مخرج "حرقة": "طريق الموت" دفعنا لصدم التونسيين بمشاهد موجعة
حقق المسلسل التونسي "حرقة" الذي يتضمن 21 حلقة، أعلى نسب مشاهدة بين الأعمال الدرامية في رمضان.
يحمل المسلسل طرحا دراميا دقيقا لقضية الهجرة غير النظامية وما تخلفه من حُرقة ولوعة في قلوب أهالي الضحايا.
يعرض المسلسل على التلفزيون الرسمي التونسي ويشارك في بطولته كوكبة من الممثلين التونسيين من بينهم عائشة بن أحمد، ووجيهة الجندوبي، ومهذب الرميلي، ونبيل الشاهد، ومن قصة وإخراج الأسعد الوسلاتي، وسيناريو عماد الدين الحكيم.
المسلسل التونسي "حرقة" هو العمل الثاني في مسيرة المخرج الأسعد الوسلاتي بعد مسلسل "المايسترو" الذي عرض سنة 2019، وكان من المقرر عرض "حرقة" في رمضان 2020، وهو ما لم يحدث بسبب توقف التصوير نظرا لدخول تونس السنة الماضية في الحجر الصحي الشامل بسبب فيروس كورونا.
المسلسل يعالج قضية الهجرة غير النظامية التي تطورت بشكل كبير في العشر سنوات الأخيرة في تونس بسبب انسداد الأفق في وجه الشباب المعطل عن العمل الذين يتخذون القوارب وسيلة للسفر، لتحقيق أحلامهم في الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط.
ويجسد المسلسل مسار رحلة صعبة نحو المجهول يخطوها شباب لجأوا لقوارب الموت هربا من ظروف اجتماعية واقتصادية سيئة تواجههم في تونس، ويطرح بطريقة تراجيدية معاناة العائلات التي تفقد أبناءها ليتحول حلمهم المنشود إلى كابوس مظلم.
ويحاكي المسلسل اللغة السينمائية من حيث البناء الدرامي المتكامل والمتسلسل، وطريقة تصويره المتميزة، علاوة على قوة الإخراج وجودة الأداء والإنتاج ليؤسس لمدرسة جديدة في عالم الدراما التونسية.
كاميرا المخرج الأسعد الوسلاتي أبرزت آلام التونسيين بأدق تفاصيلها ووجهت أصابع الاتهام بطريقة مباشرة للأيادي المرتعشة التي تولت السلطة في تونس خلال العشر سنوات الأخيرة، ونقلت واقع فئات من التونسيين التي تعاني من الفقر، والبطالة، والعنصرية، وتشكو من طغيان الفساد، دون تجميل.
وفي تصريح لـ"العين الإخبارية"، قال الأسعد الوسلاتي مخرج العمل، إنه تعامل مع المسلسل كأنه عمل سينمائي، حيث كان طرحه مختلفا مقارنة بطبيعة المسلسلات الدرامية التونسية الأخرى، موضحا أن مسيرته الفنية انطلقت من السينما لذلك هو متمسك بتعامله مع المسلسل على أساس أنه فيلم.
وأضاف "الوسلاتي" أنه اعتمد في المسلسل على مزج الواقعية مع الروائي والوثائقي في طريقة عملية التصوير حيث أنه جعل من أشخاص عاشوا تجربة الهجرة غير النظامية من المهاجرين وعائلاتهم يشاركون في هذا العمل الدرامي ليمنحوا المسلسل جانبا كبيرا من المصداقية، وكشف أنه اختار تقديم مشاهد مؤلمة كي يصدم الجمهور ويجعله يتوقف عن سلك طريق الموت من أجل أحلام وهمية يمكنها أن تحقق كما يمكنها أن تجعله طعاما للأسماك.