مؤامرة كبرى على السيارات الكهربائية.. لهذه الأسباب لن تنتشر سريعاً
بدأت ثورة السيارات الكهربائية بداية هشة، لكن إعلان تسلا عن سيارة كهربائية بـ27 ألف دولار هو الشرارة التي يمكن أن تُحدث تحولًا كبيراً.
هذه الخطوة الجريئة لا تشير فقط إلى ميزة للمستهلكين المهتمين بالبيئة؛ لكنها لعبة استراتيجية يمكن أن تعطل الوضع الراهن لسوق السيارات.
المصنعون التقليديون
بينما يستعد المصنعون التقليديون لتحقيق التأثير، فإن الوكلاء يقفون على مفترق طرق؛ إذ يضطر التجار إلى الاستثمار بكثافة في مخزون السيارات الكهربائية والبنية التحتية، مما ترك الكثير منهم مُثقلا بالسيارات غير المباعة.
وفي الوقت نفسه، فإن استراتيجية التسعير التنافسية لشركة تسلا مهيأة للتفوق على الشركات المصنعة الراسخة التي لا تزال تتصارع مع ربحية النماذج الكهربائية.
- تمويل وشحن وحظر.. هكذا تدعم الحكومات السيارات الكهربائية
- أضخم محطة لشحن السيارات الكهربائية في العالم.. 3300 مركبة في يوم
التكيف مع سوق السيارات الكهربائية
نشرت صحيفة واشنطن بوست قصة عن تجار السيارات التقليدية والسيارات الكهربائية في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ذكرت فيها: يرى العديد من المشترين الأمريكيين إن وكلاء السيارات، الذين يبيعون غالبية المركبات الجديدة، ليسوا مستعدين للتحول الكهربائي. وذكر العديد من الأشخاص للصحيفة "إن موظفي المبيعات في العديد من الوكلاء غير مدربين تدريبًا جيدًا"؛ حيث إنهم لا يعرفون عن كيفية عمل السيارة الكهربائية بالقدر الكافي". فنجد أن السيارة الكهربائية مختلفة؛ إذ يحتاج العملاء إلى التثقيف حول هذه الاختلافات، ولكن معظم مندوبي مبيعات السيارات ليس لديهم الوقت ليكونوا معلمين.
هذا، وتجدُر الإشارة إلى أن عملية بيع سيارة تقليدية عادة ما تستغرق حوالي 45 دقيقة. بينما تستغرق عملية بيع سيارة كهربائية ساعات لأن السيارات الكهربائية هي تقنية جديدة نسبيًا، مما يعني أن العملاء لديهم الكثير من الأسئلة والمخاوف. عادة ما يريدون أن يعرفوا أكثر عن كيفية شحن البطاريات. ومن ثمَّ، يلعب العديد من مندوبي المبيعات على هذا الخوف لتحويل اختيارات الأشخاص إلى سيارة تقليدية.
وفي استطلاع تم إجراؤه في عام 2022، وجد نادي سييرا أن 66% من الوكلاء ليس لديهم سيارة كهربائية متاحة للبيع، وأن 45% من هؤلاء التجار لن يقدموا سيارة كهربائية حتى لو استطاعوا ذلك.
موقفك يحدد نجاحك
يعرف كل متخصص في المبيعات أنه عليك أن تؤمن بشدة بمنتجك حتى تنجح. ومن الواضح أن العديد من تجار السيارات في أمريكا لا يؤمنون بالتحول إلى السيارات الكهربائية. هذا هو الموقف الذي ينتقل إلى المديرين وموظفي المبيعات. 'موقفك يحدد نجاحك" هو ملصق يراه المرء بشكل متكرر في بيئة المبيعات. مع هذا الموقف السلبي، فلا عجب أن مبيعات السيارات الكهربائية تكافح من أجل الانطلاق.
ومن ثمَّ، فإن تجار السيارات هم من بين أغنى الأمريكيين. إذ تقوم بعض مجموعات الوكلاء الكبرى بأعمال تجارية تزيد قيمتها عن 100 مليار دولار كل عام. وفي بعض الحالات، تكون غالبية أرباح تلك الشركات المصنعة للسيارات، من خلال أقسام خدمة ما بعد البيع وخدمات الصيانة وقطع الغيار. وعلى صعيد مُغاير، عادة ما تحتاج السيارة الكهربائية إلى إصلاحات أقل بكثير من السيارة التقليدية، مما يعني أن التجار قد يرون أن مكاسبهم تصبح أقل قليلاً في السنوات القادمة.
وبالتالي تدفع هذه المخاوف التجار إلى تجربة أي شيء يمكنهم التفكير فيه لإبطاء قوة السيارة الكهربائية التي تتجه نحوهم.
في الظروف العادية، يمكننا أن نفهم مثل هذا السلوك على الرغم من أننا قد لا نوافق عليه. لكن هذه ليست ظروفاً عادية. يندفع العالم بتهور نحو كارثة مناخية ناجمة جزئياً عن المخلفات التي تنطلق من أنابيب عادم الوقود التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي. لا نملك ترف الانتظار لعقود من الزمن للانتقال بعيداً عن السيارات والشاحنات التقليدية.
aXA6IDMuMTMzLjEyNC4xNjEg جزيرة ام اند امز