولية.
وأوضح أن زيادة سعر الفائدة على الدولار أدت إلى زيادة ضغوط تكلفة الفائدة على الدول الناشئة التي تحتاج إلى تمويل خارجي لسد فجوة النقد الأجنبي.
وقال وزير المالية السابق محمد معيط إن زيادة أسعار الفائدة حدت من طرح مصر سندات في الأسواق الدولية بسبب عبء تكلفة الدين.
الاقتراض الخارجي
وأشارت نائب رئيس بنك مصر السابق، سهر الدماطي إلى أن الاقتراض الخارجي سينخفض بعد خفض الفائدة على الدولار، وأن طلب المستثمرين الأجانب على أذون الخزانة بالجنيه سيتراجع بدعم خفض الفائدة على الدولار.
وتابعت:ربما يؤدي خفض أسعار الفائدة على الدولار إلى تعزيز استقرار سعر صرف الجنيه المصري وتقليل الضغوط عليه، شريطة استقرار العوامل الإقليمية وعدم تصاعد التوترات الجيوسياسية.
وقد أدت الفائدة المرتفعة على الدولار إلى تقويته مقابل العملات الأخرى، بما في ذلك الجنيه المصري، وخفض الفائدة قد يقلل من قوة الدولار مقابل العملات الناشئة مثل الجنيه.
سعر الفائدة في مصر
استبعد الدكتور ماهر جامع الخبير الاقتصادي خفض البنك المركزي المصري لأسعار الفائدة في الاجتماع المقبل، مشيرًا إلى استمرار الضغوط التضخمية.
وأوضح أن خفض الفيدرالي للفائدة يمهد الطريق أمام البنوك المركزية العالمية لخفض أسعار الفائدة، ولكن توقيتات الخفض تختلف من دولة إلى أخرى.
وكان البنك المركزي المصري قد رفع سعر الفائدة 19% خلال آخر عامين ونصف، آخرها 6% دفعة واحدة في مارس/آذار الماضي، بهدف مواجهة الضغوط التضخمية.
وتوقع المركزي زيادة مخاطر الضغوط التضخمية خلال الفترة المقبلة، ما قد يؤدي إلى استمرار ارتفاع أسعار الفائدة حتى نهاية 2024.
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjIzMCA=
جزيرة ام اند امز