عامل توصيل "بطل" يتحدى كورونا لمساعدة المسعفين في الصين
رغم أن شركته أوقفت عملياتها مؤقتا قرر عامل التوصيل استئناف العمل وبدلا من توصيل الطرود كان ينقل المسعفين إلى خطوط المواجهة الأمامية
المحن والشدائد تظهر معادن الرجال، وهذا ما تجسده بطولة عامل التوصيل الصيني وانج يونج الذي تحدى فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19) لمساعدة المسعفين في مدينة ووهان بؤرة تفشي الفيروس.
وعلى الرغم من أن شركته أوقفت عملياتها مؤقتا، قرر يونج استئناف "العمل"، وبدلا من توصيل الطرود كان ينقل المسعفين إلى خطوط المواجهة الأمامية، حسبما ذكرت صحيفة "الشعب" اليومية الصينية.
وقالت الصحيفة إن موظف التوصيل الذي يبلغ من العمر 35 عاما كان ينقل أفرد الطاقم الطبي في مستشفى جينيانتان في ووهان من وإلى العمل.
وأشارت إلى أنه بدأ كل شيء عشية رأس السنة الجديدة، عندما لفتت انتباهه رسالة من ممرضة على موقع "ويشات" (WeChat) للتواصل الاجتماعي تطلب المساعدة.
وقالت الممرضة: "أرجو المساعدة! لدينا ضوابط مرورية هنا. الحافلات والمترو لا تعمل. لا أستطيع العودة إلى المنزل. أستغرق 4 ساعات للمشي إلى المنزل".
وبعد ساعات من نشر الرسالة، لم يستجب أحد، وبعد قليل من التردد، قرر وانج أن يذهب لمساعدتها.
ومنذ ذلك الحين، يتجول وانج في شوارع ووهان، لنقل أفراد الطاقم الطبي في مستشفى جينيانتان من وإلى العمل وشراء الضروريات اليومية لهم.
وقال وانج: "إذا كان بإمكاني فعل أي شيء، يجب أن أفعل شيئًا"، مضيفًا أن ما يسلمه ليس طرودا، ولكن الأشخاص الذين ينقذون الأرواح.
وللحد من خطر الإصابة، قرر وانج أن يعيش بمفرده في أحد مستودعات شركته بالمدينة التي بدأ فيها انتشار الفيروس، وبمساعدة مجموعة من أصدقائه شكل فريقا يضم أكثر من 20 متطوعا.
وإلى جانب مساعدة المسعفين في الذهاب إلى العمل والعودة إلى منازلهم، يحاولون أيضًا تلبية احتياجاتهم اليومية، وإصلاح هواتفهم المحمولة.
وعندما علم وانج أن نظارة طبيب كسرت، اشترى له نظارة جديدة ورفض أخذ أي أموال مقابل ذلك.
وعندما رأى رسالة من ممرضة على "ويشات" تقول إنها تريد أكل الأرز، أمضى يومين يبحث عن مطعم وافق رئيسه على تحضير الأرز للطاقم الطبي.
وتبرع وانج بمجموعة من الكتب ليتمكن المسعفين الطبيين من قراءتها من أجل الهروب من إجهادهم اليومي، وخوفًا من انشغالهم بالأخبار حول تفشي المرض على الإنترنت خارج أوقات العمل.
ويبدو أن تصرفات وانج لم تؤثر في المسعفين فحسب، بل الأشخاص في جميع أنحاء البلاد، وسرعان ما انتشرت قصته على وسائل الإعلام الرئيسية في الصين، وأثني عليه باعتباره "أجمل رجل توصيل".
ورفض وانج نسب كل الفضل لنفسه، لافتا إلى أن عددا لا يحصى من المتطوعين مثله كانت جهودهم حاسمة في وقت الشدة، مضيفا: "لست ما يسمونه بطلا مدنيا. لقد فعلت فقط ما كان ينبغي علي فعله".
وقضى فيروس كورونا، الذي تفشى منطلقا من مدينة ووهان الصينية أواخر العام الماضي، على 4295 شخصا وأصاب أكثر من 119209 آخرين في نحو 118 دولة ومنطقة حول العالم.
