موجات حر قاتلة وغير مفهومة تضرب مناطق ساخنة حول العالم
أظهرت دراسة جديدة أن موجات الحر الشديدة تتجاوز التوقعات النمطية للنماذج المناخية، مع ظهور "نقاط ساخنة" تسجل زيادات حرارية مقلقة.
الدراسة، التي قادها كاي كورنهوبير، عالم بارز في معهد لامونت دوهرتي في جامعة كولومبيا ومعهد النظم التطبيقية في النمسا، كشفت عن ارتفاع غير متوقع في درجات الحرارة القصوى في مناطق معينة، بينما بقيت أخرى أقل تأثرًا نسبيًا.
وأوضح كورنهوبير أن هذه النقاط الساخنة "تتحول إلى بؤر حرارية مؤقتة نتيجة تفاعلات فيزيائية لا نفهمها بالكامل حتى الآن".
وتعزز النتائج المخاوف بشأن الظواهر المناخية المتطرفة التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة.
في عام 2021، عانت منطقة شمال غرب المحيط الهادئ من موجة حر قاتلة أودت بحياة المئات، بينما سجلت أوروبا عشرات الآلاف من الوفيات المرتبطة بالحرارة في 2022 و2023.
وفي اليابان، ارتفعت درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة عام 2018، ووصفت بأنها كارثة طبيعية. وفي القطب الشمالي، بلغت الحرارة هذا العام حدًا أشعل حرائق واسعة النطاق.
وتشير الدراسة إلى أن النماذج المناخية الحالية تواجه صعوبات في التنبؤ بالتغيرات الحرارية القصوى، حيث تبين أن "الأنماط العالمية للحرارة القصوى تشهد تسارعًا أسرع من المعدلات المتوسطة"، ما يجعل التقديرات المناخية أقل دقة في هذه الحالات.
ورغم التعرف على بعض الأسباب المحتملة مثل ارتفاع درجات الحرارة عالميًا واضطرابات التيار النفاث، لا يزال الغموض يكتنف الأسباب الدقيقة لهذه الظواهر.
على سبيل المثال، أرجع الباحثون موجة حر شمال غرب المحيط الهادئ إلى اضطرابات في التيار النفاث بجانب عقود من الجفاف الذي أضعف الغطاء النباتي، بالإضافة إلى عوامل جوية غير متوقعة وصفت بأنها "أحداث بجعة رمادية" – ظواهر غير متوقعة لكنها محتملة الحدوث.
وحذر كورنهوبير من التداعيات المحتملة لهذه الموجات الحرارية، قائلًا: "تسبب هذه الموجات، نظرًا لعدم سابقتها، تأثيرات صحية مدمرة، وتؤدي إلى كوارث في الزراعة والبنية التحتية"، وأضاف: "لسنا مستعدين للتعامل مع هذه الظواهر، وقد لا نتمكن من التكيف بالسرعة المطلوبة".
aXA6IDE4LjIyNi4yMDAuMTgwIA== جزيرة ام اند امز