31 عاماً على رحيل العبقري.. بليغ ووردة «ألحان الحب لا تموت» (بروفايل)
لم يكن المصري بليغ حمدي مجرد ملحّن، بل كان شخصية مثيرة للاهتمام، مليئة بالتناقضات، التي جعلت أعماله غنية ومتنوعة، تعكس جوانب مختلفة من شخصيته.
ففي ألحانه، نجد مزيجًا من الحنين إلى الماضي والتطلع إلى المستقبل، من الرومانسية العميقة والقوة والتحدي، وهذه الشخصية المعقدة هي التي جعلت موسيقاه خالدة.
إن المستمع لألحان بليغ يمكنه بسهولة تمييز العلاقة التي ربطته باللحن، كانت موسيقاه مليئة بالشغف والهيام، وبهذا الحب الخاص للألحان استطاع أن يجعلها نابضة بالحيوية.
تميزت ألحانه بأنها تسير بسلاسة من الحزن إلى الفرح، من العاطفة العميقة إلى الرقص النابض بالحياة، مثلما نجد في أغنية "أنا كل ما قول التوبة" التي غناها عبدالحليم حافظ.
استخدم بليغ مقام "النهاوند" في هذه الأغنية، وهو مقام يمتاز بالتوازن بين الحزن والفرح، وهو ما نراه أيضًا في أغاني مثل "ألف ليلة وليلة" لأم كلثوم و"أنا بستناك" لنجاة و"على رمش عيونها" لوديع الصافي.
علاقة حب وردة وبليغ
تعد قصة حب بليغ حمدي للمطربة وردة الجزائرية من أكثر قصص الحب شهرة وتأثيرًا في حياته. تزوجا في عام 1972 واستمرت علاقتهما حتى عام 1978، كانت هذه السنوات مليئة بالألحان التي تعكس العلاقة بينهما بكل مراحلها.
أغاني مثل "العيون السود" و"خليك هنا خليك" و"اسمعوني" و"مالي وأنا مالي" و"وحشتوني" لا تزال تحظى بشعبية كبيرة حتى الآن.
وبعد الفراق، كتب بليغ أغنية "بودعك" لوردة، رغم أنه نادرًا ما كان يكتب كلمات أغانيه بنفسه، وتعبر هذه الأغنية بعمق عن الألم الذي شعر به بليغ بعد الفراق.
وتحدثت وردة في لقاءات عدة عن بليغ، ووصفت كيف أنه كان يرسل لها الورد كل صباح طوال سنوات زواجهما.
رغم تنوع الأعمال الفنية لكل منهما بعد الانفصال، إلا أن اسميهما لا يزالان مقترنين في أذهان الجماهير.
ألحان بليغ حمدي مع ميادة الحناوي وعفاف راضي
في تعاونه مع ميادة الحناوي، يبدو أن خيال وردة لم يغب عن بليغ، فقد كان تأثير علاقته بوردة حاضرًا في الألحان والكلمات.
أغاني مثل "الحب اللي كان" و"حبينا واتحبينا" تحمل روحًا من الماضي وتُشعر المستمع بوجود وردة خلف هذه الألحان.
رغم النجاح الكبير الذي حققته ميادة، إلا أن النقاد أشاروا إلى أن صوتها الخاص لم يظهر بشكل كامل مع بليغ، وأنه كان من الأفضل لها لو قدمت ألحانًا تعكس شخصيتها الفنية بشكل أوضح.
مع ذلك، حققت ميادة شهرة واسعة مع بليغ، خاصة في أغنية "فاتت سنة" التي غناها بليغ بنفسه وأظهرت عذوبة صوته وتفانيه في شرح اللحن.
كانت عفاف راضي من الفنانات اللواتي وجدن في بليغ حمدي ملحنًا قادرًا على إبراز طاقاتهن الصوتية. قدمت معه العديد من الأغاني التي أصبحت علامات فارقة في مسيرتها الفنية، مثل "هوى يا هوى" و"وحدي قاعدة في البيت" و"ردوا السلام".
تميزت هذه الأغاني بأنها كانت تخرج عن الإطار التقليدي للأغاني الطربية، فقد كان بليغ يسعى لتقديم نوع جديد من الأغاني العاطفية، التي تعتمد على العذوبة والشجن دون أن تفقد روحها المعاصرة.
ارتبط بليغ بصوت عفاف في فترة من حياته كان يبحث فيها عن فنانة تشدو بألحان عاطفية بعيدًا عن الطرب التقليدي الذي كان يقدمه مع أم كلثوم أو وردة. كان بليغ يرى في عفاف راضي فنانة قادرة على تقديم أغاني تعبّر عن العاطفة والشجن بشكل فريد، وقد نجح بالفعل في تقديمها للجمهور.
aXA6IDMuMTQ0Ljg5LjE1MiA=
جزيرة ام اند امز