الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ملك الأردن، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وهي زيارة أخوية ودية تتكرر لأخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، في تعبير متجدد ودائم عن العلاقات الأخوية التي تربط أبوظبي بشقيقتها عمان.
هذه العلاقات التي كانت ولا تزال راسخة ومتجذرة، وأسس لها المغفور لهما بإذن الله الملك الحسين بن طلال، والوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراهما، وشكلت نهجاً تسير عليه قيادتا البلدين الشقيقين.
ومنذ نشأتها شهدت العلاقات السياسية الإماراتية-الأردنية تقدماً وتميزاً منقطع النظير، وذلك في ظل التقارب الكبير بين البلدين، والذي يحمل دلالات قوية وراسخة، تتجاوز كل البرتوكولات السياسية، نتيجة حتمية للتنسيق المشترك والسعي المستمر والدائم لدعم الروابط الأخوية التي تجاوزت حدود الأخوة والصداقة، فضلاً عن التناغم السياسي في المواقف تجاه القضايا المشتركة في مختلف المحافل العالمية والإقليمية.
ففي أكثر من مناسبة أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، قوة هذه العلاقات وتميزها على الصعيد الاستراتيجي، وهو ما يؤكده جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الذي شدد في العديد من المناسبات على متانة وقوة العلاقات المتميزة في مختلف المجالات.
وتكرست في إبرام العديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات، وهو ما ترسخ أكثر خلال هذه الزيارة التي حملت توقيع ثلاث مذكرات تفاهم بين البلدين، الأولى بين صندوق الاستثمار الأردني وشركة أبوظبي التنموية القابضة، وتشمل مشاريع تشغيل الميناء المتعدد الأغراض للبضائع بالعقبة، وتطوير محطة تحويل النفايات إلى طاقة، واتفاقية مشروع مشترك مع شركة تطوير العقبة لإنشاء نظام مجتمع الموانئ (PCS) للإشراف على اتصالات الموانئ، واتفاقية مشروع السكة الحديد العابرة للحدود، وتطوير محطة معالجة مياه الصرف الصحي في وادي الزرقاء.
وليس هذا فحسب، بل تتوافق العلاقات السياسية الاستراتيجية الهادفة إلى تحقيق الاستقرار العالمي، بما يسهم كذلك في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وخدمة القضايا العربية، وتعزيز الجهود الثنائية في تحقيق أهدافهما الاستراتيجية.
ومن أبرزها ما يشهده العالم اليوم من ظروف صعبة يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، حيث جاءت تأكيدات الملك عبدالله الثاني وأخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على ضرورة التحرك الدولي العاجل لوقف التصعيد العسكري الخطير وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين وفق القانون الدولي الإنساني.
العلاقات بين البلدين راسخة ومتجذرة والأيام المقبلة ستحمل -بفضل الرؤية الثاقبة- للزعيمين الأفضل، من أجل مستقبل أفضل ليس للشعبين الكريمين فحسب، بل للمنطقة بأسرها، لا سيما في ظل التقارب الكامل بين البلدين في العادات والتقاليد والمصالح الأخوية المشتركة التي تسودها المحبة والوئام من أجل مصلحة البلدين الشقيقين، وشعبيهما الكريمين، وإلى الأمام.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة