اكتشاف مجرة جديدة من «الفاصوليا الخضراء»
حدد فريق من علماء الفلك بقيادة الباحثة في جامعة ولاية نيو مكسيكو الأمريكية، كيلي إن ساندرسون، مجرة جديدة تنتمي إلى فئة "الفاصوليا الخضراء" النادرة.
تم هذا الاكتشاف باستخدام مصفوفة "كارل جي جانسكي" الكبيرة جدا، وهي مرصد فلكي راديوي يقع في جنوب غرب الولايات المتحدة، وتم تفصيله في ورقة بحثية نُشرت في 29 مايو/أيار على موقع ما قبل طباعة الأبحاث (أرخايف).
ومجرات "الفاصوليا الخضراء"، هي نوع فريد من المجرات النشطة، تتميز بتوهجها الأخضر الساطع، الناجم عن الإشعاع المكثف من ثقب أسود مركزي.
وهذه المجرات نادرة للغاية، حيث تم تحديد 17 مجرة فقط مسبقا، ويعتقد أن ندرتها ترجع إلى مرحلتها قصيرة العمر في عملية تطور المجرة.
وتُظهر المجرة المكتشفة حديثا، والتي تحمل اسم (RGB1)، انبعاثات راديوية ممتدة وتم رصدها عند انزياح أحمر يبلغ حوالي 0.3.
ولاحظ فريق البحث أن المجرة تستضيف منطقة خط انبعاث ممتد، ومن المحتمل أن تكون متأينة ضوئيا بواسطة نواة المجرة النشطة.
يشير التحليل إلى أن مرحلة إنتاج النفاثات من المجرة قد استمرت ستة ملايين سنة على الأقل، على الرغم من أنه لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت هذه المرحلة لا تزال مستمرة.
ويشير إنتاج النفاثات إلى العملية التي من خلالها تقوم بعض الأجسام الفلكية، مثل نوى المجرة النشطة، بإنتاج وإصدار نفاثات قوية من الجسيمات المشحونة، التي تتكون من الإلكترونات والبروتونات مصحوبة بمجالات مغناطيسية، ويتم دفع هذه النفاثات بسرعة تقارب سرعة الضوء ويمكن أن تمتد لآلاف إلى ملايين السنين الضوئية في الفضاء.
وينشأ إنتاجها عادة بالقرب من ثقب أسود هائل يقع في مركز النوى المجرية النشطة، حيث يحيط بالثقب الأسود قرص متراكم من المادة المتساقطة، التي تتدفق إلى الداخل بسبب قوى الجاذبية.
وعندما تقترب منه المادة الموجودة في القرص التراكمي، فإنها تصبح نشطة للغاية وساخنة، مما يؤدي إلى انبعاث إشعاعات مكثفة.
ويمكن أن تصبح الحقول المغناطيسية في القرص ملتوية وممتدة، مما يخلق آلية لإطلاق نفاثات من الجسيمات على طول أقطاب محور دوران الثقب الأسود.
واكتشفت الدراسة أيضا سحبا منفصلة حول المجرة، مما يشير إلى انخفاض في إنتاج الفوتون المؤين من نواة المجرة النشطة على مدار الـ150 ألف عام الماضية، وهذا يعني أن المجرة شهدت إنتاج النفاثات قبل الانتقال إلى حالتها الحالية.
وهناك حاجة إلى مزيد من عمليات رصد الأطوال الموجية المتعددة لتحديد طبيعة المجرة الدقيقة ومسارها التطوري، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت قد تحولت من مجرة راديوية عالية الإثارة (HERG) إلى مجرة راديوية منخفضة الإثارة (LERG) أو مجرة غير نشطة.