كاتب إماراتي: دول الخليج نالت كفايتها من الوعود الكاذبة لقطر
الكاتب الإماراتي سلطان سعود القاسمي يفصّل في مقال بمجلة أمريكية كيف تمادت قطر في وعودها الكاذبة على مدار أعوام.
قال الكاتب الإماراتي سلطان سعود القاسمي إن قطع الإمارات والسعودية والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية مع قطر، الاثنين، نتيجة اكتفائهم من الوعود الكاذبة التي تطلقها الدوحة ولا تنفذها.
وأضاف القاسمي في تعليق نشرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن هذا ليس أول خلاف بين دول الخليج العربي وقطر، مشيرا إلى أن شبكة "الجزيرة" القطرية كانت لسنوات عدة أساس الخلاف بالنسبة لدول الخليج ومصر، حتى قبل ذروة تداولها الأخبار خلال الربيع العربي.
وأضاف القاسمي أن السعودية في سبتمبر/أيلول 2002 استدعت سفيرها في قطر حول ما اعتبرته تغطية نقدية للمبادرة العربية للسلام للسلام وقتها.
وتابع القاسمي أنه في 2014 سحبت الإمارات والسعودية والبحرين سفرائهم من قطر بسبب تدخلها في الشؤون الداخلية وتقويضها لأمن المنطقة، بجانب دعمها لجماعة الإخوان الإرهابية.
وأشار القاسمي إلى أن ذلك حدث قبل أسبوعين فقط من قمة لقادة دول الخليج في 2014، وهو ما دفع قطر إلى الرضوخ باتخاذ إجراءات لاسترضاء دول الخليج، ما سمح بإقامة القمة كما كان مخططا.
وأوضح أن تلك الإجراءات تضمنت إغلاق مكتب "الجزيرة مباشر مصر"، القناة الإخبارية التي عملت على مدار 24 ساعة وكرست تغطيتها فقط لمصر، واتهمتها القاهرة بأنها تحرض ضد الحكومة المصرية التي تبعت عزل الرئيس المخلوع محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان الإرهابية.
لكن القاسمي أكد أن هذه المرة الأمر أكثر جدية، لأن دول الخليج ومصر لم يسحبوا فقط سفراءهم من قطر لكنهم أغلقوا السفارات والقنصليات، وقطعوا العلاقات الدبلوماسية تماما مع الدوحة.
وأوضح القاسمي أن أحد أكثر الإجراءات إنهاكا هو إغلاق السعودية لحدودها مع قطر -وهو الحد البري الوحيد لشبه الجزيرة القطرية- وكذلك تعليق الرحلات الجوية القطرية فوق السعودية والإمارات، فضلا عن إعطها مهلة أسبوعين للقطريين لمغادرة السعودية والبحرين والإمارات، ومنع الدول الثلاث مواطنيهم من السفر إلى قطر.
وقال القاسمي إن ما تريده دول الخليج الثلاث من قطر حاليا يشابه مطالبهم في 2014، وبشكل أساسي إنهاء التدخل القطري في السياسة المحلية، لكن التصعيد هذه المرة شديد للغاية لدرجة أنه من غير المرجح أن تنتهي الأزمة بسهولة مثل المرة السابقة.
وأضاف القاسمي أن دول الخليج الثلاث لا يشعرون أن قطر أوفت بجانبها من الاتفاق، فهي لم توقف التغطية الإعلامية النقدية ودعمها للجماعات الإرهابية، حيث وجدت طرق أخرى لفعل ذلك منذ 2014.
ورجح القاسمي أن تطالب دول الخليج هذه المرة بإغلاق كامل لشبكة تلفزيون الجزيرة قبل بدء أي إصلاح للعلاقات، إضافة إلى إغلاق شبكات أخرى تمولها قطر مثل "العربي الجديد"، والتي دشنت في الأساس لتنافس الجزيرة ويرأسها السياسي العربي الإسرائيلي السابق عزمي بشارة.
وتابع القاسمي أن شبكات إعلامية أخرى تدعمها قطر متهمة بالتحريض، بما فيها صحيفة "القدس العربي" التي أسست في لندن عام 1989، وموقع "عربي 21" الإخباري، وموقع "ميدل إيست آي" ومقره لندن، والنسخة العربية من صحيفة "هافينجتون بوست".
وقال القاسمي إن دول الخليج وحلفاءهم المصريين سيطالبون أيضا بطرد كل قيادات جماعة الإخوان وحركة حماس التابعة لها من الأراضي القطرية، إضافة إلى عزمي بشارة والكاتب الإسلامي ياسر الزعاترة.
وتوقع أيضا أن تتضمن المطالب إقالة عبدالله العذبة رئيس تحرير صحيفة "العرب"، والذي رغم انتقاداته المتواصلة والمبتذلة لدولة الإمارات العربية المتحدة لا يزال رئيس تحرير أهم صحيفة في قطر منذ سنوات.
وأشار القاسمي إلى أنه من الطلبات الأخرى التي لا يوجد تفاوض فيها، هي السيطرة على سوء استغلال المنظمات الخيرية القطرية والتي انتقدتها وزارة الخارجية الأمريكية مسبقا، وأيضا وقف التحريض ضد الدولة المصرية في وسائل الإعلام المرتبطة بقطر والمتواصل منذ عزل مرسي في 2013.
وأخيرا، قال القاسمي إن الإمارات والسعودية والبحرين قلقون من أن علاقات قطر مع إيران تمتد لما وراء المصلحة الاقتصادية بكثير، في وقت يجب فيه الحفاظ على جبهة موحدة ضد التهديد الذي تشكله إيران في المنطقة.
aXA6IDE4LjIyNi45My4yMiA= جزيرة ام اند امز