"عين الصحراء" في موريتانيا.. أغرب بصمة جيولوجية حول العالم (فيديو)
لا تتوقف الأرض عن إبهار البشر بتكويناتها الجيولوجية المذهلة، ومن بينها ما يطلق عليه "عين الصحراء"، المعلم الأزرق المميز في موريتانيا.
عند النظر إليها من الأعلى، تبدو "عين الصحراء" وكأنها فوهة بركان تقع في وسط الصحراء الكبرى في موريتانيا، وهي عبارة عن معلم جيولوجي يمتد قطره 50 كيلومترًا (30 ميلًا)، ويتألف من سلسلة من التموجات المنتظمة.
تصوير هذا المعلم، الذي يطلق عليه العديد من المسميات من بينها "هيكل الريشات" و"العين الزرقاء"، بأيدي رواد الفضاء لأول مرة كان في ستينيات القرن الماضي واستخدموه كمعلم.
في وقت لاحق، التقط القمر الصناعي "لاندسات" صورًا إضافية وقدم معلومات حول حجم التكوين وارتفاعه ومدى تكوينه والعديد من التفاصيل المهمة عن عين الصحراء.
ماذا يعرف العلماء عن عين الصحراء؟
العين الزرقاء في موريتانيا هي تكوين جيولوجي تحتضنه الصحراء الكبرى ويمتد عبر منطقة بعرض يتراوح بين 40 و50 كيلومترا، وهي عبارة عن قبة بيضاوية خفيفة متآكلة بشدة.
ووفقا لموقع geologyscience، اعتقد الجيولوجيون في البداية أن عين الصحراء كانت "فوهة انفجار" نشأت عندما اصطدم جسم من الفضاء بالسطح، لكن فيما بعد أظهرت الدراسات الطويلة للصخور داخل المكان أن أصولها أرضية بالكامل.
وتمتد الصخور الرسوبية في هذه القبة البيضاوية من العصر البدائي المتأخر إلى حجر أوردوفيس الرملي في الوسط، وأدى التآكل التفاضلي لطبقات الكوارتزيت المقاومة إلى خلق طبقات دائرية عالية منتفخة.
ويتضمن هيكل الريشات مجموعة متنوعة من الصخور النارية المتطفلة والقاسية، وتشمل الصخور البركانية الريوليتية، والجبروس، والكربوناتيت، والكمبرلايت.
ومن المعروف جيولوجيا أن الصخور الريوليتية تتكون من تدفقات الحمم البركانية والصخور المتغيرة بالحرارة المائية، والتي يتم تفسيرها على أنها بقايا متآكلة من المريخ.
ويعتقد العلماء أن هذا المشهد صنيعة تغييرات جيولوجية شهدتها الأرض عبر ملايين السنين، إذ أدى النشاط البركاني تحت سطح الأرض إلى إظهاره.
هذه المناطق لم تكن صحراء كما هي اليوم، وفقا للموقع، إذ على الأرجح كانت أكثر اعتدالًا مع تدفق المياه الوفيرة، لكن صخور الحجر الرملي ذات الطبقات ترسبت بسبب هبوب الرياح.
وشرح العلماء أن التكوين المبكر للعين بدأ عندما تفككت القارة العملاقة بانجيا Pangea، إذ تدفقت مياه المحيط الأطلسي إلى المنطقة وبدأت الصهارة من الأعماق تحت السطح في الارتفاع من عباءة الأرض، لتشكل قبة صخرية على شكل دائرة محاطة بطبقات من الحجر الرملي.
ونظرًا لأن التآكل كان له أثره على الصخور النارية والأحجار الرملية، ومع انحسار القبة تُركت حواف دائرية ما أعطى هيكل ريتشات شكله الدائري الغائر، لكن اليوم تبدو العين غارقة إلى حد ما تحت مستوى المناظر الطبيعية المحيطة بها.
الوضع المستقبلي لـ"عين الصحراء"
تجذب عين الصحراء السائحين والجيولوجيين الذين يتوافدون عليها لدراسة السمات الجيولوجية الفريدة، ومن المتوقع أن تتعرض العين لتهديد كبير بسبب قلة المياه أو هطول الأمطار في منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة في الصحراء.
تهدد الآثار المستمرة للتعرية المناظر الطبيعية كما هو الحال في أي مكان آخر على هذا الكوكب، ما يعني أن الوضع البيئي يترك "عين الصحراء" مفتوحة لمتغيرات الطبيعة.
مثلا، يمكن لرياح الصحراء خاصة تغير المناخ أن تجلب المزيد من الكثبان الرملية إلى المنطقة لأنها تسبب التصحر في المنطقة، وبحلول المستقبل البعيد تمتلئ عين الصحراء بالرمال والغبار.
وبالتالي، لن يجد المسافرون في المستقبل سوى صحراء عاصفة تدفن واحدة من أكثر المعالم الجيولوجية إثارة للدهشة على هذا الكوكب، وفقا لتوقعات العلماء.