زلزال بقوة 8 دول يضرب العاصمة القطرية فجرا
التوابع "مستمرة".. والحصار الاقتصادي السيناريو الأخطر
العالم العربي استيقظ على زلزال سياسي ربما ستظل توابعه مستمرة لفترة طويلة، حيث أعلنت 8 دول قطع علاقتها مع قطر
استيقظ العالم العربي على زلزال سياسي ربما ستظل توابعه مستمره لفترة طويلة، حيث أعلنت أربع دول في ساعة مبكرة من صباح أمس الأثنين قطع العلاقات مع قطر، ثم تبعتها أربع دول أخرى.
الزلزال بدأ فجر الأثنين، وكان منبعه البحرين، والتي نشرت وكالتها الرسمية بيانا تعلن فيه قطع العلاقات، ثم توالت البيانات الرسمية، من السعودية والإمارات ومصر، ثم ليبيا واليمن، وأخيرا جزر المالديف وموريشيوس، لتصبح قوته 8 دول على مقياس العلاقات الدولية.
قراءة البيانات الرسمية الصادرة عن الدول الثمانية، والتي تشير إلى الأسباب التي دفعتها لاتخاذ هذا القرار، تشير بكل وضوح إلى الدور الذي لعبته جماعة الإخوان الإر هابية في الوصول بالدوحة لهذا المشهد المأساوي، والذي ربما يتطور ليشمل دولا أخرى في المستقبل القريب.
وبدأ البيان الصادر عن البحرين، بالإشارة إلى أن السبب الرئيسي لهذه الخطوة هو إصرار دولة قطر على المضي في زعزعة الأمن والاستقرار في مملكة البحرين والتدخل في شؤونها والاستمرار في التصعيد والتحريض الإعلامي ودعم الأنشطة الإرهابية المسلحة.
الأنشطة الإرهابية التي أشار إليها البيان البحريني بشكل عام، قام البيان السعودي بتفصيلها، حيث قال متحدثا عن الأسباب، أنه تم اتخاذ القرار بسبب احتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة، ومنها جماعة (الإخوان المسلمين) و (داعش) و(القاعدة).
وركز البيان الإماراتي على النقطة ذاتها، وقال في حديثه عن الأسباب، إن قرار قطع العلاقات جاء بسبب مواصلة قطر دعمها وتمويلها واحتضانها للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة والطائفية وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية.
وقال البيان المصري إنه تم اتخاذ هذا القرار بعد فشل كافة المحاولات لإثناء قطر عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر.
وتكرر الأمر ذاته في البيانات الصادرة عن ليبيا واليمن وجزر المالديف، وإن كانت هذه البيانات لم تصرح باسم الجماعة الإرهابية التي تؤويها قطر.
خطر الحوثيين
وإذا كان دعم الإخوان قد تكرر في أغلب البيانات، فإن دعم الحوثيين والجماعات المرتبطة بإيران كان حاضرا في بيانات السعودية والإمارات والبحرين فقط.
وأشار البيان الإماراتي إلى نقض قطر لبيان قمة الرياض الذي اعتبر إيران الدولة الراعية للإرهاب في المنطقة.
وتحدث البيان السعودي عن هذه النقطة بمزيد من التفصيل، حيث تحدث عن دعم نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف من المملكة العربية السعودية، وفي مملكة البحرين الشقيقة، وتمويل وتبني وإيواء الإرهابيين الذين يسعون لضرب استقرار ووحدة الوطن في الداخل والخارج، والدعم والمساندة من قبل السلطات في الدوحة لمليشيا الحوثي الانقلابية حتى بعد إعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن.
وأشار البيان البحريني إلى تمويل الجماعات المرتبطة بإيران للقيام بالتخريب ونشر الفوضى في البحرين، في انتهاك صارخ لكل الاتفاقات والمواثيق ومبادئ القانون الدولي دون أدنى مراعاة لقيم أو قانون أو أخلاق أو اعتبار لمبادئ حسن الجوار أو التزام بثوابت العلاقات الخليجية، والتنكر لجميع التعهدات السابقة.
منصة الإرهاب
وتكاد تجمع كل البيانات على الدور الذي تلعبه قناه الجزيرة القطرية كمنصة إعلامية للإرهاب، وتم الإشارة إليها كأحد الأسباب الرئيسية التي أدت لاتخاذ قرارات القطيعة.
وقال بيان البحرين، إن "الاستمرار في التصعيد والتحريض الإعلامي" هو أحد الأسباب التي دفعتها لاتخاذ قرار القطيعة.
وتحدث البيان السعودي عن " ترويج قطر لأدبيات ومخططات الجماعات الإرهابية عبر وسائل إعلامها، واستخدام وسائل الإعلام في تأجيج الفتنة داخلياً".
وأشار بيان الإمارات إلى "عملها المستمر على نشر وترويج فكر تنظيم داعش والقاعدة عبر وسائل إعلامها المباشر وغير المباشر".
وأكد البيان المصري على الأمر ذاته، مشيرا إلى ما تقوم به قطر من " ترويج فكر تنظيم القاعدة وداعش ودعم العمليات الإرهابية في سيناء".
عزل الدوحة
وكما اتفقت الدول الثمانية في الأسباب مع بعض التباينات البسيطة في التفاصيل، اتفقت أيضا على عزل الدوحة، الأمر الذي سيؤدي إلى حصارها اقتصاديا.
واتفقت السعودية والبحرين والإمارات على تنفيذ ثلاثة إجراءات هي:
1- قطع العلاقات مع قطر بما فيها العلاقات الدبلوماسية وإمهال البعثة الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرة بلادهم.
2- منع دخول أو عبور المواطنين القطريين إلى دولهم وإمهال المقيمين والزائرين منهم مدة 14 يوما للمغادرة لأسباب أمنية واحترازية، كما منعت الدول مواطنيهم من السفر إلى دولة قطر أو الإقامة فيها أو المرور عبرها.
3- إغلاق كافة المنافذ البحرية والجوية خلال 24 ساعة أمام الحركة القادمة والمغادرة إلى قطر ومنع العبور لوسائل النقل القطرية كافة القادمة والمغادرة واتخاذ الإجراءات القانونية والتفاهم مع الدول الصديقة والشركات الدولية بخصوص عبورهم بالأجواء والمياه الإقليمية لدولهم من وإلى قطر وذلك لأسباب تتعلق بالأمن الوطني.
وشاركت مصر الدول الثلاثة في الإجراءين الأول والثالث، ولم يتطرق البيان الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية المصرية إلى الإجراء الثاني.
توابع الزلزال
وبدأت الدول صاحبة قرار قطع العلاقات تنفيذ الإجراءات سريعا، لتبدأ توابع الزلزال، حيث أعلن طيران الاتحاد الإماراتي أن آخر رحلاته إلى الدوحة ستكون اليوم الثلاثاء، كما أعلنت شركة مصر للطيران وقف رحلاتها أمس الاثنين.
وقد تشهد الفترة المقبلة توابع أخطر، ربما تكون أقوى من زلزال الاثنين، حيث بدأت تظهر مطالبات في دول أوروبية بضرورة قطع العلاقات مع قطر، وفي مقدمتها فرنسا.
وطالب نائب رئيس حزب "الجبهة الوطنية"، فلوريان فيليبو، فرنسا بالسير على خطى دول الخليج الثلاث ومصر وقطع العلاقات بدورها مع قطر المتهمة بدعم الإرهاب.
وصرح فيليبو في بيان أصدره: "هذا القرار يعطي سببًا واضحًا لتحليلاتنا والتحذيرات التي أطلقناها مرارًا وتكرارًا في السنوات الأخيرة"، مضيفًا أنه "حان الوقت لإنهاء لطف الأوساط المسؤولة الفرنسية إزاء قطر".
كما اعتبر أن قطر "خطيرة ويجب أن تُعامل على هذا النحو في مكافحة الإرهاب وسيكون على نوابنا القادمين إحالة هذه القضية الحساسة إلى الجمعية الوطنية ".