الجراد يهدد ثاني أكبر قطاع في اقتصاد ليبيا.. اجتياح خطير للمزارع

تواجه ليبيا أزمة جديدة في قطاع الزراعة، الذي يُعَدُّ ثاني أكبر قطاع في الاقتصاد الوطني، بعد اجتياح أسراب كبيرة من الجراد الصحراوي للمزارع في جنوب غرب ليبيا.
وقد حذَّرت اللجنة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوي من أن هذه الأسراب انتشرت بشكل كبير في المنطقة الجنوبية، وأن الجراد في مرحلة التزاوج ووضع البيض، مما يزيد من خطورة الوضع. وأشارت اللجنة إلى نقص كبير في المبيدات وآلات الرش والسيارات اللازمة لمكافحة هذه الآفة، مما دفعها إلى مناشدة الحكومة والمسؤولين لتوفير الدعم اللازم.
وردًّا على هذه المناشدة، قامت وزارة الزراعة والثروة الحيوانية بالحكومة الليبية المُكلَّفة، ومقرها بنغازي، بالتنسيق مع القيادة العامة للقوات المسلحة، بتوجيه آليات دفعٍ رباعيٍّ وأجهزةِ رشِّ مبيداتٍ إلى المناطق المتضررة. وقد وصلت قافلة من السيارات المُجهَّزة بأجهزة الرشِّ والمبيدات إلى مدينة تراغن، حيث سيتم توزيعها على المناطق المتضررة لمواجهة انتشار الجراد.
ويُعَدُّ قطاع الزراعة في ليبيا من القطاعات الاقتصادية الرئيسية التي تُسهِم في دعم الاقتصاد الوطني، خاصة في ظل انخفاض تكلفة إحيائه في المناطق الجنوبية. ويمكن تحقيق نتائج إيجابية في فترة زمنية قصيرة نسبيًّا، بما في ذلك توفير فرص عمل، وزيادة الدخل الوطني، وتحسين الأمن الغذائي. كما أن تنمية هذا القطاع تُسهِم في استقرار الدينار الليبي ودعم الاقتصاد بشكل عام.
وتشتهر ليبيا بتنوُّع منتجاتها الزراعية، وأبرزها التمور، حيث تمتلك أكثر من 10 ملايين نخلة، ويبلغ إجمالي الإنتاج السنوي حوالي 180 ألف طن، يتم تصدير 50 ألف طن منها. وتتركَّز زراعة النخيل في مناطق الواحات والجفرة في شرق وجنوب شرق البلاد، وتُنتِج ليبيا أكثر من 400 صنف من التمور، بعضها ذو قيمة اقتصادية عالية.
وتؤكِّد الدراسات أن الظروف البيئية في الجنوب الليبي، من تربةٍ ومياهٍ ومناخٍ، مناسبةٌ جدًّا لزراعة النخيل وإنتاج التمور ذات الجودة العالية. ومع ذلك، فإن انتشار الجراد الصحراوي يهدِّد هذه الثروة الزراعية، مما يتطلَّب تدخُّلًا سريعًا وفعَّالًا للحدِّ من انتشاره وحماية المحاصيل.
aXA6IDMuMTQ0LjIzNi4yMDYg جزيرة ام اند امز