منوعات
مجرة «ميتة» عمرها 13 مليار سنة.. اكتشاف يربك العلماء

في تطور كوني يُشكك في فهمنا لكيفية تشكل المجرات وتطورها، حدد علماء الفلك، أقدم مجرة ضخمة معروفة توقفت بالفعل عن إنتاج النجوم
حدد علماء الفلك باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي، أقدم مجرة ضخمة معروفة توقفت بالفعل عن إنتاج النجوم بعد 700 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم، حيث عاشت المجرة، المسماه " RUBIES-UDS-QG-z7" حياة سريعة ثم ماتت شابة.
وبكتلة نجمية تعادل 15 مليار مرة كتلة شمسنا، شكلت المجرة نجومها في غمضة عين كونية ، ثم أظلمت، ويُطلق العلماء على هذه المجرات اسم "الخاملة" أو "المخمدة"، لكنها تُعرف بشكل أكثر وضوحا باسم "الحمراء الميتة" نظرا لصبغتها الحمراء وغياب النجوم الزرقاء الفتية الساخنة.
وقالت أندريا ويبل من جامعة جنيف: "توقفت هذه المجرة عن تكوين النجوم عندما كان عمر الكون أقل من 5% من عمره الحالي، هذا أمر غير مسبوق، وغير متوقع تماما".

ويُسجل هذا الاكتشاف، الذي يُعد جزءًا من برنامج RUBIES (المجهول الأحمر: مسح الأشعة تحت الحمراء الساطعة خارج المجرات)، رقما قياسيا كونيا جديدا، حيث قطع الضوء المنبعث من المجرة مسافة 13 مليار سنة، مما أتاح لعلماء الفلك لمحة نادرة عن مجرة ناضجة من طفولة الكون.
وقالت ويبل: "نرى مجرة مكتملة النمو، تجاوزت بطريقة ما مرحلة تكوين النجوم بسرعة، ثم توقفت، في غضون بضع مئات الملايين من السنين".
وفي الكون القريب، تنتشر المجرات الخاملة، إذ استغرقت مليارات السنين لاستنفاد وقودها لتكوين النجوم. لكن المجرات التي هدأت في هذه المرحلة المبكرة من التاريخ الكوني نادرة للغاية، وهي غائبة إلى حد كبير عن عمليات المحاكاة الحالية لتكوين المجرات.
وأوضح ويبل: "تتنبأ نماذجنا بعدد أقل بكثير من المجرات "الميتة" المبكرة مما نكتشفه الآن، وتشيرأبحاثنا حول المجرة ( RUBIES-UDS-QG-z7 ) إلى أن بعض المجرات شكلت نجوما أسرع وأكثر كفاءة مما كان متوقعا، ثم توقفت فجأة، و هذا يعني أننا قد نحتاج إلى إعادة التفكير في كيفية نمو المجرات ومتى تموت".
وكشفت صور تلسكوب جيمس ويب أن المجرة " RUBIES-UDS-QG-z7 " تشبه ما يسمى بـ "النقاط الحمراء الصغيرة"، وهي مجرات حمراء مدمجة وُجد سابقا أنها موطن لثقوب سوداء نشطة، لكن هذه المجرة برزت: فهي لا تُظهر أي علامات على وجود ثقب أسود مركزي، مما يعني أن ضوءها يأتي بالكامل من النجوم، وليس من وحش مجري يتغذى.

وقال ويبل: "هذا يجعل هذه المجرة أكثر إثارة للاهتمام، إنها ضخمة، ميتة، وهادئة، دون أي علامات دالة على وجود نواة نشطة، ولم نجد سوى واحدة مثلها حتى الآن في جميع بيانات تلسكوب جيمس ويب الفضائي".
ماذا بعد؟
يثير هذا الاكتشاف الاستثنائي تساؤلات جديدة، حول كم عدد المجرات المماثلة الأخرى الموجودة؟ وما مدى شيوع - أو ندرة - هذا النوع من الموت المجري المبكر؟
ويجري العمل حاليا على عمليات رصد لاحقة، وستوفر الدورة الرابعة من تلسكوب جيمس ويب الفضائي بيانات طيفية عالية الدقة، وقد يكشف الدعم من التلسكوبات الأرضية مثل مصفوفة أتاكاما الكبيرة المليمترية/دون المليمترية (ALMA) عن محتوى المجرة الخفي من الغاز والغبار، وهي أدلة قد تُسهم في تجميع معلومات عن ماضيها في تكوين النجوم.
وقال ويبل: "مع إجراء مسوحات أعمق وأوسع نطاقا، سنعرف ما إذا كانت المجرة ( RUBIES-UDS-QG-z7 ) شذوذا نادرا أم جزءا من مجموعة أكبر كانت مختبئة على مرأى من الجميع".