«دراسة مضللة» تعيد حصبة قاتلة.. بريطانيا ترفع الأعلام الحمراء
مع ارتفاع حالات الحصبة في بريطانيا أُثيرت الأعلام الحمراء من جديد حول تأثير "الدراسة المضللة" التي نُشرت عام 1998.
هذه الدراسة، التي أساءت إلى سمعة اللقاحات واعتبرتها سببا للتوحد عند الأطفال، كانت أحد العوامل الرئيسية وراء تراجع الإقبال على التطعيمات، مما أسهم في عودة الحصبة بشكل مقلق وأكثر تهديدا للصحة العامة.
تشهد المملكة المتحدة، لا سيما جنوب إنجلترا، ارتفاعا في عدد حالات الإصابة، حيث تسجل المنطقة الآن أعلى نسبة من الحالات في المملكة.
وتم تسجيل 26 حالة حصبة جديدة في جنوب غرب البلاد في الشهر الماضي فقط، مما أسهم في إجمالي 57 حالة في بريستول خلال العام الماضي، وسجلت جلوسيسترشاير 23 حالة جديدة منذ يناير/كانون الثاني 2024، وسومرست 11 حالة.
وقال الدكتور ألاسدير وود، استشاري في وكالة الأمن الصحي البريطانية (UKHSA) إن "الزيادة السريعة في الحالات مقلقة للغاية، والحصبة شديدة العدوى يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة أو حتى الوفاة في حالات نادرة".
وتزامن ارتفاع حالات الحصبة مع تراجع مقلق في نسبة تلقي اللقاح المضاد للفيروس المعروف بلقاح (MMR) (الذي يحمي من الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية)، الذي انخفض إلى أقل من 90%، وهذه النسبة أقل بكثير من المعدل المطلوب للوقاية من تفشي المرض في المجتمع، حسب تحذير وكالة الأمن الصحي البريطانية.
وأضاف الدكتور وود أن الحصبة انتشرت في جميع أنحاء المملكة المتحدة على مدار العام الماضي على مستوى البلاد، وتم تأكيد ما يقرب من 100 حالة جديدة في الشهر الماضي فقط، مما رفع إجمالي الحالات منذ يناير/كانون الثاني 2024 إلى ما يقرب من 3000 حالة، وقد تم تسجيل نحو نصف هذه الحالات في لندن، مع وجود حالات أخرى في منطقة ويست ميدلاندز (19%) وشرق إنجلترا (9%)، وفي جنوب غرب إنجلترا تم تسجيل 115 حالة مؤكدة خلال العام الماضي.
وتسبب الحصبة أعراضا شبيهة بالإنفلونزا وطفحا جلديا مميزا، ويمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك مضاعفات في الرئتين أو الدماغ قد تكون قاتلة.
وتُقدّر الإحصائيات أن واحدا من كل خمسة أطفال مصابين سيحتاج إلى دخول المستشفى، في حين أن واحدا من كل 15 قد يصاب بمضاعفات مهددة للحياة مثل التهاب السحايا أو تعفن الدم.
وأكد الدكتور وود أنه يمكن للمريض أن يكون معديا لمدة أربعة أيام قبل ظهور الطفح الجلدي وأربعة أيام بعده، وطالب أي شخص يشتبه في إصابته بالحصبة أو أحد أفراد أسرته أن يلجأ إلى الرعاية الطبية فورا، وأن يتجنب الذهاب إلى المدارس أو التجمعات العامة أو أماكن العمل أثناء فترة العدوى.
والفئات الأكثر عرضة للإصابة الشديدة تشمل النساء الحوامل، الأطفال دون سن السنة، والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
وأشار الدكتور وود إلى أهمية التطعيم لحماية هذه الفئات الضعيفة، وقال إنه "إذا لم تتلق أنت أو طفلك جرعتين من اللقاح ضد الحصبة، أو إذا كنت غير متأكد تحدث إلى طبيبك، فلا يوجد ضرر في تلقي جرعة إضافية إذا كنت غير متأكد".
واللقاح المعروف باسم "MMR" آمن ويوفر الحماية الأكثر فاعلية ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، وتقدم جرعتان من اللقاح حماية تصل إلى 99% ضد هذه الأمراض، وتوصي إرشادات الصحة العامة بأن يحصل 95% من السكان على اللقاح لمنع تفشي المرض.
وفي أعقاب الانخفاض الكبير في تلقي اللقاح في أواخر التسعينيات وأوائل الألفينيات بعد دراسة مشكوك فيها في عام 1998 ربطت اللقاح خطأ بالتوحد، حثت إدارة الصحة الوطنية (NHS) الآباء على التأكد من أن أطفالهم قد حصلوا على جميع اللقاحات المفقودة قبل العودة إلى المدارس.
ويتم تشجيع الأسر على التحقق من سجلات التطعيم الخاصة بها، والتعويض عن أي جرعات مفقودة من خلال طبيبهم العام أو عبر العيادات المتنقلة.
aXA6IDE4LjExOC4xNi4yMjAg جزيرة ام اند امز