تجربة "الإمارات للطاقة النووية" في مؤتمر دولي.. "براكة" نموذج ملهم
استعرضت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية المسيرة المميزة لقطاع الطاقة النووية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وكذلك الأثر الإيجابي الذي حققه هذا القطاع باتجاه الوصول للحياد المناخي بحلول عام 2050.
وجرى هذا العرض خلال المؤتمر الوزاري الدولي الخامس للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول الطاقة النووية في القرن الحادي والعشرين، الذي افتتح في العاصمة الأمريكية واشنطن في 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري ويختتم اليوم.
وجمع مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية الوزراء وصانعي القرار السياسي وكبار المسؤولين والخبراء، للمشاركة في حوار رفيع المستوى حول دور الطاقة النووية في التحول نحو مصادر الطاقة الصديقة للبيئة، ومساهمتها في التنمية المستدامة، ومواجهة آثار التغير المناخي، ولا سيما مع زيادة الاعتماد على قطاع الطاقة النووية السلمية.
مسار محطات براكة
وأتى المؤتمر الوزاري لهذا العام بعد النجاح الذي حققته أبوظبي باستضافتها المؤتمر الوزاري الأخير في عام 2017، حين كانت محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي في مرحلة الإنشاءات.
وحققت دولة الإمارات العربية المتحدة تقدمًا سريعًا وآمنًا خلال تطوير محطات براكة، والتي أصبحت الآن أكبر مصدر منفرد للكهرباء الصديقة للبيئة في دولة الإمارات مع التشغيل التجاري للمحطتين الأولى والثانية، فيما تم ربط المحطة الثالثة بشبكة كهرباء الدولة، في حين وصلت المحطة الرابعة إلى المراحل النهائية من الإنجاز، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
خفض البصمة الكربونية
وسلط محمد إبراهيم الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والذي تولى حديثاً رئاسة المنظمة الدولية للمشغلين النوويين، الضوء على النهج الواقعي وطويل الأجل والقائم على الحقائق والبيانات، الذي اتبعته دولة الإمارات العربية المتحدة والذي أدى إلى ضمان أمن الطاقة وتسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة، في جلسة نقاش بعنوان "الوفاء بالوعد: تحقيق الحياد المناخي باستخدام الطاقة النووية منخفضة الانبعاثات الكربونية".
وقال الحمادي : نلتزم في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بمشاركة خبراتنا مع الوزراء وواضعي السياسات وكبار المسؤولين والخبراء على الساحة الدولية، مع إبراز قصة نجاح دولة الإمارات العربية المتحدة الخاصة بمستجدات الطاقة النووية حول العالم.
كما أكد أن دولة الإمارات أصبحت نموذجاً يُحتذى به من قبل الدول التي تخطط لتطوير برامج جديدة للطاقة النووية، حيث تعمل الطاقة النووية على ضمان أمن الطاقة واستدامتها، فإلى جانب الطاقة الكهرومائية لا توجد تقنية أخرى غير الطاقة النووية يمكنها خفض البصمة الكربونية على نطاق واسع وعلى هذا المستوى.
تقدم كبير بالبرنامج النووي
وأضاف أنه منذ المؤتمر الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية في عام 2017 الذي عقد في أبوظبي، حققت دولة الإمارات تقدماً كبيراً في البرنامج النووي السلمي الإماراتي، الذي يحد حالياً من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية سنويًا، من خلال التشغيل التجاري للمحطتين الأولى والثانية في براكة.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي تسعى فيه دولة الإمارات لتحقيق الأهداف المتبقية للبرنامج النووي السلمي الإمارتي والتي تصل إلى 80% من البرنامج، فإنها تمضي قدماً في استكشاف تقنيات المفاعلات النووية المتقدمة والهيدروجين الخالي من الانبعاثات الكربونية، من بين أمور أخرى، إلى جانب مواصلة الالتزام بسياسة دولة الإمارات لعام 2008 بشأن السلامة والأمن والشفافية وعدم الانتشار النووي، من أجل الوفاء بمتطلبات الدولة الاقتصادية الخاصة بدعم النمو وتحقيق أهداف الاستدامة، بالتوازي مع ضمان أمن الطاقة.
كما سلط الحمادي -الذي ترأس وفد دولة الإمارات في المؤتمر، الضوء على كيفية توفير محطات براكة وظائف مجزية للكفاءات الإماراتية، وأصبح لدى مؤسسة الإمارات للطاقة النووية واحدة من أعلى نسب النساء العاملات بهذا المجال في العالم، وذلك في إطار التزام المؤسسة بدعم انضمام الكفاءات النسائية الإماراتية لقطاع الطاقة النووية المتنامي فيها.
وأوضح أن الدعم الذي تلقته الدولة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مدى السنوات الماضية، ساهم في تطوير بنية تحتية نووية إماراتية قوية وبناء قدرات بشرية متميزة، والتي بمجملها شكلت ضمانة لتطوير برنامج طاقة نووية آمن وناجح.
وأنجزت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أكثر من 97% من مشروع محطات براكة للطاقة النووية، والتي تضم أربعة مفاعلات من الجيل الثالث من طراز APR1400 ، الذي يعد أحد أكثر تصاميم المفاعلات النووية تقدما من الناحية التكنولوجية في العالم، وتصل القدرة الإنتاجية لكل منها إلى 1400 ميجاواط من الطاقة الكهربائية الخالية من الانبعاثات الكربونية.
ولتحقيق الأهداف الكاملة للبرنامج النووي السلمي الإماراتي تستكشف مؤسسة الإمارات للطاقة النووية فرص إنتاج الهيدروجين الصديق للبيئة، وتقنيات مفاعلات الطاقة النووية المتقدمة، بما فيها نماذج المفاعلات المعيارية المصغرة، إلى جانب البحث والتطوير لتعزيز عوامل الأمن والموثوقية في محطات براكة واستدامة عمرها التشغيلي.
aXA6IDE4LjIyMi4xMjEuMjQg جزيرة ام اند امز