اكتشاف فلكي مذهل.. مجرة عملاقة تفوق درب التبانة بـ 32 مرة
![مجرة "إنكاثازو"](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/1/22/214-143811-giant-galaxy-32-times-milky-way_700x400.jpg)
اكتشف علماء الفلك مجرة راديوية عملاقة جديدة غير مسبوقة، تمتد نفاثات البلازما الخاصة بها على مسافة تقدر بـ 3.3 مليون سنة ضوئية.
اكتشف علماء الفلك مجرة راديوية عملاقة جديدة غير مسبوقة، تمتد نفاثات البلازما الخاصة بها على مسافة تقدر بـ 3.3 مليون سنة ضوئية، أي ما يعادل 32 مرة حجم مجرتنا درب التبانة.
هذا الهيكل الكوني الهائل، الذي رصدته تلسكوبات " ميركات" في جنوب إفريقيا، أطلق عليه العلماء اسم " إنكاثازو"، وهي كلمة تعني "المتاعب" بلغة "الزولو" و"خوسا" بسبب الصعوبات التي واجهوها في فهم الفيزياء المتعلقة بهذه المجرة.
ونُشرت تفاصيل هذا الاكتشاف المثير وغير المتوقع" في دورية " الإشعارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية"، حيث يأمل الباحثون أن يساهم في إلقاء الضوء على أصل وتطور بعض أكبر الهياكل في الكون.
وتتميز المجرات الراديوية العملاقة (GRGs) بنفاثات ضخمة من البلازما الساخنة التي تمتد لملايين السنين الضوئية عبر الفضاء بين المجرات، مدفوعة بالثقوب السوداء الهائلة في مراكز هذه المجرات.
وصرحت كاثلين تشارلتون، الطالبة بجامعة كيب تاون والمؤلفة الرئيسية للدراسة، بأن اكتشافات المجرات الراديوية العملاقة ازدادت بشكل هائل في السنوات الأخيرة بفضل جيل جديد من التلسكوبات مثل " ميركات " وأكدت أن "الأبحاث المتعلقة بهذه المجرات تتطور بسرعة مذهلة"، مما يجعل هذا المجال أحد أكثر مجالات علم الفلك إثارة.
وأوضحت تشارلتون أن " إنكاثازو" ، تختلف عن العديد من المجرات الراديوية العملاقة الأخرى، حيث تمتلك نفاثات بلازمية ذات شكل غير مألوف، إذ إن أحد النفاثات منحنية بدلا من أن تمتد بشكل مستقيم.
من جانبه، أشار الدكتور كشيتيج ثورات، الباحث المشارك في الدراسة من جامعة بريتوريا، إلى أن وجود مجرة راديوية عملاقة في مركز مجموعة مجرية، بدلا من العزلة النسبية، يطرح تساؤلات حول دور التفاعلات البيئية في تكوين وتطور هذه المجرات الضخمة.
واستخدم العلماء تلسكوب "ميركات" لإنشاء خرائط عمر طيفية عالية الدقة لنفاثات البلازما في " إنكاثازو "، مما أتاح لهم دراسة العمليات الفيزيائية المعقدة في هذه المجرة. النتائج أظهرت تعقيدات مذهلة، بما في ذلك زيادة غير متوقعة في طاقة بعض الإلكترونات عند اصطدام النفاثات بغازات ساخنة بين المجرات.
وأشار ثورات إلى أن "هذا الاكتشاف أتاح لنا فرصة فريدة لدراسة فيزياء المجرات الراديوية العملاقة بتفاصيل غير مسبوقة"، ما يضع النماذج الحالية تحت الاختبار ويدل على أن فهمنا لهذه الفيزياء لا يزال بعيداً عن الاكتمال.
وتُعد " إنكاثازو " ثالث مجرة راديوية عملاقة تُكتشف في رقعة صغيرة من السماء تُعرف باسم COSMOS""، وهو ما يشير إلى أن هناك كنزا ضخما من المجرات الراديوية العملاقة غير المكتشفة في السماء الجنوبية.