كريمة مختار.. عطاء "ماما نونا" يصل محطته الأخيرة
وفاة الفنانة المصرية الكبيرة كريمة مختار مساء اليوم الخميس عن عمر يناهز 82 عاماً بعد معاناة مع المرض.
توفيت الفنانة المصرية الكبيرة كريمة مختار مساء اليوم الخميس عن عمر يناهز 82 عاماً بعد معاناة مع المرض.
لم تتخيل عطيات محمد البدري، التي اشتهرت باسم كريمة مختار، وهي تخطو في بداية مشوارها الفني أنها ستصبح أيقونة للأم المصرية في الدراما السينمائية والتلفزيونية بل والمسرحية أيضاً.
وترقد أيقونة الأم أو "ماما كريمة" الآن على فراش المرض، حيث تمر بأزمة صحية، مما جعل جمهورها يقلق عليها بشدة.
ولدت كريمة مختار في 16 يناير 1934 بالقاهرة، وتخرجت في معهد الفنون المسرحية، وفي فترة الخمسينيات من القرن العشرين بدأت مشوارها الفني من خلال برنامج الأطفال الإذاعي الشهير "بابا شارو" وتبعه عدة أعمال درامية إذاعية بفضل صوتها المميز.
وتقول كريمة مختار عن عملها في الإذاعة، إن المسؤولين عن الإذاعة وقتها وجدوا شبهاً في صوتها مع صوت الفنانة فاتن حمامة، وهو ما لفت أنظارهم إليها، وفتح أمامها أبواب الإذاعة.
وحين حاولت الاشتراك في بعض الأفلام السينمائية قوبلت برفض شديد من أسرتها، استمر حتى زواجها من المخرج البارز نور الدمرداش عام 1958، الذي أتاح لها المشاركة في أول أفلامها "ثمن الحرية" عام 1964.
وعن علاقتها بزوجها الفنان والمخرج الراحل نور الدمرداش، تقول كريمة مختار إنها كانت تخشاه، وقبلت الزواج منه بعدما رأت والدته عندما جاءت لخطبتها، بعد أن رفضت الكثير ممن تقدموا لخطبتها قبله.
وأنجبت كريمة مختار من زوجها نور الدمرداش أبناءها الأربعة شريف ويعمل مهندساً، وأحمد يعمل مخرجاً، والإعلامي معتز الدمرداش، وابنتها هبة.
وعلى مدى مشوارها الفني الممتد لأكثر من 60 عاماً تميزت كريمة مختار بأدوار الأم، وقدمتها بنكهة خاصة، ميزتها عن فنانات كثيرات قدمن أدوار الأم، وقدمت الأم في كل أشكالها الحنون، القوية، الفقيرة، الغنية، والكوميدية، وإن غلبت عليها أدوار الأم الطيبة، مثل فيلم "الحفيد".
ورغم أن ملامحها تحمل قدراً كبيراً من الطيبة والابتسامة البشوشة، إلا أن ذلك لم يمنعها من تقديم دور سيدة فرعونية قاسية في المسلسل الديني "لا إله إلا الله".
وشكلت كريمة مختار لفترة ثنائياً مع وحش الشاشة فريد شوقي، وقدما معاً عدداً من الأعمال التي غلب عليها الطابع الكوميدي، أبرزها "رجل فقد عقله"، و"الليلة الموعودة" و"يا رب ولد"، ومسلسل "البخيل وأنا".
وفي نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات اشتهرت كريمة مختار بلقب "ماما كريمة" بسبب إعلانات توعوية كانت تقدمها لمكافحة مرض الجفاف لدى الأطفال وظلت هذه الحملة الإعلانية تذاع لسنوات.
وترتبط كريمة مختار في ذاكرة المصريين بالأعياد؛ إذ إنه لا يمر عيد دون عرض مسرحية "العيال كبرت" التي قامت ببطولتها مع ثلة من النجوم وقتها أمثال سعيد صالح وأحمد زكي وحسن مصطفى ويونس شلبي.
ومع تقدمها في السن لم تفضل كريمة مختار الاعتزال كبقية أبناء جيلها، لكنها ظلت تقدم فنها الذي يعشقه جمهورها، وقدمت أروع أدوارها "ماما نونا" في مسلسل "حمادة عزو"، مع الفنان يحيى الفخراني، وهي الشخصية التي عشقها جمهورها في الوطن العربي كله، وحصلت عن هذا الدور على جائزة أفضل ممثلة من مهرجان القاهرة للإعلام العربي الثالث عشر عام 2007، ودرع التكريم من مهرجان أوسكار السينما المصرية عام 2008.
ورغم تاثر حركتها بالسن إلا أنها ظهرت في أكثر من دور وهي جالسة مثل فيلمي "الفرح" و"ساعة ونص"، ومسلسل "دلع البنات"، الأمر الذي يعكس حبها لفنها وجمهورها.