أنفاس أخيرة دوّنها بنفسه.. وفاة المصور محمد عبد الله بعد صراع مع السرطان
كيف تحول نداء شاب إلى صرخة على مواقع التواصل الاجتماعي

في الساعات الأخيرة، شهدت منصات التواصل الاجتماعي في مصر والوطن العربي حالة من الحزن العميق إثر رحيل محمد عبد الله، الشاب المصور الذي فارق الحياة بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
لحظات صمت اختتمت قصة شاب محارب، تأرجحت بين الأمل والألم، قبل أن ينطفئ الضوء فجأة. تحولت كلماته الأخيرة إلى صرخة حزن علنية نشرها عبر حسابه على "فيسبوك"، ليكشف فيها عن معاناته الشديدة مع المرض وارتفاع تكاليف العلاج التي أرهقت جسده وروحه.
رحلة محمد مع السرطان
على الرغم من أن محمد عبد الله كان معروفًا بين أصدقائه ومتابعيه بكفاءته كمصور ومحب للفن، إلا أن معركته الحقيقية كانت في مواجهة المرض الذي أتى عليه تدريجيًا. منذ فترة، استغاث محمد عبر منشورات متتالية على وسائل التواصل الاجتماعي ليعرض معاناته. فقد تدهورت حالته الصحية بسرعة بعد أن اكتشف أن السرطان تحوّل إلى نوع نادر وشديد العدوانية، وهو لوكيميا خلايا تائية حادة T-All، الذي أصاب الدم، وازدادت معه تكلفة العلاج بشكل غير محتمل.
وكان محمد قد نشر في وقت سابق عبر "فيسبوك"، معبرًا عن الحزن الشديد بسبب اضطراره لمشاركة هذه التفاصيل المؤلمة مع الجميع:
"اللي يعرفني هيعرف قد إيه بوست زي ده تقيل جدًا على قلبي إني أرفعه، خصوصًا إن هيشوفه أهلي وصحابي وكل الناس اللي تعرفني."
العلاج وتحديات الحياة
كان محمد قد بدأ رحلة العلاج منذ عامين، وأشار إلى أن حالته تحسنت في بعض الأحيان، لكنه كان يواجه انتكاسات متتالية. وفي آخر فترة، تضاعفت معاناته بعد أن وصل المرض إلى مرحلة متقدمة، ما جعله يواجه صعوبة في تأمين نفقات العلاج. وعليه، اضطر لبيع معدات التصوير التي كانت مصدر رزقه، بالإضافة إلى أثاث منزله، في محاولة لإيجاد المال اللازم لاستكمال علاجه.
في منشور آخر، قال محمد:"الأدوية في اليوم الواحد من الصيدلية بس سعرها ٢٥ ألف، غير إني كل يوم بنقل الصفايح والدم لأن المرض بيكسرهم، واليوم بقى بيعدي الـ٦٠ ألف جنيه."
توقف العلاج كان بسبب مضاعفات صحية أخرى، حيث ظهرت فطريات في رئتيه، مما منع استكمال الجلسات، وتركه عاجزًا عن التنفس بشكل طبيعي. لم يكن أمامه سوى الاعتماد على بيع كل ما يملك، لكن في النهاية لم يتبق له شيء لبيعها.
صرخة محمد التي أحدثت صدى كبيرًا
ورغم المحاولات المستميتة لتوفير المال، وصل محمد إلى نقطة انعدام الخيارات. كان منشوره الأخير بمثابة إعلان عن النهاية الوشيكة، حيث أشار إلى أنه لم يعد قادرًا على مواصلة العلاج بسبب نفاد جميع الموارد التي كان يعتمد عليها. كانت هذه الكلمات بمثابة شهادة على محاربة الشاب الحثيثة، ولكنها أيضًا عرضت الواقع القاسي الذي واجهه.
"أنا كنت ببيع كل حاجة علشان ماوصلش إني أرفع البوست ده، بس خلاص، مفيش حاجة تتباع تاني، وكام يوم ومش هعرف أكمل علاج."
الوداع الأخير
في صباح يوم الأربعاء، تم الإعلان عن وفاة محمد عبد الله، ما أدمى قلوب العديد من متابعيه وأصدقائه. وعبر منصات التواصل الاجتماعي، غصت الصفحات بتعليقات من محبيه، وتذكروا الأوقات التي كان يشارك فيها صورًا ومحتوى يعكس شغفه بحياته كمصور.
aXA6IDMuMTM1LjE4LjEwMCA= جزيرة ام اند امز