بسبب كورونا.. طلب الصين على النفط يسجل تراجعا قياسيا
الطلب الصيني على النفط ينخفض 3 ملايين برميل يوميا، أو 20% من إجمالي الاستهلاك، حيث يضغط فيروس كورونا على الاقتصاد
انخفض الطلب الصيني على النفط بنحو 3 ملايين برميل يوميا، أو 20% من إجمالي الاستهلاك، حيث يضغط فيروس كورونا على الاقتصاد، وفقا لأشخاص على صلة بصناعة الطاقة في البلاد.
وفى وقت سابق من صباح اليوم الإثنين، قالت لجنة الصحة في إقليم هوبي الصيني، بؤرة تفشي فيروس كورونا الجديد، إنها سجلت 56 حالة وفاة جديدة من الفيروس، الأحد، ليصل عدد الوفيات إلى 350 شخصا، وسجل الإقليم أيضا 2103 حالات إصابة جديدة بالفيروس، ليصل إجمالي عدد الإصابات إلى 11177 شخصا.
وذكرت وكالة أنباء بلومبرج الأمريكية أنه ربما يكون هذا الانخفاض هو أكبر صدمة في الطلب يعاني منها سوق النفط منذ الأزمة المالية العالمية التي وقعت خلال الفترة من 2008 إلى 2009.
وتعد الصين أكبر مستورد للنفط في العالم، بعد أن تجاوزت الولايات المتحدة في عام 2016، لذلك فإن أي تغيير في الاستهلاك له تأثير كبير على سوق الطاقة العالمي.
وتستهلك الصين نحو 14 مليون برميل يوميا - أي ما يعادل احتياجات كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية مجتمعة.
وخلال عام 2019، سجلت واردات الصين من النفط الخام ارتفاعا بنحو 9.5% لتسجل مستوى قياسيا للعام السابع عشر على التوالي.
واستوردت الصين رقما قياسيا بلغ 506 ملايين طن من النفط الخام، بزيادة 9.5% عن مستوى 2018 بحسب بيانات من الإدارة العامة للجمارك، ويعادل ذلك 10.12 مليون برميل يوميا.
ووفقا لبيانات صينية، فإن الواردات في ديسمبر/كانون الأول 2019 بلغت نحو 45.76 مليون طن، ما يعادل 10.78 مليون برميل يوميا، لتحل في المركز الثاني بعد الرقم القياسي الشهري المسجل في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، الذي بلغت فيه الواردات نحو 11.13 مليون برميل يوميا.
كان مدير عام منظمة الصحة العالمية، أكد ثقة المنظمة في قدرة الصين على احتواء تفشي وباء فيروس "كورونا الجديد" والقضاء عليه، ومعارضتها فرض قيود على السفر إلى الصين أو التجارة معها، موضحاً أن قرار المنظمة لا يمثل عدم ثقته بالصين.
وبعد أكثر من شهر على ظهور فيروس كورونا الجديد في مدينة ووهان الصينية، أعلنت منظمة الصحة العالمية "حالة طوارئ" على خلفية انتشار المرض الغامض الذي تسبب في حالة هلع عالمية لقدرته على الانتقال من شخص لآخر قبل ظهور أعراضه.
وبسبب القيود الصارمة على السفر التي عملت على الحد من الرحلات المحلية، فيما علقت شركات طيران دولية السفر إلى الصين، فإن الطلب على وقود الطائرات في الصين سيتلقى أغلب الضرر، إذ إن الصين هي أكبر مستورد للنفط في العالم كما أنها واحدة من أسرع أسواق الطيران نموا في العالم.
وقالت يوجياو لي من وود ماكنزي: "في الوقت الذي تركز فيه الإجراءات الوقائية بشكل أساسي على الطيران والنقل العام للركاب، سيكون وقود الطائرات الأكثر تأثرا.. في الربع الأول من 2020 قد يتقلص طلب الصين على النفط بأكثر من 250 ألف برميل يوميا". وخفضت شركة استشارات الطاقة توقعاتها للطلب على النفط بواقع 500 ألف برميل يوميا للفترة نفسها.
وأضافت: "سيكون الانتشار الحالي لفيروس كورونا على الأرجح حدثا استثنائيا، إذ إن تأثيره على طلب النفط يتركز بشكل أساسي على طلب (وقود) الطائرات، وبخاصة في الصين، وبدرجة أقل في شرق وجنوب شرقي آسيا".
وفرض كثير من المدن الصينية قيودا صارمة على السفر، بينما أوقفت شركات طيران عالمية الرحلات المباشرة إلى المدن الرئيسية بالصين أو قلصتها.
وقالت شركة الاستشارات جيه.إل.سي إن نشاط المصافي الصينية هوى بنسبة 15% في الأسبوع الماضي، وقالت وكالة صينية معنية بالتجارة الدولية يوم الجمعة الماضي، إنها ستقدم اعتمادات لفرض حالة القوة القاهرة للشركات غير القادرة على الوفاء بعقود نتيجة الفيروس.
وقدرت إف.جي.إي للطاقة التراجع في الطلب على النفط بما يصل إلى 840 ألف برميل يوميا في فبراير/شباط، لكن السوق يبدو أنه مقبل على تأثير في الاقتصاد يعد الأوسع نطاقا في حال فشل جهود احتواء المرض.