الجمعية الإسلامية في ولاية قرطبة الأرجنتينية.. 90 عاما من العطاء
الجمعية العربية الإسلامية حصلت على الشخصية الاعتبارية والقانونية عام 1940 وتمت الموافقة والمصادقة على نظامها الداخلي من قبل حكومة قرطبة
تعتبر الجمعية الإسلامية في ولاية قرطبة الأرجنتينية مؤسسة دينية وروحية وذات طابع وطني بامتياز، إذ ساعدت منذ إنشائها قبل 90 عاما، ولا تزال، على لم شمل المغتربين المسلمين وجمع وحدتهم الروحية والوطنية والانتماء للأمة العربية وفي نفس الوقت احترام عادات وقيم الشعب الأرجنتيني، كما تساعد على إدماج المهاجرين الجدد بالمجتمع الجديد دون فقدانهم أصولهم العربية والإسلامية.
وتأسست الجمعية العربية الإسلامية في ولاية قرطبة الأرجنتينية عام 1928 وذلك عقب اجتماع عام ضم أعضاء المراكز الإسلامية التي كانت موجودة في تلك الفترة وهي؛ الجمعية الإسلامية النبكية، والجمعية الإسلامية لأهل طرابلس والشام، والجمعية العربية الإسلامية لأهل الشام، والجمعية الإسلامية لأهل البقاع.
وقال جهاد سليمان، رئيس الجمعية العربية الإسلامية في ولاية قرطبة لـ"العين الإخبارية" قبل يومين من انطلاق الاحتفالية بالذكرى الـ90 لتأسيس الجمعية: "هذه ذكرى تاريخية بكل المقاييس والمعاني لمسلمي ولاية قرطبة حيث تذكرهم بماضيهم في البدايات الأولى للهجرات العربية مطلع القرن العشرين وتذكرهم بمآثر العرب الخالدة في الأندلس وقرطبة والحمراء وإشبيلية وما خلفه الفتح العربي الإسلامي من مآثر لا تزال مصدر فخر واعتزاز كل العرب والمسلمين حول العالم".
وأضاف سليمان أن الجمعية العربية الإسلامية بولاية قرطبة هي أول من أسس لجنة "حوار الأديان" في الولاية وتسمى "كومي باز" وتضم 4 طوائف، مسيحية ومسلمة ويهود وإنجليين، أما عن علاقة الجمعية بسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في العاصمة بيونس آيرس فهي أكثر من ممتازة منذ افتتاح السفارة قبل نحو 10 سنوات، وتربطنا علاقات وثيقة بها منذ أيام القائد والمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه"، مؤكداً تطلعه نحو مزيد التعاون وتبادل التجارب والخبرات والزيارات مع دائرة الإفتاء في أبوظبي ودبي.
والجمعية الإسلامية في ولاية قرطبة هي عضو فاعل في مجلس التنسيق الاقتصادي والاجتماعي في ولاية قرطبة والمجلس البلدي للمدينة.
يذكر أن الاجتماع التأسيسي للجمعية، حضره بحسب المصادر التاريخية جمع غفير من مسلمي ولاية قرطبة وتم التوقيع على المحضر التأسيسي في 1928، بعد أن اجتمع رؤساء الجمعيات الأربعة ومجالسها الإدارية والأعضاء العاديون وجرى التصويت بالإجماع على الاتحاد فيما بينهم لتكون هناك جمعية واحدة تمثل الجالية العربية المسلمة في ولاية قرطبة أطلق عليها اسم الجمعية الإسلامية العربية في ولاية قرطبة.
وكان لهذه الخطوة الأثر العظيم في نفوس المغتربين العرب المسلمين الذين هاجروا في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين هربا من الاستبداد التركي "العثماني" آنذاك، وكان معظمهم من بلاد الشام سوريا ولبنان وفلسطين وقليل من المصريين الذين رأوا في هذ الوحدة تجسيدا لآمالهم وطموحاتهم استنادا إلى قول الله تعالى"واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا".
وبعد اجتماع وحدة المسلمين هناك تبرعت بلدية قرطبة بأرض مساحتها 20000 متر مربع لإنشاء مقبرة خاصة بالمسلمين، لتكون بذلك أول مقبرة إسلامية في أمريكا اللاتينية.
وتعاقب على رئاسة الجمعية العربية الإسلامية خلال فترة الـ 90 سنة الماضية الكثير من الشخصيات الإسلامية المعروفة بتقواها وعلمها وعملها للصالح العام وإعلاء كلمة الله ورسوله في ديار الاغتراب البعيد وعملها لصالح الجالية المسلمة من المتحدرين من أصل عربي أو من باقي جنسيات أجنبية أخرى مختلفة في جذورها وانتمائهان حيث تقام في المسجد الصلوات الخمس والاحتفال بالمناسبات الدينية وإفطارات رمضان وأيضا الاهتمام بالأمور العامة، إضافة إلى بعض المشايخ من جنوب أفريقيا، وتستقبل الجمعية علماء على شكل زيارات وتبادل خبرات من الديار المقدسة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وبلدان عربية وأجنبية أخرى.
وحصلت الجمعية العربية الإسلامية على الشخصية الاعتبارية والقانونية في عام 1940 وتمت الموافقة والمصادقة على نظامها الداخلي من قبل حكومة قرطبة وفتح حساب مصرفي لها في نفس العام .
وتعتبر الجمعية العربية الإسلامية في ولاية قرطبة من أهم الجمعيات الإسلامية في الأرجنتين وأمريكا الجنوبية، وحتى على المستوى العالمي في التعريف بقيم وتعاليم الإسلام السمحاء، حيث يوجه لها الدعوات لحضور المؤتمرات والندوات الدينية والروحية في أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا.
وساهمت في صياغة التوصيات والمقررات الختامية، وفي عام 1998 أقدمت الجمعية العربية الإسلامية في ولاية قرطبة في خطوة نادرة وغير مسبوقة بالتعريف بالإسلام المعتدل والسمح المنفتح على الآخر ومشاركته القيم العالمية والإنسانية، ومن خلال ندوات ثقافية ومعرفية لقوى الأمن الداخلي والشرطة في الولاية الذي يبلغ عددهم 1250 منتسبا سنويا يحضرون في مجموعات مؤلفة من 50 عنصرا قبل صلاة الجمعة حيث يقوم المسؤول الديني بعد انتهاء المحاضرة بالرد على أسئلة المشاركين وبموجب اتفاق موقع مع وزارة تربية ولاية قرطبة يأتي في كل يوم أكثر من 250 طالبا للتعرف على تعاليم الإسلام وقيمه الأخلاقية والروحية ذات الطابع الإنساني.
وفي برنامج آخر يطلق عليه اسم "السياحة الدينية" يحضر كل يوم أربعاء مجموعة مؤلفة من 50 شخصا للتعرف على الجمعية ونشاطها الديني والروحي ويتولى حاليا عدد من المشايخ الذين يشهد لهم باالمعرفة والعلم والتقوى والرجاحة والرحمة في أمور الدين والفقه ترسلهم وزارة الأوقاف المصرية بشكل دوري لجميع المسلمين وغيرهم.