حمى الضنك "تخرج عن السيطرة" في بيرو.. 44 ألف إصابة و82 وفاة
بعد شهرين من أمطار غزيرة إعصارية غمرت بلدة كاتاكاوس في شمال البيرو، يموت عشرات السكان بسبب إصابتهم بحمى الضنك.
تعاني منطقة بيورا البيروفية القريبة من الحدود مع الإكوادور، أزمة صحية جديدة رغم أن بيرو الواقعة في أمريكا اللاتينية لم تتعافَ بعد بشكل كامل من أعلى معدل وفيات بكوفيد-19 مسجّل في العالم.
وتتمثل أعراض الإصابة بحمى الضنك الفيروسية في حمى شديدة وصداع وآلام جسم ونزف وفشل الأعضاء وأحيانًا الموت، وهو مرض فيروسي ينتقل من طريق البعوض الذي يجذبه ركود المياه.
وتحمل بعوض الزاعجة المصرية عدوى الفيروس إلى الإنسان، وتضع بيضها في المياه الراكدة المنتشرة كثيرًا في بيورا منذ ضرب الإعصار ياكو شمال البيرو في مارس/آذار.
قُتل عشرات الأشخاص وتضرر الآلاف عندما فاضت الأنهار على ضفافها ودمرت منازل وبنى تحتية.
وتضررت نحو 50% من العيادات الطبية البالغ عددها 416 في بيورا جرّاء الإعصار الذي شلّ الاقتصاد المحلي، إذ خسر آلاف الأشخاص وظائفهم غير الرسمية.
ماريا فرانسيسكا سوسا (45 عامًا) واحدة من كثيرين يعتنون بأقاربهم المرضى في المنزل وسط تفشي الإصابات واكتظاظ المستشفيات، في مشاهد تذكر بجائحة كوفيد-19.
ويعاني والدها خوسيه لوسيانو (93 عامًا) حمى الضنك.
وقالت سوسا لوكالة فرانس برس وهي تمسح جبين والدها المتعرق في الخيمة الحديدة التي يتقاسمانها مع خمسة أشخاص آخرين "ضربته (الحمى) بشدة لدرجة أنه لم يعد قادرا على الوقوف بعد الآن. في إحدى المرات كان مريضًا لدرجة أننا اعتقدنا أنه سيموت".
مع اكتظاظ المرافق الصحية العامة أُجبرت العائلة على الاقتراض لدفع تكاليف طبيب خاص وأدوية لعلاج أعراض الرجل، إذ لا علاج لحمى الضنك.
"فقدنا السيطرة"
بحلول 13 يونيو/حزيران، سجّلت بيورا 82 حالة وفاة بحمى الضنك بينها لأحد عشر طفلًا وأكثر من 44 ألف إصابة منذ بداية عام 2023، وفق أمين المظالم المعني بحقوق الإنسان في المنطقة سيسار أوريغو.
وقالت الخبيرة في الأمراض المنقولة فاليري باث-سولدان في جامعة كايتانو هيريديا في ليما لوكالة فرانس برس "فقدنا السيطرة" على الوباء.
الخميس، استقالت وزيرة الصحة في البيرو على خلفية تعاملها مع هذه الأزمة الصحية.
ويعيش معظم سكان بيورا البالغ عددهم 1,8 مليون شخص على طول الساحل.
في منطقة كاتاكاوس الزراعية حوّل الإعصار ياكو الطرق إلى أنهار ودمّر أنظمة مياه الشرب والصرف الصحي وأتى على محاصيل المانجا والعنب والأرزّ.
تراكمت المياه في الخزانات والحاويات المكشوفة، ما أدّى إلى ازدياد مناطق تكاثر البعوض. وفي قلب كاتاكاوس لا يزال ملعب كرة القدم مغمورًا بالمياه.
فشلت جهود التبخير المتعددة في وقف انتشار الوباء في المنازل المتهالكة في البلدة.
aXA6IDMuMTQ3LjY4LjIwMSA= جزيرة ام اند امز