مشاركة قياسية في منتدى "دافوس".. طموح لتعاون في عالم منقسم
تحت شعار "التعاون في عالم منقسم"، تلتقي النخب السياسية والاقتصادية في منتدى دافوس لبحث عدة قضايا، منها مكافحة تغير المناخ.
ينطلق الحدث الدولي، الذي ينظمه المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية، اليوم ولمدة خمسة أيام، بمشاركة عدد قياسي من رؤساء الدول والحكومات.
ومع بدء المنتدى رسميا اليوم الإثنين لمدة خمسة أيام بمشاركة قادة العالم، ليس معلوما ما إذا كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيتحدث في المنتدى مثل العام الماضي.. ولن يتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المنتدى.
وأعلن رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورغه بريندي، خلال مؤتمر صحفي، أن القمة التي تجري في المنتجع السويسري تنعقد هذه السنة "في ظل وضع جيوسياسي وجيواقتصادي هو الأكثر تعقيدا منذ عقود.
فقد اجتمعت أزمات كوفيد والحرب في أوكرانيا لزعزعة النظام الاقتصادي والاجتماعي العالمي وزيادة عدم اليقين، مما أدى إلى انخفاض النمو وإحداث تضخم أعلى من المتوقع.
كما ساهم تفشي وباء كوفيد-19 والخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والحرب الروسية الأوكرانية في السنوات الأخيرة في تزايد الشقاقات الجيوسياسية وتصاعد السياسات الحمائية.
ورأى مؤسس المنتدى كلاوس شواب أن أحد الأسباب الرئيسية لهذه الشرذمة هو نقص في التعاون، ما يؤدي إلى اعتماد "سياسات قصيرة الأمد وأنانية" منددا بهذه "الحلقة المفرغة".
وحمل هذا الوضع البعض على التساؤل حول مستقبل العولمة التي تشكل منذ نصف قرن محور فلسفة دافوس.
وقالت كارين هاريس الشريكة والخبيرة الاقتصادية في مكتب الاستشارات باين أند كومباني لوكالة "فرانس برس" إنه كان هناك في وقت ما "الأمل بالعودة إلى الوضع الاعتيادي السابق، وضع عالم معولم إلى حدّ ما".
وأكدت أنه حتى مسألة المناخ تتحول إلى معركة أكثر انعزالية، مشيرة بهذا الصدد إلى "قانون الحد من التضخم" الذي ينص على مساعدات كبرى للشركات المتمركزة في الولايات المتحدة في قطاع السيارات الكهربائية والطاقات المتجددة، وضرائب الكربون على الحدود التي يجري اعتمادها في أوروبا.
الحرب الروسية الأوكرانية
بعد قرابة العام على بدء الحرب الروسية الأوكرانية، من المتوقع أن يحتل النزاع وانعكاساته على السياسات العالمية في مجالي الطاقة والدفاع، حيزا كبيرا في مناقشات دافوس.
ويشكل المنتدى مناسبة للمسؤولين الأوكرانيين للتوجه إلى مئات الشخصيات السياسية الكبرى مثل المستشار الألماني أولاف شولتس والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إضافة إلى حوالي 600 رئيس شركة والعديد من وسائل الإعلام وممثلين عن المجتمع المدني من منظمات غير حكومية وباحثين وحتى نجوم بينهم الممثل إدريس إلبا ومغنية السوبرانو رينيه فليمينغ.
من الموضوعات الأساسية المطروحة للبحث أيضا المناخ، إذ يسعى المنظمون لأن تساعد المباحثات في التمهيد للمفاوضات العالمية المقبلة في إطار مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب28) المقرر عقده في نهاية السنة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
في المقابل يعتزم ناشطون اغتنام الاجتماع لتذكير الدول الغنية ومجموعات الطاقة بضرورة تمويل انتقال الدول النامية في مجال الطاقة وتسديد التعويضات عن الكوارث الطبيعية المواكبة لتغير المناخ.
aXA6IDE4LjIyNC41NS42MyA= جزيرة ام اند امز