"العين الإخبارية" ترصد طموحات شباب أفريقيا بـ"قمة نيروبي".. خطاب موحد
مثل اليوم، الثالث من سبتمبر/أيلول، ختام قمة جمعية الشباب الأفريقي للمناخ (AYCA) المنعقدة في العاصمة الكينية نيروبي، على هامش مؤتمر أفريقيا للمناخ.
ضمت قمة جمعية الشباب الأفريقي شبابا من مختلف بقاع العالم، وفي اليوم الختامي حضر الرئيس الكيني، ويليام روتو، إضافة إلى أكينوومي أ. أديسينا، رئيس مجموعة بنك التنمية الأفريقي.
شهد اليوم الختامي للجمعية تسليم المسودة الختامية التي تضم المطالبات الخاصة بالشباب للرئيس الكيني بشأن رؤيتهم حول تغير المناخ في القارة الأفريقية.
ومن ضمن هذه المطالبات التي سترفع للقادة الأفارقة المشاركين في القمة الأفريقية للمناخ، هي إدماج وإشراك الشباب في عمليات اتخاذ القرار بشأن التغير المناخي.
وشدد الرئيس الكيني خلال كلمته على أنه سيتم العمل على هذه المسودة، قائلًا:" "سنضمن أن القمة المقبلة للاتحاد الأفريقي تضم الشباب، ليس كحاضرين ولكن ببيان حول ما يعتقدون أنه يجب على الاتحاد أن يفعله".
وأشار إلى أن أفريقيا ليست فقيرة ولا يائسة، ولكنها قارة غنية تحتاج إلى تصنيف وتقييم ثرواتها بشكل صحيح، قائلًا: "تمتلك أفريقيا موارد متجددة ضخمة لم يتم إدراجها بعد في دفاتر أصولها."
وطلب من الشباب، الذين وصفهم بالحيوية والمبدعين، أن يتولوا المسؤولية وأن يضعوا أنفسهم في مركز قيادة السرد الجديد عن أفريقيا. ودعا الرئيس أفريقيا إلى استكشاف الفرص في القطاع الزراعي لخلق فرص العمل وتوسيع الصناعات ذات القيمة المضافة. وأكد أن الشمال العالمي يجب أن يفي بالتزاماته المتعلقة بالعمل المناخي.
وقال أكينوومي أ. أديسينا، رئيس مجموعة بنك التنمية الأفريقي، إن بنك التنمية الأفريقي ملتزم بالحد من تعرض القارة لتغير المناخ.
وأضاف: "رؤيتنا بشأن الاستجابة لتغير المناخ واضحة. وأضاف: "سنواصل تسريع النمو الأخضر في أفريقيا".
وشهد اليوم الختامي للجمعية وقبيل انعقاد قمة المناخ الأفريقية بيوم واحد:" إطلاق مبادرة تمويلية من جانب بنك التنمية الأفريقية، بقيمة مليار دولار لتمويل الشركات التي يقودها الشباب والشركات الناشئة".
وأكد رئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، إنه من خلال المبادرة سيؤدي ضخ رأس المال إلى تمكين رواد الأعمال الشباب في جميع أنحاء أفريقيا".
شباب التغيير
من المغرب إلى كينيا، جاء د. سعد وقاص، لحضور الجمعية المنعقدة على هامش المؤتمر، عمل وقاص كمنسق لجناح الشباب والأطفال في مؤتمر الأطراف السابع والعشرين ويشغل نفس المنصب أيضا في مؤتمر المناخ 28 الذي سينعقد في دبي نهاية هذا العام.
يقول وقاص لـ"العين الإخبارية"، من ضمن المطالب التي قمنا بها هي خلق تسهيلات للوصول إلى تمويلات خاصة بالشباب الفاعلين في التغير المناخي، لأن هذه التمويلات لا تصل عادة للمجتمع المحلي وللمجموعات الشبابية التي تشتغل على المستوى المحلي.
يضيف وقاص: هناك العديد من الانتصارات، من خلال تقويتهم في المهارات وكذلك تقديم دعم من أجل مساعدة الشباب القيام بالبحوث، والقيام بالإبداعات من أجل البحث والإنتاج من أجل تقديم حلول أفريقية وإقليمية للمشاكل التي يعاني منها الشباب.
يؤكد وقاص أن المسودة الختامية لقمة الشباب الأفريقي، تمت صياغتها بعد أكثر من مناقشات عديدة على المستوى القاري على مدار ست أشهر.
يشير وقاص إلى مطالب الشباب في شمال أفريقيا وهي: "التكيف" مع مشاكل شح المياه الذي تعاني منه معظم بلدان شمال أفريقيا، ويؤكد وقاص إنه يجب دعم الشباب في الحلول الوطنية التي يقومون بها بخصوص هذه الأزمات.
يقول وقاص:" سنذهب نحن الشباب بهذه المطالب لمؤتمر الأطراف 28، وننتظر بأمل لمناقشة هذه المتطلبات ومحاولة صياغتها وإدماجها على المستوى العالمي في كوب 28 وننتظر أن يكون هناك دعم من مختلف القادة الأفارقة وخصوصا العرب أيضا، حتى نتمكن من نيل فرص لسماع أصواتنا كشباب عربي وشباب افريقي".
خطاب أفريقي موحد
ومن الكونغو، جاء إيمانويل جيديسا، سفير اليونيسف لقضية المناخ، يقول لـ "العين الإخبارية": أود حقا أن يتبنى القادة الأفارقة خطابًا واحدًا عندما يذهبون لمؤتمر الأطراف الثامن العشر في دبي.
يضيف ايمانويل، الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف تعتبر حدث عظيم، يجمع كل زعماء العالم. ولكن هل يجب أن نتوقع من الزعماء فعلا ما يدينون به لنا لضمان اختفاء الانحباس الحراري العالمي؟
ويؤكد سفير المناخ لليونيسيف، علاوة على ذلك، فقد تم بالفعل اعتماد القرارات في الدورات السابقة لمؤتمر الأطراف وتم التصديق على 27 اتفاقية. ولكنها لم تتحقق حتى الآن.
لذلك يجب أن يتوقف القادة عن الحديث فقط، والبدء في اتخاذ إجراءات حقيقية وملموسة لمكافحة التغير المناخي.
يفضل إيمانويل خيار التخفيف بدلا من التكيف، مبررًا ذلك لأنه ليس لدينا سوى كوكب واحد، وأن لدينا عالمًا واحدًا فقط، إذا كان لدينا الكوكب اليوم واختفى، فلن يكون لدينا مكان نعيش فيه.
يقول إيمانويل، إن الشباب الأفارقة أول ضحايا تغير المناخ، لذلك يجب على القادة الأفارقة مساعدتهم، حتى لا يتوارثوا بيئة ملوثة.
يقترح إيمانويل مكافحة تغير المناخ في إفريقيا من خلال إجراءات ملموسة مثل إعادة التشجير، وتطوير الطاقات الخضراء، استخدام السيارات الكهربائية.
يتمنى إيمانويل، بعد القمة الحالية، وجود ابتكارات جديدة تجعل من الممكن مكافحة تغير المناخ، وتنفيذها، وتطوير الطاقات الخضراء، وتمويل مشاريع معينة فقط لمكافحة تغير المناخ.
أما تشيروب سوي، منسق برنامج جمعية الشباب الأفريقي للمناخ، تقول لـ"العين الإخبارية" كان هذا التجمع بمثابة التشكيلات الشبابية لذراع المشاركة كفترة تمهيدية لقمة المناخ الأفريقية، وهذه المرة كان مهمًا لأنه ضم أصواتًا من جميع أنحاء أفريقيا.
وتضيف: لقد أجرينا كشباب محادثات متنوعة، وقد توج كل هذا بإعلان كنا محظوظين بما يكفي لتقديمه بشكل جماعي إلى رئيس كينيا الذي يستضيف الآن قمة المناخ الأفريقية.
وتؤكد تشيروب، لن تتوقف هذه المحادثة عند الإعلان فقط، وسيتم نقله إلى قمة المناخ الأفريقية التي تبدأ غدًا وحتى نهاية الأسبوع.
ومن أهم مطالبهم، أن يكون هناك تمويل واستثمار مخصص للشباب في مجال المناخ وأن يكون هناك نظام وطابق سفلي لجمعية الشباب الأفريقي للمناخ في الاتحاد الأفريقي.
وتؤكد تشيروب: نحن منخرطون ومتصلون بأنظمة المشاركة المتعددة الأطراف في جميع أنحاء العالم، ونأمل أن نحمل هذه مطالبنا كشباب، ليس فقط إلى قمة المناخ الإفريقية ولكن أيضا إلى مؤتمر الأطراف في دبي.
"هذه المشاركة والتجمع في قمة الشباب الأفريقي، كانتا مهمة لأنها لبنة الطريق كأول تجمع شبابي لقمة المناخ الأفريقية، ونأمل أن نحمل هذه الشعلة إلى بلد آخر وسيكون لنا تجمع مختلف من أجل دفع مطالبنا إلى الأمام" تؤكد تشيروب.
aXA6IDE4LjIyNC41NS4xOTMg جزيرة ام اند امز