يبرز من خلال مؤتمر رابطة العالم الإسلامي التضامن الوثيق والرابط المتين بين كياناتنا السياسية مدعومةً برؤى استراتيجية معرفية
ينعقد مؤتمر رابطة العالم الإسلامي، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بعنوان "الوحدة الإسلامية.. مخاطر التصنيف والإقصاء" في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، ليشير إلى مرجعية ودور المملكة بقيادة سلمان الحزم ومحمد العزم، في نشر قيم التسامح والاعتدال والوسطية ونبذ التطرف والإرهاب والتفريق بين الأشقاء والأصدقاء، الذين وإن لم يشتركوا في الدين أو العقيدة أو الفكرة فإنهم يشتركون في الانتماء إلى الإنسانية الواحدة، وصولا إلى حل مشكلات المنطقة وإطفاء نيران أزماتها المختلفة، وضمان استقرار أمنها وازدهار اقتصاداتها ورفاهية أبنائها.
انعقاد المؤتمر بما يتضمنه من اهتمام بوضع خطة استراتيجية شاملة للتصدي لمشاريع الكراهية والصراع الطائفي شكل بوصلة عربية إسلامية تصوب اتجاهات المسار الذي يأخذنا إليه التطرف والإقصاء والتصنيف على أساس عرقي أو مذهبي أو طائفي أو غيره
إن انعقاد المؤتمر بما يتضمنه من اهتمام بوضع خطة استراتيجية شاملة للتصدي لمشاريع الكراهية والصراع الطائفي، شكل بوصلة عربية إسلامية تصوب اتجاهات المسار الذي يأخذنا إليه التطرف والإقصاء والتصنيف على أساس عرقي أو مذهبي أو طائفي أو غيره، لما لهذا المسار من دور مخرب وهدام في حياتنا ومجتمعاتنا، ومستقبل بلادنا وشعوبها، فبمشاركة أكثر من 1000 شخصية من القيادات الدينية والفكرية والأكاديمية من 127 دولة، يكتسب المؤتمر شرعية تمثيل النخب الواعية الحريصة على أعراض ودماء وكرامة الأمة والمنتمين إليها، بل ويصبح المؤتمر منصة التلاقي الخيِّر سعياً إلى إيصال رسالة إلى العالم مفادها بأن ديننا الحنيف ليس دين إرهاب وقتل وإلغاء للآخر، وأننا لسنا إرهابيين، بل وسطيون معتدلون نؤمن بالحوار سبيلا وحيدا لحل الخلافات، ولا نجنح إلى غير السلم إلا إذا سدت في وجوهنا الأبواب وواجهنا الخصم بالحرب وبادر بالاعتداء.
وكما يبرز من خلال مؤتمر رابطة العالم الإسلامي التضامن الوثيق والرابط المتين بين كياناتنا السياسية مدعومةً برؤى استراتيجية معرفية تطرحها قياداتنا الدينية ونخبة المفكرين والأكاديميين، فإن هذا المؤتمر ينعقد في خضم ظروف إقليمية بالغة التعقيد، وعند مفترق طرق يحدد مصائر دولنا التي استهدفتها المؤامرة الحاقدة، ظروفٍ تظهر لنا من خلالها دعوات خفية وألاعيب لا يزال أطراف إقليميون يلعبونها مسخرين لها كل إمكاناتهم ومقدرات شعوبهم التي ذهبت هدراً خدمة لتحالفاتهم وأغراضهم المريضة، مؤكداً على عمق التحالف العربي بركيزتيه الأساسيتين السعودية والإمارات، وببعده العربي وعمقه الإسلامي، في الوقت نفسه الذي يعكس فيه نجاح رؤية استشراف مستقبل التعاون واتحاد الآمال والتطلعات والأهداف التي نتج عنها قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بما حققه من منجزات طوال 39 عاماً من الجهد الحريص على ترسيخ ركائز السياسة الخليجية في انفتاحها على الآخر وتأكيد مبادئ حسن الجوار واحترام الشرعية الدولية، هذه المبادئ التي لطالما نادينا بها وعملنا لأجلها، والتي لو التزمها الطرف الآخر لما كانت الحروب، ولما وقعت المعارك في سبيل حماية الاستقرار في البحرين واستعادة الشرعية في اليمن.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة