نظرية "البطل الأوحد" تهيمن على دوريات أوروبا الكبرى في العقد الأخير
نظرية البطل الأوحد كانت المسيطرة على دوريات أوروبا الكبرى باستثناء الدوري الإنجليزي في العقد الأخير
شهدت السنوات العشر الأخيرة في دوريات أوروبا الكبرى، مع استثناء بسيط يخص الدوري الإنجليزي، شبه هيمنة لبطل واحد على ألقاب تلك المسابقات، وتحديداً في الدوريات الإسباني والإيطالي والألماني والفرنسي.
وفي الوقت الذي حققت فيه فرق مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وتشيلسي وليستر سيتي الدوري الإنجليزي في العقد الأخير، كانت فرق بايرن ميونيخ ويوفنتوس وباريس سان جيرمان وبرشلونة تسطر هيمنة شبه تامة على ألقاب الدوريات المحلية في بلادها.
هيمنة كتالونية بقيادة ميسي
في إسبانيا، حقق برشلونة بقيادة ليونيل ميسي لقب الليجا 7 مرات في العقد الحالي، وتحديداً أعوام: 2010 و2011 و2013 و2015 و2016 و2018 و2019، في المقابل لم يحقق ريال مدريد اللقب إلا مرتين بينهما 5 سنوات، واحدة في عهد جوزيه مورينيو عام 2012، وأخرى بعد 5 سنوات، وبالتحديد عام 2017 بقيادة الفرنسي زين الدين زيدان.
والغريب أن فريقا مثل ريال مدريد خلال تلك الفترة حقق دوري أبطال أوروبا 4 مرات، أي أنه فاز بضعف ألقابه في الليجا في أوروبا.
وبعيداً عن العملاقين، ظهر أتلتيكو مدريد في 2014 كبطل نادر لليجا، في عام تأهله لنهائي دوري أبطال أوروبا، حيث كان لقبه وقتها هو الأول منذ عام 1996.
ولم يؤثر تغيير المدربين سلبياً على البارسا، حيث حقق الفريق اللقب مع الإسباني بيب جوارديولا في 2010 و2011 ومع مواطنيه تيتو فيلانوفا في 2013، ولويس إنريكي في 2015 و2016، وأخيراً في آخر عامين توج مع إرنستو فالفيردي.
ولم يكن برشلونة في العقد الذي سبقه قد حقق الليجا إلا 3 مرات، مقابل 6 ألقاب في التسعينيات منها 4 متتالية بقيادة الهولندي يوهان كرويف في بداية العقد، مقابل مرة واحدة في الثمانينيات ومثلها في السبعينيات ومثلها في الستينيات و3 في الخمسينيات و3 ألقاب في الأربعينيات، بالإضافة للقب البطولة الأول في 1929.
بايرن ميونيخ.. بطل للنهاية
على الرغم من أن بايرن ميونيخ يظل دوماً هو البطل الأهم في تاريخ الدوري الألماني "بوندسليجا"، فإن هيمنته في العقد الحالي على الليجا لم تكن مثل الهيمنة المعتادة في العقود التي سبقت، حيث حقق اللقب المحلي 8 مرات خلال 10 مواسم.
بدأ البايرن العقد في موسم 2009-2010 تحت قيادة مدرب عائد من بعيد هو الهولندي لويس فان جال، الذي توهج على مدار العقد الماضي مع البافاري ثم منتخب هولندا وبعده فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي.
وحقق البايرن مع فان جال ثنائية الدوري والكأس، وتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ 2001.
لكن في الموسم التالي، ظهرت في الأفق كتيبة يورجن كلوب، مع بروسيا دورتموند، والتي حققت لقبين للبوندسليجا، الثاني منهما كان معه كأس ألمانيا بفوز ساحق 5-2 على البايرن نفسه.
لكن يبدو أن البافاري حين خسر الدوري مرتين على التوالي انتقم بشكل مختلف، فحقق اللقب 7 مرات متتالية منذ 2013 وحتى اللحظة.
وعلى غرار برشلونة لم يكن لتغيير المدرب تأثير على مواصلة البايرن هيمنته المحلية، فالفريق حقق مع يوب هاينكس لقبين في 2013 و2018، و3 مع بيب جوارديولا من 2014 إلى 2016، ولقب مع كارلو أنشيلوتي في 2017، وفي 2019 مع نيكو كوفاتش.
وبالمقارنة بالعقود الماضية، فإن البايرن حقق الدوري 6 مرات خلال الفترة من 2000 إلى 2009، و3 مرات فقط في التسعينيات، و6 في الثمانينيات، و3 في السبعينيات، ومرة في الستينيات.
سان جيرمان يسجل تاريخه
يكفي القول عند الحديث عن الدوري الفرنسي إن باريس سان جيرمان حقق اللقب 6 مرات من أصل 8 ألقاب حققها عبر تاريخه في العقد الحالي، وذلك أعوام 2013 و2014 و2015 و2016 و2018 و2019.
وقد مثل التتويج بالدوري الفرنسي، الذي لا يحظى بمنافسات قوية، تعويضاً للكتيبة الباريسية عن الفشل الأوروبي وعدم التأهل مطلقاً لنصف النهائي في دوري أبطال أوروبا على مدار العقد الحالي، رغم الإنفاق الهائل على القائمة، حيث يكفي القول إن الفريق تعاقد مع كيليان مبابي ونيمار دا سيلفا في صيف 2017 مقابل أكثر من 400 مليون يورو.
لكن رغم تلك التعاقدات في النهاية فقد خرج الفريق من دوري الأبطال على يد ريال مدريد في 2018، وبالتحديد من ثمن النهائي، وضد مانشستر يونايتد في الدور نفسه في 2019.
يوفنتوس واثق الخطوة يمشي بطلاً
كان العقد الأخير استثنائياً للغاية لليوفي في الدوري الإيطالي، فالفريق نجح في إعادة جيل التسعينات إلى الأذهان، بالتأهل للمراحل المتقدمة في دوري أبطال أوروبا، والهيمنة على الكالتشيو.
في مطلع العقد فاز قطبا ميلانو باللقب، حيث واصل إنتر ميلان هيمنة العقد السابق في 2010، في موسم الثلاثية مع جوزيه مورينيو، ثم قاد ماسيميليانو أليجري ميلان للقب غائب منذ 2004 في 2011.
ومنذ ذلك الحين، بقي العنوان واحداً في كل الجولات الختامية للمسابقة، بتتويج يوفنتوس بطلا.
ومثلما كان الحال في البايرن وبرشلونة وسان جيرمان، لم يؤثر تغيير المدربين على تتويج اليوفي، فقد كانت البداية مع أنطونيو كونتي البطل من 2012 إلى 2014، ثم أليجري البطل من 2015 إلى 2019.
وبالنظر لبطولات اليوفي في الدوري الإيطالي، قبل العقد الأخير، سنجد عدة أمور، أولها أنه عاد في العقد الحالي من فضيحة الكالتشيوبولي، ليسطر نفسه كواحد من أهم 6 فرق في أوروبا خلال السنوات الأخيرة مع برشلونة والريال وبايرن وليفربول ومانشستر سيتي.
في العقد الذي سبقه، أول عقود الألفية الثالثة، حقق الفريق الدوري مرتين 2002 و2003، وفي التسعينيات، العقد الذي شهد تأهل الفريق لنهائي دوري أبطال أوروبا 3 مرات متتالية، لم يحقق الفريق اللقب إلا 3 مرات في 1995 و1997 و1998، بينما في الثمانينيات عقد ميشيل بلاتيني والبولندي بونيك وباولو روسي، وأول لقب أوروبي في 1985، لم يحقق الفريق الدوري إلا 4 مرات (1981 و1982 و1995 و1997).
وسبقت ذلك 5 ألقاب في السبعينيات، و3 في الستينيات، ومثلها في الخمسينيات، و5 في الثلاثينيات، بجانب لقب في العشرينيات ومثله في أول عقود القرن الماضي.