معارضة ترامب.. قوة توحد الديمقراطيين
نجحت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي في شحذ همم الديمقراطيين المتحمسين لترشحها لسباق البيت الأبيض، ومع ذلك لا يتوقف قادتهم عن انتقاد منافسها الجمهوري دونالد ترامب والذي يبدو وكأنه القوة الحقيقية التي توحد الحزب.
وهكذا تحول المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الذي من المفترض أن يدور حول الاحتفال بترشيح هاريس، إلى هجوم على ترامب كضرورة استراتيجية ملحة وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وأشارت المجلة إلى تصريحات النائب الديمقراطي رو خانا للصحفيين أمس والتي قال فيها "إلى أن نهزم الترامبية، لن يكون هناك شيء آخر مهم حقًا.. وإذا لم نهزم الترامبية، فسنكون في عالم من الأذى، لأنه قد تكون هناك سنوات من سيطرة الجمهوريين".
وعلى مدى يومين في شيكاغو، شن الديمقراطيون هجمات متكررة على ترامب وانتقدوا كل ما يرتبط به بدءا من شخصيته إلى مشكلاته القانونية ومقترحاته السياسية وحتى إدارته لجائحة كوفيد-19 كما مازح الرئيس الأسبق باراك أوباما الحضور بشأن "هوس ترامب الغريب بأحجام الحشود".
أما سيناتور ولاية ميشيغان مالوري ماكمورو فأحضرت أمس الأول معها على خشبة المسرح كتابًا ضخمًا عن مشروع 2025 المثير للجدل والذي يقول الديمقراطيون إنه أساس إدارة ترامب القادمة والذي أخرجه أيضا نائب مينيسوتا مالكولم كينياتا.
ويكشف مؤتمر الديمقراطيين عن حسابات الحزب بأن انتقاد ترامب هو استراتيجية تستحق الالتزام بها فعلى الرغم من تأكيد هاريس خلال كلمتها أمس الأول "إننا نمضي قدما" لا يزال الحزب مستمرا في النظر للوراء.
وفي تصريحات لـ"بوليتيكو"، قالت مكمورو "إنه أمر صعب تحقيق التوازن الصحيح".
وأضافت "في 2020، بدا الأمر وكأن الهدف الوحيد هو التغلب على دونالد ترامب، وهذا يعني أن الأمر كان يتعلق كثيرًا بالتعليم والديمقراطية وما هو على المحك، وما يمكن أن يفعله خلال فترة ولايته الثانية.. وأعتقد أن الناس يعرفون ذلك الآن، لذا فإن هذه الرسالة يمكن أن تأخذك إلى هذا الحد فقط".
ومع ذلك، يراهن العديد من الديمقراطيين على أن التهديد بمخاطر الولاية الثانية لترامب يظل حافزا قويا للناخبين سواء النشطاء داخل المؤتمر أو الملايين الذين يتابعون الفعاليات من المنزل مثلما حدث في 2020 وأيضا عندما ساعد شبح الرئيس السابق في تعزيز موقف الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي عامي 2018 و2022.
وخلال كلمته في المؤتمر، قال أوباما إن ترامب "لم يتوقف عن التذمر" منذ دخوله الحياة السياسية قبل 9 سنوات فيما اتهمته السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما بـ"شيطنة أطفالنا".
أما زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر فقال إن ترامب "يروج للقوالب النمطية المعادية للسامية ويغذي الإسلاموفوبيا".
وتعكس استراتيجية مناهضة ترامب التي يتبعها الديمقراطيون في المؤتمر الاعتراف بأن معارضة الرئيس السابق تظل القوة الدافعة للحزب وذلك رغم أن هاريس افتتحت حملتها بنظرة أكثر تركيزا على المستقبل تتضح في دعوتها للناخبين إلى "رسم طريق جديد للمضي قدمًا".
لكن هاريس لم تكشف بعد عن عدد كبير من المقترحات السياسية وحتى محاولات الديمقراطيين للتعريف بالمرشحة الرئاسية الجديدة تتمحور حول ترامب من خلال التأكيد على أن نائبة الرئيس هي نقيض ترامب وأن الانتخابات هي اختيار بين مدع عام ومجرم، ومسؤول منتخب يركز على خدمة الآخرين وشخص يهتم بنفسه وحزب يتطلع إلى الأمام وآخر يتطلع للخلف.
كما يمثل هجوم الديمقراطيين على ترامب رد فعل على انتقادات الجمهوريين ضد هاريس في مؤتمر الحزب الجمهوري الشهر الماضي.