من يهزم أردوغان؟.. المعارضة التركية تبحث عن "بطل"
لا تزال المعارضة التركية حائرة تبحث عن "بطل" يستطيع هزيمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي تعترف بشعبية الرئيس الكبيرة رغم الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
وإذا كانت هناك أي شكوك في إصرار كمال قليجدار أوغلو على أن يكون الرجل الذي يتحدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقد تبددت عندما اعتلى منصة البرلمان الأسبوع الماضي.
وفي كلمته أمام أعضاء حزبه الشعب الجمهوري، أعلن عن سعيه لـ"معركة كبيرة" ضد الفقر المتزايد، والتضخم الساحق، والظلم المؤلم، الذي يجتاح البلاد.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الحاسمة خلال الـ13 شهرا المقبلة، حذر أوغلو خصومه الذين لم يسمهم داخل تحالفه المعارض، قائلًا: "إما أن تنضموا لي أو تبتعدوا عن طريقي".
- استطلاع للرأي: حزب أردوغان وحليفه يتفوقان على المعارضة
- غرفة أردوغان في زيارته للسعودية.. ما سر الرقم 1453؟
وسخر من الرئيس التركي لفترة طويلة بوصفه "خاسرا متسلسلا" في صناديق الاقتراع، كما أشرف على الانتصار الكبير في انتخابات البلدية عام 2019 عندما فازت المعارضة بالسيطرة على إسطنبول، أكبر مدن تركيا، وأنقرة، العاصمة.
والأهم من ذلك، ينسب إليه الفضل في بناء وتماسك تحالف أحزاب المعارضة المتحدين على هدف هزيمة الرجل الذي أمضى حوالي 20 عاما في رئاسة البلاد، أولًا رئيسا للوزراء ثم رئيسا.
ويرى المحللون السياسيون أن قرار العمل سويا -جنبا إلى جنب مع السخط العام المتزايد بشأن حالة الاقتصاد التركية والقلق بشأن اللاجئين السوريين في البلد والبالغ عددهم 3.6 مليون- يوفر لمنافسي الرئيس أفضل فرصة على الإطلاق للفوز.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن "مخاوف البعض في المعارضة تتمثل في أن قليجدار أوغلو سيصر على ترشيح نفسه أمام أردوغان، وأن الرئيس التركي (سيلتهمه حيا)".
وأكد مسؤول كبير من أحد الأحزاب الخمسة المعارضة التي تعمل مع حزب الشعب الجمهوري، أن قليجدار أوغلو "يستميت للترشح".
وقال الزميل الزائر في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين، بيرك إيسن: "ليس لدي شك في أنه سيكون أفضل رئيس من بين جميع المرشحين المحتملين. لكن لديه أدنى فرصة للفوز"، واصفا قليجدار أوغلو بأنه "صانع ملوك عظيم لكنه ليس ملكا".
وتابع: "أيا من سيقع عليه الاختيار للترشح أمام الرئيس التركي سيواجه سياسيا ماكرا وذي خبرة، والذي يظل أحد أكثر الشخصيات شعبية في البلاد على الرغم من التضخم الذي وصل إلى نسبة 61% في مارس/آذار".
وفشلت آخر محاولتين لهزيمته في السباق الرئاسي فشلا ذريعا عندما فشلت المعارضة العلمانية إلى حد كبير في الفوز على قاعدته المحافظة، بالرغم من خيبة أمل الناخبين الشباب في حكومته.
ومع ذلك، تشير استطلاعات الرأي إلى مرشحين محتملين يمكنهما ضمان الفوز في السباق ضد الرئيس البالغ 68 عاما، وهما: منصور يافاش، وأكرم إمام أوغلو، عمد أنقرة وإسطنبول المعارضين.
وحقق يافاش (66 عاما) معدلات تأييد مرتفعة من خلال التركيز بلا هوادة على تحسين الخدمات العامة في مدينة كان يديرها لسنوات حليف أردوغان الذي أهدر المال العام على تماثيل ديناصورات ومنتزه ترفيهي عملاق.
وقال أنصار يافاش إنه محافظ وقومي، لكنه أيضا متحفظ ورجل دولة، ويتمتع بوضع جيد للفوز على ناخبي أردوغان. كما يمكنه الإشراف على خطة المعارضة لإلغاء نظام الحكم الرئاسي الذي وضعه أردوغان عام 2018 واستعادة دورة البرلمان.
ويرى معظم المحللين السياسيين إمام أوغلو هو المرشح الأقوى. ويصف أوغلو (51 عاما) نفسه بالديمقراطي الاجتماعي، وهو سياسي صريح لديه القدرة على جذب مجموعة أوسع من الناخبين.
لكن يزعم خصوم العمدة أنه "طموح للغاية" لأن يكون موضع ثقة فيما يتعلق بمهمة تفكيك الرئاسة التنفيذية القوية التي بناها أردوغان لنفسه.
وأشارت "فايننشال تايمز" إلى أن "القرار سيرجع في النهاية للمفاوضات الجارية خلف الكواليس بين مجموعة من قادة المعارضة تعرف بـ(طاولة الستة)".
وباعتبارها ثاني أقوى زعيم على الطاولة، ستلعب ميرال أكشينار، زعيمة حزب الخير اليميني دورا مهما. واستبعدت نفسها من الترشح للرئاسة، قائلة إنها تفضل تولي منصب رئيس الوزراء في حكومة معارضة بالمستقبل.
وطبقًا للصحيفة البريطانية، فإن هناك مؤشرات على أنها تفضل إمام أوغلو، الذي قارنته بمحمد الفاتح، السلطان العثماني الذي استولى على القسطنطينية عام 1453.
لكن مثل نظرائها عليها إجراء حسابات معقدة بشأن المرشح الذي يمكنه الفوز ويناسب طموحاتها السياسية.
ورأت "فايننشال تايمز" أن أحد الاعتبارات الرئيسية هي الحاجة لاجتذاب الأقلية الكردية في تركيا، لافتة إلى أن حزب الشعوب الديمقراطي المولي للأكراد، الذي من المتوقع أن يحصل على حوالي 12% من التصويت، ليس جزءا من التحالف، حيث يعتبر "ساما للغاية"، لا سيما من قبل الأحزاب اليمينية، بسبب ما تقوله الحكومة بشأن صلاته بالأكراد.
ولفتت الصحيفة إلى صلاح الدين دميرتاش، الذي ترشح في الانتخابات الرئاسية لعام 2018 من زنزانته، ويعتبر رمزا بين الناخبين الأكراد، وأنه قد يختار الوقوف وراء مرشح رئاسي مشترك، مما يزيد فرصهم في التغلب على أردوغان بالجولة الأولى.
aXA6IDE4LjE4OC4xMDEuMjUxIA== جزيرة ام اند امز