الإسلام السياسي انحدر إلى مستوى أخلاقي منحط لدرجة تعد "فضيحة كبرى" وتمثل ازدواجا في الشخصية عند قياداته.
من أهم مشاكل الإسلام السياسي بفرعيه الشيعي والسني هدم القيم الأخلاقية، حيث يدعي المنتمون لهذه الجماعات المثالية الأخلاقية وهم يرفعون شعارات إسلامية مثل "الإسلام هو الحل"، بينما تكون سلوكياتهم أبعد ما تكون عن الإسلام وقيمه الرفيعة ومبادئه السامية من التسامح والمحبة والخير والبناء.
لقد انحدر الإسلام السياسي إلى مستوى أخلاقي منحط لدرجة تعد "فضيحة كبرى" وتمثل ازدواجا في الشخصية عند قيادات الإسلام السياسي بين القول والعمل الذى نهى عنه القرآن الكريم {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم}.
يكفينا اليوم أن نرى واقع الإسلام السياسي على الأرض عندما حكم الإخوان المسلمون في مصر وتونس وليبيا في جانبه السني، وإيران والعراق ولبنان واليمن وسوريا من جانبه الشيعي، فالمآسي والمعاناة والتخلف والظلم والطغيان نتائج متشابهة للإسلام السياسي وتهافتاته أينما حل هو وأتباعه
فطارق رمضان نموذج حي لأخلاقيات جماعات الإسلام السياسي فهو عضو في اتحاد علماء المسلمين ووالده هو سعيد رمضان من زعماء الإخوان المسلمين الممنوع من دخول الولايات المتحدة الأمريكية بتهمة دعم الإرهاب العالمي، بينما والدة طارق هي وفاء البنا ابنة حسن البنا مؤسس منظمة الإخوان الإرهابية.
طارق رمضان رمز صارخ لهذه الازدواجية والتناقضات المهولة للإسلام السياسي بين الشعارات البراقة والممارسات الفاضحة، لاسيما الاعتداء الجنسي والتحرش المتعمد على مجموعة من النساء.
حيث يعلم الجميع عما كشفت عنه مصادر قضائية فرنسية بأن رمضان اعترف أخيرا باعتداءاته الجنسية أمام قاضي التحقيق الفرنسي، بعد أن نفى على مدى أشهر إقامته أي علاقة جنسية مع المدعيتين الرئيسيتين عليه هندة العياري وبول أيما آلين المشهورة بـ"كريستيل".
كما أظهر الكشف الأخير عن الرسائل القصيرة المتبادلة مع صاحبة الشكوى الثانية "كريستيل" علاقة وثيقة وصريحة بين الطرفين، وتحدث طارق رمضان في الرسالة عن أوهامه الجنسية العنيفة والاستبدادية، والتي تتفق مع الوصف الأولي للحقائق من قبل صاحبة الشكوى التي تحدثت عن الصفعات واللكمات وشد الشعر والإذلال التي اعتاد رمضان على ممارستها.
وقد أرسل طارق رسالة نصية قال فيها: "شعرت بالحرج.. آسف على العنف"، وتابع قائلا: "لم يعجبك.. أنا آسف".
لقد سبق لي أن التقيت بطارق رمضان في بعض مؤتمرات لندن مع رفيقه الإخونجي التونسي راشد الغنوشي لاسيما في جامعة لندن وحوار الأديان الذى أحرص على المشاركة فيه منذ 30 عاما، حيث كانا يسوقان لأفكار وأطروحات الإسلام السياسي، ويروجان كما يروج غيرهم من رموز هذه الجماعات أن "الإخوان" هي البديل المناسب للجماعات المتشددة والإرهابية كالقاعدة وداعش وغيرها، ولم يفت هؤلاء أن جميع التنظيمات الإرهابية بشقها السني قد نبتت من بذرة الإخونجية، بينما الشق الشيعي للإسلام السياسي هو الحليف الأقوى لتنظيم الإخوان الإرهابي كذلك.
إن الإسلام السياسي بشقه الشيعي الذى مركزه النظام الإيراني وأتباعه في المنطقة وشقه السني المتمثل في تنظيم الإخوان الإرهابي يعاني من قدر كبير في الازدواجية والتناقض والانتهازية، حيث يشاهد الجميع تلك الانتهاكات الأخلاقية التي تقوم بها جماعات الإسلام السياسي ومليشياته في الاعتداء على الحرمات وقتل الأنفس وانتهاك حقوق الأطفال والنساء وتعريض المدنيين للخطر، وذلك كله يؤكد أن هذه الجماعات آخر ما يهمها هو القيم والاعتبارات الأخلاقية، فهي لديها الاستعداد التام لإباحة كل محظور وتحليل كل حرام للوصول إلى تحقيق غاياتها وأهدافها السياسية.
يكفينا اليوم أن نرى واقع الإسلام السياسي على الأرض عندما حكم الإخوان المسلمون في مصر وتونس وليبيا في جانبه السني، وإيران والعراق ولبنان واليمن وسوريا من جانبه الشيعي، فالمآسي والمعاناة والتخلف والظلم والطغيان نتائج متشابهة للإسلام السياسي وتهافتاته أينما حل هو وأتباعه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة