"دافوس" يتزين بتجربة الإمارات الرائدة في تصميم المستقبل
استعرضت حكومة دولة الإمارات تجربتها الرائدة في تصميم المستقبل واستشراف مساره المستدام، واستباق تحدياته في جلسة بمنتدى دافوس.
وقد شارك في الجلسة؛ عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، وسارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، وعمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد.
تطلع دائم نحو المستقبل المستدام
وتحدثت عهود الرومي، في كلمتها الافتتاحية عن تأسيس دولة الإمارات في 2 ديسمبر 1971؛ وتطلع الدولة الدائم في مسيرتها التنموية إلى المستقبل، وعدم الاكتفاء بانتظاره أو استقباله، والمبادرة بتصميمه، ليكون هذا النهج، نهجاً ثابتاً في مسيرة دولة الإمارات.
وأكدت عهود الرومي أن العالم يشهد تحديات متسارعة تحمل معها فرصًا جديدة وواعدة، بما يفرض على الحكومات أن تعيد النظر في وظيفتها ودورها ليصبح تصميم المستقبل وصناعته وابتكار نماذج عمل جديدة مبتكرة مستفيدة من قوة التكنولوجيا وهو النهج الذي تبنته دولة الإمارات طوال مسيرتها التنموية، مشيرة إلى الإنجازات والنجاحات التي حققتها دولة الإمارات جاءت بفضل الرؤية السبّاقة والطموحة للقيادة الرشيدة لدولة الامارات، التي تم تنفيذها من خلال القطاعات الحيوية الفاعلة في المنظومة الحكومية لصنع المستقبل عبر وضع سياسات استباقية، وتشريعات مرنة، ومبادرات داعمة وممكنة لتثبت دولة الإمارات تفوقها وريادتها، وتتصدر156 مؤشراً للتنافسية العالمية، كما أنها من بين أفضل 10 دول في 432 مؤشرًا عالميًا.
وأشارت وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل إلى ثلاثة مبادئ رئيسية تميز تجربة الإمارات ودور الحكومة في تصميم المستقبل، أولها أن هذه التجربة يحركها استثمار وصناعة الفرص، والمبدأ الثاني يتمثل في كون تنفيذها يتم وفق قفزات سريعة وقوية ومؤثرة، وثالث هذه المبادئ هو تنفيذها في إطار التعاون الدولي مع الشركاء الدوليين لصناعة مستقبل المجتمعات من خلال استضافة النسخة المقبلة من مجالس المستقبل العالمية لتبادل الخبرات وإيجاد حلول للتحديات العالمية الملحة وفي مقدمتها الاستدامة البيئة، حيث يتكامل هذا الحدث مع استضافة الدولة قمة كوب 28 لمناقشة قضية التغير المناخي؛ إحدى أهم القضايا العالمية التي باتت تؤرق البشرية، ودولة الإمارات لاعب رئيسي وشريك عالمي موثوق في صناعة مستقبل مستدام، موضحة أن عقد المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في دولة الإمارات العام المقبل يعكس ثقة المجتمع الدولي في إمكانات دولة الإمارات ودورها المحوري في تشكيل مستقبل التجارة العالمية واستكشاف سبل التعاون في القطاعات الجديدة التي تحتل أولوية قصوى في الرؤية الاقتصادية لدولة الإمارات.
تسريع وتيرة الابتكار
وركزت سارة بنت يوسف الأميري على منهجية دولة الإمارات في تسريع وتيرة الابتكار وإحداث التغيير المؤثر خلال الـ50 عامًا التي مضت؛ حيث تمت مضاعفة معدل معرفة القراءة والكتابة من 48% لتصبح 95%، وزاد الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 142 مرة، من 300 مليون دولار إلى 427 مليار دولار، كما نجحت الإمارات في بناء أربع محطات للطاقة النووية ولديها أكبر محطات للطاقة الشمسية في العالم، وتمكنت خلال فترة زمنية وجيزة من الوصول إلى كوكب المريخ ، وهي الآن في طريقها لاستكشاف القمر؛ حيث أكدت أن الدافع الأساسي للنقلات النوعية التي أحدثتها دولة الإمارات في مختلف القطاعات هو رأس المال البشري ليكون المجتمع، والناس هم محرك التنمية والمستهدفين بكافة خططها واستراتيجياتها.
وقالت إن الأزمات تخلق ظروفًا فريدة تسمح لنا بالتفكير والتحرك بحرية أكبر للإسراع في الابتكار وإحداث التغيير المؤثر، وهو ما يستتبعه التعاون والاستثمار الأمثل للموارد بما يساعد على تحفيز الابتكار والتغيير المنهجي، وهي الدوافع التي غذتها قيادة الإمارات في كافة مكونات المجتمع ومؤسساته، من أجل مواصلة مسيرة التنمية، وتحولت إلى نهج مستدام.
وأوضحت أنه خلال 15 عامًا فقط تمكنت دولة الإمارات من تحقيق العديد من الإنجازات في قطاع الفضاء، ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، حيث نجحت في الوصول بمسبار الأمل إلى كوكب المريخ، وهي الآن في مهمة أخرى طموحة إلى كوكب الزهرة، حيث طورت الدولة نماذج جديدة مع كافة الدول المهتمة بمجال الفضاء من أجل نشر التكنولوجيا، وسرعت تطوير القدرات والإمكانات الوطنية في هذا القطاع الواعد.
وأشارت سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء إلى أن منهجية دولة الإمارات في التنمية الاقتصادية تعمل على خلق قطاعات جديدة تعتمد على المعرفة والبحث والتطوير، وتوسيع نطاق القطاعات الحالية ورفع تنافسيتها من خلال دمج وتعزيز التكنولوجيا والابتكار، والاستثمار في قطاعات مهمة من أجل ضمان مرونة سلسلة التوريد واستدامتها، وهو ما سيسهم في مضاعفة حجم الاقتصاد الوطني، وتوفير وظائف عالية الجودة، وتعزيز مرونته.
وقالت إن الاستدامة تمثل ملفاً أساسياً، وعنصراً محورياً في مختلف الخطط التنموية والاستراتيجيات بدولة الإمارات؛ حيث كانت أول من أعلن عن خطة للوصول إلى الحياد المناخي 2050 في المنطقة، كما استثمرت الدولة 40 مليار دولار في مصادر الطاقة المتجددة في السنوات الخمس عشرة الماضية، وبادرت ببناء أربع محطات للطاقة النووية لإزالة الكربون من نظام الطاقة، بالإضافة إلى استثمار160 مليار دولار في الثلاثين عامًا القادمة للوصول الى الحياد المناخي.
مركز تجاري مزدهر
وقال عمر سلطان العلماء إن الإمارات حافظت على موقعها كمركز تجاري مزدهر، ورسخت موقعها مكانا موثوقا لممارسة الأعمال التجارية، مشيراً إلى أن القيادة الإماراتية كانت رائدة على الدوام في صياغة نموذج حوكمة مبتكر أسهم في ترسيخ موقع ريادي للدولة في العديد من القطاعات المهمة عالمياً، وهو ما أسهم كذلك في ترسيخ التحول الاقتصادي للدولة، وتعزيز تنوعه، وتحقيق الريادة والتقدم في العديد من مؤشرات التنافسية.
وأشار إلى إطلاق الإمارات استراتيجية الذكاء الاصطناعي واستراتيجية الاقتصاد الرقمي، بهدف مضاعفة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للإمارات بحلول عام 2031، لتصل إلى 20%، كما تم إطلاق استراتيجية الميتافيرس، والتي تهدف إلى زيادة مساهمته في الاقتصاد الوطني إلى 4 مليارات دولار بحلول عام 2030.
ونوه إلى أن قيادة دولة الإمارات ذات الرؤية المستقبلية، تسعى دائما إلى صياغة نموذج حوكمة مبتكر أسهم في ترسيخ موقع ريادي للدولة في العديد من القطاعات ذات الأولوية عالمياً، وهو ما أسهم كذلك في ترسيخ التحول الرقمي للدولة، وتعزيز تنوع الاقتصاد، والتقدم والصدارة في العديد من مؤشرات التنافسية.
وقال إنه تم استحداث أنواع جديدة من التأشيرات لجذب المواهب الرقمية من جميع أنحاء العالم إلى الإمارات، وتحفيز إطلاق المشاريع الجديدة والمبتكرة، كما تم إنشاء شكل جديد من المحاكم مخصص للاقتصاد الرقمي، والعديد من المبادرات العالمية المشجعة في مجال الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن التركيز على البنية التحتية والموارد والسياسات والمواهب أسهم في إكساب حكومة دولة الإمارات المرونة اللازمة للتعامل مع المتغيرات والرؤية الاستشرافية، حيث تتمتع
واستعرض المبادرة الإماراتية العالمية الرائدة المتمثلة في متحف المستقبل بإمارة دبي وقال إن المتحف يمثل رؤية الإمارات للمستقبل، ومظهرا من مظاهر رؤية طويلة الأمد لاغتنام الفرص المستقبلية والسعي من أجل تحسين واقع ومستقبل المجتمعات والأجيال القادمة.