بعد أحداث دارفور.. السودان يستدعي سفير تشاد
بعد أيام من هجمات شنتها جماعات تشادية مسلحة غرب دارفور، استدعت وزارة الخارجية السودانية، السبت، سفير تشاد لتقديم مذكرة احتجاج.
وقالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان صادر عنها، إن وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق، التقى اليوم السبت، بمكتبه، سفير جمهورية تشاد لدى السودان، ونقل له احتجاج السودان وإدانته للحادث الذي جرى في الثالث من أغسطس/آب الجاري في ولاية غرب دارفور، إثر دخول متفلتين من تشاد إلى الأراضي السودانية وقتلهم وجرحهم عددًا من المواطنين السودانيين وسرقة مئات الرؤوس من الإبل وعودتهم إلى تشاد.
وطالب الوزير السوداني سفير تشاد بأن تبذل بلاده جهداً في القبض على المتفلتين، ورد المسروقات إلى أهلها في السودان بأسرع ما يمكن .
من جهته، أكد السفير التشادي أن تشاد لن تدخر وسعاً في الحفاظ على هذه العلاقات وتطويرها بما يخدم الأمن والسلام والاستقرار على جانبي البلدين، مشيراً إلى أن أنجمينا لن تسمح بحدوث كل ما من شأنه أن يعكر صفو هذه العلاقة.
وقُتل 18 شخصاً وأصيب 17 آخرون في هجمات شنتها جماعات تشادية مسلحة في غرب دارفور، فيما نشرت السلطات السودانية قوات على الحدود مع تشاد، بعد حشد القبائل العربية مقاتليها للثأر.
مباحثات مشتركة
الهجمات جاءت بعد ساعات قليلة من مباحثات خاطفة أجراها نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو حميدتي، مع رئيس المجلس العسكري الحاكم في تشاد محمد ديبي بأنجمينا التي وصلها من غرب دارفور على رأس وفد أمني بحثت قضايا عديدة على رأسها أمن الحدود.
واستنكر حميدتي تلك الهجمات، التي عدها انتهاكاً واضحاً لحدود السودان، كاشفاً عن تلقيه شكاوى من جهات عديدة بسبب تجاوزات ترتكبها جماعات مسلحة عابرة للحدود.
وأكد لدى مخاطبته حشداً من ذوي الضحايا، أن "تكرار الاعتداءات على المواطنين في الحدود السودانية التشادية هي مسؤولية القوات المشتركة"، موجها المواطنين بعدم التجمهر في مواقع الأحداث.
وكان نائب والي غرب دارفور التجاني الطاهر كرشوم قال في تصريحات صحفية، إن لجنة أمن الولاية اتخذت تدابير احترازية الخميس بعد تلقيها بلاغاً بوقوع الحادث الأول الذي راح ضحيته شخصان ونهب قطعان من الإبل، بإرسال قوة للسيطرة على الحدود لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، لكن المجموعة التي وصفها بـ"المتفلتة هاجمت المنطقة مرة أخرى وقتلت 16 شخصاً وأصابت 17 آخرين".
إجراءات عاجلة
وأشار إلى أن لجنة أمن الولاية اتخذت إجراءات عاجلة تشمل تحريك القيادات المجتمعية إلى منطقة الأحداث للعمل على إرجاع الأموال المنهوبة وإيقاف أي فزع أهلي، إضافة لطلب المساعدة في القبض على الجناة بالتنسيق مع القوات المشتركة السودانية التشادية.
ودعا لضبط النفس والتعامل بنوع من الحكمة وإعطاء الحكومة فرصة للقبض على المتفلتين، مؤكدا أن الولاية ستتعامل بشكل حاسم لمنع دخول المتسللين إلى الأراضي السودانية.
وبعد اجتماع طارئ لمجلس الأمن والدفاع رأسه رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان وشارك فيه نائبه حميدتي ولجنة الأمن بولاية غرب دارفور عبر تقنية الاتصال المرئي، دعت الحكومة السودانية السلطات التشادية لسرعة القبض على منفذي الهجوم.
واتخذ مجلس الأمن والدفاع عددا من القرارات لمنع تطور الأحداث، تمثلت في مواصلة الجهود السياسية والدبلوماسية لاحتواء الموقف وحث الجانب التشادي على ملاحقة المجرمين واسترداد المال المسروق بأسرع ما يمكن.
ودعا للعمل على تعزيز قدرات ودور القوات المشتركة السودانية التشادية وضبط التحركات على الحدود بين البلدين، بما في ذلك تحركات الرعاة علاوة على مراقبة الأنشطة المختلفة وتطبيق الإجراءات الرسمية على كافة التحركات.
aXA6IDMuMTQ3Ljc1LjQ2IA== جزيرة ام اند امز