الأهلي والاتحاد قطبان كبيران لكرة القدم وديربي تاريخي وتنافس على المقدمة هكذا كانا
أصعب مرحلة يمكن أن تصل لها العلاقة بين المشجع وناديه هي اهتزاز الثقة وعدم القدرة على إقناع النفس أن هذا الفريق قادر على أن يحقق بعض رغباته كمشجع.
الأهلي والاتحاد قطبان كبيران لكرة القدم وديربي تاريخي وتنافس على المقدمة هكذا كانا.. أما الآن للأسف فإن كل المعطيات تغيرت ولم يعد يتبقى لهما إلا ذكريات سابقة وبعض من التاريخ يتعلق بالاسم والمكانة فقط
في شارعي التحلية والصحافة بجدة، وحيث يوجد الأهلي والاتحاد لم يعد يتبقى أمام جمهور الناديين إلا "الطقطقة" على بعضهما بعضا، وأصبح هذا هو الإنجاز الوحيد في زمن الشح النتائجي المتواصل وضعف الإدارتين وبروز الخلافات الداخلية بين مسيري النادي الواحد.
في أسبوع ما قبل الديربي، الأهلي يعود من الرس بخسارة نتائجية للفريق ومعنوية لمدربه جروس وكارثية لجماهيره التي كانت تتوقع أن تكون الانطلاقة من هذا اللقاء، أمام الحزم الذي لعب شوطاً كاملاً بعشرة لاعبين وكانت تلك الليلة فرحا اتحادياً كانت فيها "الطقطقة" حاضرة على منافسهم وجارهم.
24 ساعة ويخسر الاتحاد على أرضه وبين جماهيره أمام الصاعد من دوري الدرجة الأولى أبها بنفس النتيجة التي خسر بها جاره الأهلي أمام الحزم، لتتحول بوصلة "الطقطقة" عليهما.
هذا هو حال جماهير الفريقين الكبيرين حاليا بعد أن فقدا الهيبة "الكروية" والقيادة الإدارية والقوة الشرفية، وتحولا إلى مكملين في دوري المحترفين لم يعودا هما صناع الحدث وأصحاب السطوة والمكانة.
ما الذي تغير؟ كيف تحوّل الناديان من قوة كروية وهيبة إلى ما هما عليه الآن من تناحر داخلي وضعف خارجي ويأس جماهيري، وتشتت في الفكر والأهداف والنتائج.
في لقاء البارحة لا أعلم نتيجته، لأن موعد تسليم المقال يسبق صافرة النهاية، ولكن الأكيد أنه حتى فوز أحدهما لن يذهب به بعيدا طالما بقيت خلافات مسيريه والوضع العام للنادي تحكمه الأنا، وستبقى نتيجة فوز أحدهما مجرد رقم للتاريخ وحفلة "طقطقة" حتى موعد اللقاء الذي يليه، وعندها سيعود لحالة التوهان والضعف والتشتت.
الأهلي والاتحاد قطبان كبيران لكرة القدم وديربي تاريخي وتنافس على المقدمة، هكذا كانا، أما الآن للأسف فإن كل المعطيات تغيرت ولم يعد يتبقى لهما إلا ذكريات سابقة وبعض من التاريخ يتعلق بالاسم والمكانة فقط. والخاسر من هذا هو التنافس الذي خسر فريقين كبيرين من المفترض أن يكون لقاؤهما هو حديث كل المملكة شرقا وغربا، وأن يكون الأول صوتاً وحضورًا ومتابعة بحكم التأسيس والجماهيرية. ولكن للأسف تحول إلى ديربي ثانوي لا يخرج صداه عن حدود المدينة التي قدمت حضارة كرة القدم لكل المملكة.
* نقلا عن صحيفة "الرياضية" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة