"التبعية" في أبشع صورها.. أردوغان يهين تميم ووزراءه بالدوحة
مقاطع فيديو وصور تظهر إهانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لوزيري الدفاع والخارجية القطريين
تداول مغردون مقاطع فيديو وصورا تظهر إهانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لوزيري الدفاع والخارجية القطريين، في موقفين مختلفين، أحدهما بحضور تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، دون أن يحرك ساكنا.
واعتبر كتاب وإعلاميون أن ما جرى "إهانة لا مثيل لها"، وأن قبول قطر تلك الإهانة يعبر عن "التبعية" في أبشع صورها، وانتهاك لسيادة الدولة وكرامتها.
وأعربوا عن استغرابهم من قيام أردوغان بتوجيه تلك الإهانات، رغم أن الهدف من زيارته هو استنزاف أموال القطريين لدفع فاتورة فشل سياساته.
وأكدوا أن ما جرى هو نتيجة حتمية لسياسات نظام الحمدين، التي أفقدت الدوحة سيادتها واستقلالية قرارها لصالح النظامين التركي والإيراني اللذين باتا يتحكمان في شؤونها.
إهانة وزير الدفاع وتوبيخ وزيرالخارجية
وأجرى أردوغان، زيارة إلى الدوحة، الخميس، استمرت يوما واحدا، التقى خلالها أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.
لقاء أردوغان "المأزوم" داخليا بسبب فشله وخارجيا بسبب أطماعه، مع تميم "المعزول" عربيا بسبب سياساته، جعل الزيارة أشبه "باستنجاد غريق بغريق".
وكان في استقبال أردوغان لدى وصوله مطار الدوحة الدولي، خالد بن محمد العطية، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري.
وتعمد أردوغان إهانة مستقبله، ليتقدم أمامه خلال الاستقبال، ويجعل وزير الدفاع القطري يسير خلفه.
وفي موقف آخر، أظهر مقطع فيديو أردوغان، وهو يجلس بجوار تميم، بينما يأمر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري بأن يعدل جلسته، ليبادر الوزير القطري بالاستجابة لأمر أردوغان.
تبعية مهينة
الكثيرون من المغردين من بينهم كتاب وإعلاميون ومحللون سياسيون، أعربوا عن أسفهم لما آل الوضع إليه في قطر في ظل سياسة الحمدين.
الكاتب السعودي سلمان الدوسري نشر صورة وزير الدفاع القطري وهو يسير خلف أردوغان خلال استقباله وعلق قائلا :""التبعية" في أبشع صورها".
الصورة نفسها علق عليها الكاتب السعودي عضوان الأحمري، قائلا :"لا يجرؤ أي مسؤول قطري أن يمشي بموازاة أردوغان، الحاكم الفعلي للدوحة. تبعية مهينة."
المغرد السعودي الشهير منذر آل الشيخ مبارك أكد بدوره أن هذه "صورة مؤلمة لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيل ، رئيس دولة يزور دولة ، فيسير من يستقبله خلفه ذليلا".
وأردف :" هذه الصورة التي بثت على القنوات تؤكد أن قطر أصبحت تابعة إلى تركيا وما سير أردوغان بهذا الشكل وخضوع من خلفه إلا عودة للعصور الوسطى لكم الله ياعرب قطر أي ألم تشعرون به وأنتم ترون هذا الذل".
الإعلامي الإماراتي جمال الحربي نشر الصورة نفسها إضافة إلى صورة أخرى تظهر تميم يسير خلف أردوغان خلال استقباله في تركيا، وغرد قالا :"يستقبلهم أردوغان في تركيا فيضعهم خلفه ، يستقبلون أردوغان في قطر ويضعهم خلفه.. قطر سيادة ضائعة وتبعية مُهينة في الداخل والخارج ..!!".
بدوره اعتبر المغرد ريان التركي إن هذه " صورة مؤلمة لحال صعب وإهانة للشعب القطري من أردوغان .. متأكد بأن الشعب القطري لايرضى بمثل هذه التصرفات بتمجيد أردوغان وجعله كأنه الحاكم الفعلي لقطر !!".
انتهاك السيادة
أيضا تفاعل كثير من المغردين مع الفيديو الذي يظهر توبيخ أردوغان لوزير خارجية تميم، معتبرينه إهانة لتميم، وإذلالا وانتهاكا للسيادة.
الكاتب السعودي، إبراهيم السليمان، نشر الفيديو وعلق قائلا :"تخيل.. في مجلسك ويوبخ وزير خارجيتك.. وتهان هيبتك وسيادتك وتعامل معاملة الطالب لتعديل جلستك..!!".
وأردف مستنكرا :"إذا كانت معاملته لهم أمام الكاميرات بهذه الصلافة والعنجهية والتعالي فكيف إذا أغلقت الأبواب وخرجت الكاميرات ..؟! اشرب من ذل الاحتلال".
الفيديو نفسه علق عليه المغرد منذر آل الشيخ مبارك، مبديا استغرابه من سرعة تنيفذ آل ثاني لأمر أدروغان، وقال في هذا الصدد: "حركة أردوغان على ما فيها من وقاحة تجاه رموز نظام الدوحة إلا أن سرعة استجابة نائبا مجلس وزراء قطر سرقت الأضواء!!".
وأعرب عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع في قطر، قائلا :" لكم الله ياعرب قطر أي مهانة وذل شهدتهما أعينكم هذا اليوم شفط لأموال وفوقها إهانة !!".
بدوره اعتبر المغرد أنور بن محمد المحيسن أن أمر أردوغان لوزير خارجية قطر بتعديل جلسته "إهانة لا مثيل لها".
المغرد مسلم مكتوم المحرمي، علق بدروه على الفيديو، قائلا :"في قمة الإذلال و الإخضاع و الإستخفاف.. أردوغان يهين وزير خارجية ولاية قطر و يوبخه بتعديل جلسته هذا ما كانت تبغيه قطر و هذا هو الحال الذي وصل إليه كل من يتسمى قطري".
استنزاف ثروات القطريين
مغرون آخرون أبرز أن الهدف من تلك الزيارة هو استنزاف أموال الشعب القطري، لدفع فاتورة الفشل السياسي والاقتصادي أردوغان.
المغرد محمد الشميسي قال إن "زيارة أردوغان لقطر جاءت بعد الخسائر التي صارت في ليبيا وسوريا وشمال العراق وبعد ما استنزف كل أمواله في نشر الإرهاب في الدول العربية ومحاولة نهب الموارد راح للدولة الذي يسيطر عليها (قطر) لكي يأخذ من أموالها ويضخها في الحروب التخريبية ودعم المرتزقة".
في السياق نفسه قالت المغردة منال خالد :"فواتير فشل النظام التركي في ليبيا يتحملها نظام الحمدين الظالم يكبد الخسائر ويبذر أموال الشعب القطري لأجل أردوغان ليست فاتورة ليبيا فقط بل كثير من مخططات أردوغان تحملتها قطر ".
واعتبر مراقبون أن هرولة أردوغان لأقطر في أول زيارة خارجية له عقب جائحة فيروس كورونا، تعكس حجم الورطة التي يعاني منها أردوغان، حتى أنه هرول لتميم لدفع فاتورة فشله الاقتصادي والسياسي، رغم أنه لم يمر عدة أيام على الاتصال الهاتفي الذي جرى بينهما عقب خطاب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، 20 يونيو/حزيران الماضي، الذي لوح فيه بإمكانية التدخل العسكري في ليبيا، لحفظ أمن واستقرار الدولتين.
تأتي زيارة أردوغان للدوحة في ظل استمرار تركيا بالتدخل العسكري غير المشروع في ليبيا، وعرقلة الوصول لحل سياسي، وتغذية الصراع عبر تسليح المليشيات التابعة لحكومة فايز السراج غير الدستورية، ونقل مرتزقة وجماعات إرهابية لدعمه، بهدف إطالة أمد الصراع سعيا للسطو على ثروات الشعب الليبي.
وأقر البرلمان العربي، قبل أسبوع، استراتيجية عربية موحدة للتعامل مع إيران وتركيا، تدعو إلى إيقاف التبادل التجاري مع أنقرة، وتفعيل مجلس دفاع عربي لردع تركيا، والطلب من الأمم المتحدة سحب القوات التركية المنتشرة في أكثر من بلد عربي.
جاء إقرار الاستراتيجية بعد ساعات من إطلاق تركيا عدوانا على شمال العراق وعملية عسكرية أطلقت عليها "مخلب النمر" في منطقة "حفتانين" ضد عناصر حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية.
واعتادت تركيا اختراق الأجواء العراقية بزعم ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، غير أن تلك الهجمات كثيرا ما تسقط ضحايا من المدنيين.
كما تواصل أنقرة عدوانها على سوريا، وتدخلاتها غير المشروعة بالتعاون من حلفاء الشر إيران وقطر وتنظيم الإخوان الإرهابي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
على الصعيد الدولي، تقود فرنسا تحركات أوروبية لعزل تركيا عقابا على التدخل العسكري في ليبيا وإغراق هذا البلد بالمرتزقة.
وتواصل حكومة أردوغان استنزاف قطر اقتصادياً، من خلال استغلال ثرواتها ومقدّراتها لإنقاذ أنقرة من أزمتها الاقتصادية التي تعصف بها منذ أكثر من عامين، من خلال دفع الدوحة لضخّ مليارات الدولارات لإنعاش الاقتصاد التركي المتعثّر من زاوية الاتفاقيات الثنائية التجارية والمالية، وعلى الصعيد العسكري كذلك.
اقتصاديا، تمكنت تركيا من إغواء قطر لضخ استمارات على أراضيها، إذ أعلنت الدوحة في 2018 عن استثمارات في السوق التركية بقيمة 15 مليار دولار أمريكي، سيجرى تمريرها إلى الأسواق المالية والبنوك.
كذلك، استحوذت تركيا على عديد الواردات القطرية، مقابل الوجود العسكري التركي على أراضيها.
وهرعت تركيا لحليف الشر "قطر" في محاولة لإدارة أزمة شح النقد الأجنبي في السوق المحلية، من خلال البحث عن قنوات تبادل تجاري بعملات غير الدولار الأمريكي، في وقت تعيش فيه الأسواق المحلية تراجعا حادا في سعر صرف الليرة التركية.
وفي شهر مايو/ آيار الماضي، قال البنك المركزي التركي إنه قام بزيادة حجم اتفاق مبادلة عملة مع قطر لثلاثة أمثاله، إلى ما يعادل 15 مليار دولار من خمسة مليارات دولار سابقا، في اتفاق يوفر سيولة أجنبية تشتد الحاجة إليها داخل السوق التركية.
aXA6IDMuMTQuMTM1LjgyIA== جزيرة ام اند امز