القمة العالمية لطاقة المستقبل.. "محطات براكة" قاطرة إماراتية نحو حياد المناخ
أكبر مصدر للكهرباء الصديقة للبيئة في المنطقة
تلعب محطات براكة للطاقة النووية السلمية دورا محوريا وقائدا في جهود دولة الإمارات نحو تحقيق الحياد المناخي في 2050، وفقا لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية.
وأوضحت المؤسسة خلال القمة العالمية لطاقة المستقبل، التي انعقدت ضمن فعاليات النسخة الـ15 من أسبوع أبوظبي للاستدامة، أن محطات براكة للطاقة النووية السلمية، التي تعتبر مشروع البنية التحتية الاستراتيجي للطاقة، تقود الجهود المبذولة على مستوى دولة الإمارات نحو تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 من خلال الحد من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية سنوياً، خاصة أن محطات براكة تُعدّ اليوم أكبر مصدر للكهرباء الصديقة للبيئة في المنطقة.
وأسبوع أبوظبي للاستدامة هو الحدث الريادي السنوي في قطاع الطاقة والاستدامة، والذي يجمع تحت مظلته القيادات المحلية والدولية وخبراء هذا القطاع ومواقع صنع القرار لاتخاذ إجراءات فعالة وشاملة.
توقيع مذكرة تفاهم
وعززت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية التزامها بالتعاون الدولي بشكل أكبر بتوقيع مذكرة تفاهم جديدة، وقعها مؤخرا محمد إبراهيم الحمادي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، وتشيونغ سيونغ إيل رئيس الشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو)، وجو هو هوانغ رئيس الشركة الكورية للطاقة المائية والنووية، لتأسيس مجموعات عمل استراتيجية لبرنامج تسريع الحياد الكربوني، وتمهيد الطريق نحو حقبة جديدة من تقنيات الطاقة النووية.
وفي اتفاقية ثنائية أوسع لاحقاً، أعلنت دولة الإمارات عن خطط لاستثمار 30 مليار دولار في القطاعات الصناعية في كوريا الجنوبية، في إطار سعي البلدين إلى توسيع التعاون الاقتصادي.
وتقود دولة الإمارات مسيرة التنمية الاقتصادية المستدامة عبر مجموعة من القطاعات، حيث تستعد لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP28) في نوفمبر/تشرين الثاني في دبي لتسريع جهود مواجهة التغير المناخي.
ومع اقتراب المؤتمر الدولي المرتقب تتزايد الاستثمارات في الطاقة النووية، والتي تأتي في إطار اتفاقيات التعاون الدولي.
وأعلنت المملكة المتحدة مؤخراً عن توقعها تلقي نحو 10 مليارات جنيه استرليني من الاستثمارات الإماراتية في مختلف القطاعات، بما فيها الطاقة النووية، بينما اتفقت دولة الإمارات والولايات المتحدة أواخر العام الماضي على تخصيص 100 مليار دولار لمشاريع الطاقة الصديقة للبيئة، بهدف إضافة 100 غيغاواط على مستوى العالم بحلول عام 2035.
قصة نجاح عالمية
وتُعدّ دولة الإمارات العربية المتحدة قصة نجاح عالمية في مجال الطاقة النووية ونموذجا عالميا من حيث إدارة المشاريع والتكلفة، وفي الآونة الأخيرة أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية ربط المحطة الثالثة من محطات براكة الأربع بشبكة الكهرباء في دولة الإمارات، بعد عام واحد فقط من ربط المحطة الثانية، مما يدل على التقدم الكبير في مسيرة تطوير محطات براكة التي تعد أول مشروع للطاقة النووية متعدد المحطات في مرحلة التشغيل في العالم العربي، حيث تجري الاستعدادات لدخول المحطة الثالثة مرحلة التشغيل التجاري خلال الأشهر القليلة المقبلة، في حين قاربت الأعمال الإنشائية للمحطة الرابعة على الانتهاء.
وتوفر محطات براكة آلاف الوظائف وتحفز نمو الصناعات المحلية، بالإضافة إلى الفوائد البيئية الهامة على مدار الأعوام الستين المقبلة وما بعدها، علما بأن محطات براكة هي مجرد البداية، حيث تمثل 20% فقط من البرنامج النووي السلمي الإماراتي، وتعتبر منصة للابتكار في مسيرة التحول نحو مصادر الطاقة الصديقة للبيئة، بما في ذلك تطوير نماذج المفاعلات المصغر، ومفاعلات الجيل التالي، وتمهد الطريق لتطوير أنواع جديدة من الوقود الخالي من الانبعاثات الكربونية.
ومع توفيرها الكهرباء الوفيرة والصديقة للبيئة على مدار الساعة تركز مؤسسة الإمارات للطاقة النووية الآن على استكشاف واجتذاب الاستثمارات الاستراتيجية في مجال الطاقة النووية محلياً وعالمياً، لدعم النمو والتنمية لدولة الإمارات، وتعتبر محطات براكة واحدة من أكبر محطات الطاقة النووية في العالم، حيث تضم أربع مفاعلات من طراز APR-1400، وبمجرد تشغيلها بالكامل ستنتج محطات براكة ما يكفي لإنارة 570 ألف منزل، بالإضافة إلى دعم استراتيجية الدولة لتصبح من الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2030.