دراسة: الإيرانيون الأمريكيون أكثر الأقليات المسلمة تأييدا لترامب
خبيرة: التصويت يعكس ضيق الإيرانيين بنظام طهران
الدراسة كشفت أن الإيرانيين الأمريكيين هم أكثر الأقليات المسلمة تأييدا للحزب الجمهوري وسياسات ترامب ضد النظام الإيراني.
حصلت "العين الإخبارية" على تفاصيل دراسة بحثية قيد التنفيذ تجريها عدة مراكز بحثية أمريكية في العاصمة واشنطن، بالتعاون مع عدد من خبراء استطلاعات الرأي والتصويت الانتخابي، حول تصويت الأقليات المسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية خلال انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي جرت في ٦ نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
كشفت الدراسة عن تصويت المسلمين الأمريكيين لصالح الديمقراطيين بنسبة ساحقة تتراوح ما بين ٧٥% إلى ٨٥%، فضلا عن التصويت لصالح مرشحي الحزب الجمهوري بنسبة تتراوح بين الـ١٥% إلى ٢٥% في أحسن الأحوال.
الدراسة أيضا كشفت عن مفاجأة حيث تبين أن الإيرانيين الأمريكيين هم أكثر الأقليات المسلمة تأييدا للحزب الجمهوري خلال الانتخابات الأخيرة، وهو ما يعني تأييدا ضمنيا تأييد (الأمريكيين-الإيرانيين) لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القوية ضد النظام الإيراني.
- ترامب وإيران.. تصحيح مسار يقلّم مخالب طهران
- مزيد من النووي.. سلاح ترامب لردع روسيا وإيران وكوريا الشمالية
وفقا للأرقام الصادرة عن مكتب المسح السنوي للمجتمع الأمريكي، عن ٢٠١٧، فإن ما يقرب من مليون أمريكي من أصل إيراني يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، ٨٧% منهم يمتلك حق التصويت، غالبيتهم ترتكز في ضواحي مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا، غرب الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تشير التقديرات إلى أن عددهم هناك يتراوح ما بين ٢٠٠ ألف إلى ٦٠٠ ألف.
وقالت الدكتورة كاثرين ديبالو، أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة فلوريدا خبيرة استطلاعات الرأي والتصويت الانتخابي، إن الدراسة التي تعكف عليها مع عدة مراكز بحثية حول تصويت المسلمين الأمريكيين خلال الانتخابات الأخيرة جاءت نتائجها كالمعتاد من تصويت الغالبية الساحقة من المسلمين الأمريكيين لصالح مرشحي الحزب الأزرق.
ولفتت إلى أن هذا أمر طبيعي، حيث الأقليات هي الجمهور الطبيعي للديمقراطيين، مضيفة أنه لم تتجاوز نسبة تأييد الجمهوريين بين المسلمين الأمريكيين الـ٢٥% كالمعتاد.
ورأت أن الأمر اللافت في هذه الدراسة أنها تشير بوضوح إلى تغيير في السلوك الانتخابي للإيرانيين الأمريكيين.
الأكاديمية الأمريكية اعتبرت أن كل الأقليات المسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية لم تتجاوز نسبة تأييدها للمرشح الجمهوري ٢٥%، لكن مع الأمريكيين ذي الأصول الإيرانية فالنسبة تراوحت بين ٣٥% إلى ٤٥%، خلافا لما كان في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في ٢٠١٦، حيث كان الأمريكيون الإيرانيون يتبعون نفس سلوك الأقلية المسلمة من تأييد للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بنسبة ٧٥% مقابل ٢٥% لترامب تقريبا.
وأوضحت أستاذة العلوم السياسية بجامعة فلوريدا الدولية أن الدراسة لم تنته بعد من الأرقام النهائية، لكن لدينا مقاطعات في ضواحي لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا، التي بها نسبة إيرانيين أمريكيين كبيرة، تشير بوضوح إلى أنه كان هناك تصويت كثيف لصالح المرشح الجمهوري بين أوساط الإيرانيين.
وأشارت كاثرين إلى أن الدراسة، التي كشفت عنها لـ"العين الإخبارية"، تضطلع بدراسة سلوك الناخبين المسلمين الأمريكيين منذ الانتخابات الرئاسية الماضية، وبشكل عام تم رصد تصويت 75.9% لصالح المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في ٢٠١٦، بينما صوت 16.8% من مسلمي الولايات المتحدة لصالح الرئيس ترامب، والباقي كان لمستقلين، موضحة أن نحو 53% من مسلمي أمريكا منضمون بالفعل للحزب الديمقراطي، بينما ١٣% منضمين للحزب الجمهوري.
وحول أسباب التصويت (الإيرانيين-الأمريكيين) لصالح مرشحي الحزب الجمهوري، أشارت كاثرين إلى أن الدراسة لم تجر مسحا شاملا لكل الإيرانيين بطبيعة الحال، لكن العينة محل البحث.
وأضافت أن الإيرانيين الأمريكيين أكثر تأييدا للرئيس ترامب من الأقليات المسلمة الأخرى وللحزب الجمهوري، لأنهم يعتقدون أن الرئيس ترامب قوي يوفر الأمن لشعبه، مضيفة أن التصويت الإيراني-الأمريكي لصالح مرشحي الحزب الجمهوري تأييد ضمني من الإيرانيين-الأمريكيين لسياسات الرئيس الأمريكي ترامب تجاه إيران، وتأييد لإلغاء الصفقة النووية مع طهران.
وبسؤالها عن إمكانية أن يكون الأمريكيون ذو الأصول الإيرانية مؤيدين لسياسات ترامب بسبب فقدهم الاتصال بإيران، أو عدم الشعور بتأثير العقوبات الاقتصادية ضد إيران، أوضحت الخبيرة الأمريكية أن هذا الادعاء يدحضه نتيجة الدراسة، حيث يشير ٩٠% من عينة البحث إلى أن لديها عائلة بالفعل في إيران، وهذا الجزء تم الانتهاء منه في الدراسة ويمكن أن تطلع قراءك عليه.
ونبهت ديبالو إلى أن الدراسة تشير أيضا إلى أن الإيرانيين-الأمريكيين فوق ٤٥ عاما هم أكثر تأييدا للحزب الجمهوري والرئيس ترامب، بينما الجيل الجديد من الإيرانيين-الأمريكيين دون الـ٢٥ أكثر تأييدا للحزب الديمقراطي.
وأوضحت أن الجيل القديم من الإيرانيين الأمريكيين الذي عاصر الثورة الإيرانية وجاء إلى الولايات المتحدة الأمريكية لديه موقف قوي ضد النظام الإيراني، وربما لهذا السبب فغالبيتهم يؤيدون السياسات القوية ضد النظام في إيران.