نادية الأزرق.. مغربية "صماء" تتكلم بالرسم
شهادات تقدير وتكريمات من أكثر من دولة حول العالم، واحتفاء محلي ممزوج بالحب والتقدير فاق الوصف نالته الفنانة المغربية "نادية الأزرق"، التي حرمت من حاسة السمع منذ ولادتها فمنحها الله موهبة نادرة في فن الرسم والزخرفة، حتى باتت واحدة ممن يشار إليهم بالبنان في
"الأزرق" عادت في حكايتها مع "العين الإخبارية" إلى سنوات الطفولة وعام 1965 تحديداً، حينما أدركت وهي طفلة لا تتعدى الخامسة من عمرها أنها لا تجيد التواصل مع أهلها بسبب ولادتها صماء، فتعلمت على إثر ذلك لغة تواصل أنتجتها هي بنفسها من خلال الرسم والنقش، فضلاً عن تمثيل ما تريده بشكل مبسط وسلس.
وتقول: "أمي كانت داعمة لي بشكل كبير وكانت أول من لمست موهبتي، فعكفت على تعليمي فنون الرسم وأحضرت لي الألوان والألواح التي أستطيع من خلالها الرسم، وتطوير موهبتي، ونجحت بعد فترة من صقل موهبتي بشكل جيد نال استحسان الجميع.. في طفولتي كنت أصر على التعامل بشكل مباشر مع الجميع من خلال رسوماتي، وكنت أسعد جداً بتفاعل الناس مع ما أقوم برسمه، ومع الوقت تعاون الناس معي بشكل كبير وأصبحنا نتفاعل بشكل دائم ومتواصل".
رحلة أمل
وتتذكر محاولات علاجها بالطرق القديمة بسعي من والدتها بلا طائل، ولهذا حفرت في ذاكرتها كل المشاهد فصارت ترسمها على الورق حتى نمت موهبتها وأصبح لديها قدرة على الرسم بالأقلام العادية دون الحاجة إلى الألوان كما أن لديها قدرة فائقة على الرسم بالطباشير الأبيض وبالقلم الرصاص.
تجربة العلاج الفاشلة لم تحبط الفنانة الصغيرة في هذا التوقيت، بل قررت المضي قدماً نحو هدفاً مؤمنة بأن إصابتها لن توقفها نهائياً عن أن تصبح يوماً ما فنانة مشهورة تسعى وراء حلمها.
عشق لا ينتهي
وتقول: "مع الوقت صرت أرسم قصصا طويلة بالتفاصيل، وصرت أعشق الحديث بالرسم ومع الوقت تعلمت القراءة والكتابة وزاد تعلقي بالألوان وأصبح الفن عالمي بشكل كبير ،وأصبحت أحسب نفسي عاشقة وممارسة للفن التشكيلي، وحياتي كلها الآن تعتبر حياة فنية لا تنتهي".
وتؤكد أنها إلى الآن تواصل التعليم والتدريب، رغم أن لها محاضرات للأطفال لتعليمهم فنون الرسم والزخرفة والنقش، إلا أنها تصر على معرفة كل ما هو جديد ومفيد بالنسبة لمهنتها وهوايتها، معتبرة أن للفن أسرار لا تنتهي، وعلى إثر ذلك تتواصل من خلال الإنترنت لمعرفة كل ما هو جديد.
وفي سبيل مواصلة حلمها وتطوير احترافها للفن التحقت الفنانة بعضوية الرابطة الثقافية في المغرب، بهدف تعلم الفنون والبحث عن مدارس فنية وللمشاركة في النشاطات الفنية، والاستفادة من تبادل الخبرات مع الآخرين.
تكريمات
حصلت "الأزق على عشرات التكريمات خلال مسيرتها منها تكريم بالمهرجان الوطني للإبداعات الفنية والثقافية الصم بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط في 2019 ، كما سبق لها أن سافرت بإبداعاتها الفنية إلى الخارج في فرنسا عام 1995، وفي مركز العالم العربي ليون بفرنسا عام 1996، وبمهرجان نيس الدولي بنيس بفرنسا عام 1999، وفي عام 2001 سافرت إلى دولة الإمارات من خلال النادي الثقافي للمعاقين بالشارقة، وإلى إمارة دبي 2018.