عوّدتنا طهران على عقد مؤتمر للوحدة الإسلامية برعاية "المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية".
عودتنا طهران على عقد مؤتمر للوحدة الإسلامية برعاية "المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية" مثل هذه الأيام من ربيع الأول ومنذ 32 عاما، حيث بادر أولاً الشيخ محمد حسين منتظري عندما كان يحتل الموقع الثاني للدولة بعد الخميني لعقد مؤتمر للوحدة الإسلامية في ربيع الأول، يجمع فيه رموزا دينية وسياسية واجتماعية من السنة والشيعة ومختلف أنحاء العالم. ولم يكن الخميني متفاعلا معها في بداياتها بل يتبنى صراحة تصدير ما أسماه "الإسلام المحمدي الأصيل"، ويعني به "التشيع الفارسي" الذي يتمحور حول إمامة علي بن أبي طالب ومظلومية الحسين بن علي وانتظار المهدي والتوطئة لظهوره.. راجع كتابنا "التشيع العربي والتشيع الفارسي".
أهم المشاركات في هذا المؤتمر الإيراني كانت من حماس بقيادة إسماعيل هنية وأسامة حمدان مع رئيس حزب الدعوة نوري المالكي ورئيس المجلس الإسلامي العراقي همام حمودي وقيادات حزب الله اللبناني، لاسيما نعيم قاسم وكذا قيادات الإخوان المسلمين من تونس ومصر وأوروبا
ثم تبنى الفكرة مرشد الثورة الخميني نفسه بعد إزاحة منتظري "خليفة الخميني" من جميع سلطاته الدينية والسياسية واتهام صهره "مهدي هاشمي" بالمؤامرة ثم إعدامه لاحقا، بتحالف ثلاثي من هاشمي رفسنجاني وعلي خامنئي وأحمد الخميني، كما شرحه أحمد الخميني في كتابه المعروف آنذاك "رنجنامه".
أسبوع مؤتمر الوحدة الإسلامية الثاني والثلاثين ينعقد هذه الأيام في طهران بعنوان "القدس محور وحدة الأمة"، داعيا إلى تحرير القدس كما عودنا منذ بداية الثورة وحتى اليوم، بشعارات جوفاء غير حقيقية وغير صادقة.
ألقى المرشد الإيراني علي خامنئي كلمته التي كرر فيها شعاراته ضد الاستكبار العالمي لاسيما أمريكا "الشيطان الأكبر" وإسرائيل، وتحدث بإسهاب عن رعايته للعراق وسوريا واليمن ولبنان، والحقيقة التي يراها القاصي والداني أنّ إيران كانت السبب في تدمير هذه الدول، فلم تعرف المنطقة الطائفية والقتل على الهوية قبل الثورة الإيرانية، وفي العراق مثلا حيث كان التعايش بل التزاوج بين السنة والشيعة هو الشائع، وقد دخل إلى العراق بعد تسليمه لإيران من قبل أمريكا على طبق من ذهب. وإذا اعتبر النظام الإيراني حزب البعث العراقي كافرا فإنه تحالف مع فرعه في سوريا لتحالفهما العقدي، وفي لبنان الذي كان رمزا للتعايش والتسامح باتت الطائفية تمزقه من خلال مليشيات حزب الله الطائفية، وكذا الحوثيون في اليمن الذين انقلبوا على الشرعية.
كما ألقى الرئيس حسن روحاني كلمته التي تحدث فيها بإسهاب عن إسرائيل بتعبيره "غدة سرطانية"، وقدرة إيران على إزالتها، وهي دعاية إعلامية جوفاء، حيث إن فيلق القدس قد جال الدنيا ما عدا القدس كما هو معلوم، وادعى روحاني انتصارهم في الحرب بين إيران والعراق، بينما الحقيقة عدم قدرة النظام الإيراني على إسقاط النظام العراقي كما راهنوا، بل لم يتمكنوا من مواصلة الحرب المكلفة جدا، مما أرغمها على قبول الصلح وشروطه المذلة التي عبر عنها الخميني بـ"تجرع السم"، حيث ما لبث أن مات الخميني بعدها بفترة وجيزة كما هو معلوم، ومحاولة روحاني في كلمته الرد على ما يعرف بـ"الهلال الشيعي"، وهو رد واه ضعيف حيث إن الحقائق على الأرض تكذبه.
وأيضا كلمة محسن الأراكي ممثل ولي الفقيه والأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية التي تكلم فيها عن المقاومة والممانعة مشيدا بالمليشيات التابعة لهم في المنطقة.
ومن أهم المشاركات في هذا المؤتمر الإيراني كانت من حماس بقيادة إسماعيل هنية وأسامة حمدان مع رئيس حزب الدعوة نوري المالكي ورئيس المجلس الإسلامي العراقي همام حمودي وقيادات حزب الله اللبناني، لاسيما نعيم قاسم وكذا قيادات الإخوان المسلمين من تونس ومصر وأوروبا وغيرها التي تسابقت في مدح النظام الإيراني وقياداته لاسيما المرشد.
واشتركت أيضا قيادات دينية سورية مثل توفيق البوطي رئيس اتحاد بلاد الشام، وأحمد بدر الدين حسون مفتي سوريا، ليمتدحا النظامين السوري والإيراني وتحالفهما الاستراتيجي الدائم.
كما كان واضحا دور الحوثيين ومليشيات أنصار الله في المؤتمر مثل عدنان قاسم، والذين خرجوا على الشرعية في اليمن ويمارسون مختلف أنواع الإرهاب على الشعب اليمني المظلوم.
وقد كان في السنوات السابقة شخصيات كثيرة قد شاركت ولكنها أعلنت لاحقاً بشكل صريح عدم مشاركاتها، لأنها اكتشفت الحقائق على الأرض من خلال الممارسات الطائفية الإيرانية في الأحواز العربية، حيث العنصرية الواضحة ضد العرب، وكذلك ما تقوم به المليشيات التابعة لإيران في المنطقة العربية، بينما بقي الإخوان المسلمون لتحالفهم مع النظام الإيراني كما شرحناه في مقالنا السابق "تحالف الغدر بين ولاية الفقيه والإخوان المسلمين".
اليوم حيث العقوبات الأمريكية تضرب النظام الإيراني بالصميم اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وهبوط الريال الإيراني إلى أدنى مستوياته وارتفاع التضخم والفقر والبطالة بشكل كبير، واستعداد الشعب للاعتصامات والإضرابات وحتى المظاهرات لاسيما في ذكراه الأربعين عاما من الطغيان والظلم والفساد، وهو يهتف للخلاص من ظلم ولاية الفقيه، ويدعو للحرية والكرامة والعدالة والإنسانية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة