دراما بإسرائيل.. لا فائز بالانتخابات وتوقعات بشلل سياسي
نامت إسرائيل، أمس الثلاثاء، على نتائج استطلاعات تشير إلى فوز معسكر بنيامين نتنياهو، لكنها استيقظت على كابوس جديد وشلل سياسي محتمل.
وعزز فرز 97% من أصوات الناخبين، اليوم الأربعاء، المؤشرات على فشل نتنياهو في الحصول على الأغلبية المطلوبة لتشكيل حكومة، على أن يكتمل فرز جميع الأصوات خلال الساعات المقبلة.
ووجدت إسرائيل نفسها أمام واقع درامي؛ فلا منتصر في الانتخابات الرابعة في غضون عامين، مع مؤشرات على انتخابات خامسة محتملة بعد عدة أشهر.
وتتجه البلاد إلى شلل سياسي في ظل صعوبة تشكيل حكومة جديدة، وحتى لو تشكلت حكومة، فإن فرصها في البقاء هشة للغاية، وفق مراقبين.
وأظهرت نتائج فرز 97% من الأصوات حصول تحالف نتنياهو على 52 مقعدا مقابل 50 مقعدا للتحالف المعارض، فيما حصل حزب "يمينا" اليميني برئاسة نفتالي بينيت على 7 مقاعد، و6 مقاعد للقائمة العربية المشتركة و5 مقاعد للقائمة العربية الموحدة.
ومن المقرر أن يؤدي 120 عضوا بالكنيست خلال أقل من أسبوعين، اليمين الدستورية، لكن عمر الكنيست الـ 24 ما زال مجهولا.
ومن المرجح أن يجري يوم الجمعة الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات، يحدد بعدها الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين شخصية المكلف بتشكيل الحكومة بعد التشاور العلني مع الأحزاب الفائزة بالانتخابات.
ويطمح زعيم حزب "الليكود" اليميني ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الحصول على هذا التكليف، وكذلك زعيم حزب "هناك مستقبل" الوسطي المعارض، يائير لابيد.
ولكن حقيقة أن "الليكود" هو الحزب الأكبر بالكنيست، تمنح نتنياهو أفضلية في الحصول على التفويض، ولكن يلزمه الحصول أيضا على أكبر عدد من التوصيات من الأحزاب الفائزة.
وفي حين أن نتنياهو حصل على تأييد مسبق من عدة أحزاب يمينية، هناك ثمة إجماع بالأحزاب المعارضة لنتنياهو على تكليف لابيد، الذي يحصل حزبه على 17 مقعدا، برئاسة الحكومة البديلة.
بيد أن أيا من نتنياهو ولابيد لا يحظى بتأييد 61 مقعدا بالكنيست المؤلف من 120 مقعدا، وهي الحصة المطلوبة لتشكيل الحكومة.
وفي حال فشل أي منهما في تشكيل حكومة، وهو احتمال متوقع، فإنه من المرجح أن تجري إسرائيل انتخابات خامسة في الأشهر القليلة المقبلة.
3 شخصيات حاسمة
لكن في الطريق لتشكيل الحكومة، هناك 3 شخصيات حاسمة، أولها نفتالي بينيت، زعيم حزب "يمينا"، الذي عمل في الماضي مديرا لمكتب نتنياهو، ويعتبر من أبرز المعارضين لقيام دولة فلسطينية.
وولد بينيت في مدينة حيفا عام 1972 لأب وأم من مواليد الولايات المتحدة، وتلقى تعليمه الثانوي في المعهد الديني "يافنيه" في حيفا.
وتلقى بينيت دراسته الجامعية في الجامعة العبرية في القدس، ونال شهادة البكالوريوس في الحقوق، ثم شغل رتبة رائد في جيش الاحتياط ضمن وحدة النخبة "سييريت متكال".
وأنشأ السياسي اليميني عام 1999 مع شركاء آخرين شركة هايتك باسم سايوتا (cyota) وهي شركة متخصصة بحماية المعلومات في شبكة الإنترنت، والتي بيعت في عام 2005 لشركة أمريكية بمبلغ 145 مليون دولار.
أما الشخصية الثانية فهي جدعون ساعر "54 عاما"، وهو قيادي سابق في حزب "الليكود" قبل أن ينشق لتأسيس حزب "أمل جديد" الذي يخوض الانتخابات للمرة الأولى.
وقال ساعر لأنصاره فجر اليوم "نلتزم بعدم الدخول في حكومة برئاسة نتنياهو وسنبذل جهدنا لتشكيل حكومة بديلة، وإذا ما شكل نتنياهو حكومة فإننا سنعمل من خلال صفوف المعارضة".
ويلتزم ساعر بالمواقف اليمينية لحزب "الليكود"، ولكنه يختلف مع نتنياهو في إدارته للحكومة واستمراره بالحكم رغم وجود لائحة بتهم الفساد ضده في المحكمة الإسرائيلية.
أما ثالث هذه الشخصيات فهو منصور عباس، 46 عاما، وهو زعيم القائمة العربية الموحدة التي انفصلت عن القائمة المشتركة التي تمثل النواب العرب بالكنيست بعد خلافات تتمحور حول الموقف من نتنياهو.
ووجهت القائمة المشتركة، التي يرأسها أيمن عودة، الاتهام إلى عباس بمنح الدعم لنتنياهو، وهو ما ينفيه عباس.
وعباس هو طبيب أسنان شغل منصب نائب رئيس الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية في إسرائيل منذ العام 2010. وانتخب لعضوية الكنيست للمرة الأولى في العام 2019.
وانضمام اثنين من الشخصيات الثلاث لأحد المعسكرين، يجعل الكفة تميل في صالحه، ويمكنه من تشكيل حكومة جديدة مستقرة، لكن الأمر يحتاج إلى مفاوضات صعبة وشاقة وتجاوز كثير من العقبات.
وتشهد إسرائيل استقطابا وشللا سياسيا منذ 2019، إذ أجريت 4 انتخابات في أبريل/نيسان 2019، وسبتمبر/أيلول من نفس العام، ومارس/آذار 2020، ومارس آذار 2021، لكن لم تنجح الانتخابات المتتالية في حلحلة الأزمة السياسية في البلاد.
aXA6IDE4LjIyNS4xNDkuMTU4IA==
جزيرة ام اند امز