بالصور.. أماكن مهجورة خرّبها الإنسان وعمّرها السياح
من تشيلي إلى كمبوديا وإيطاليا والأرجنتين وأوكرانيا، بلدان مهجورة كانت تصدح بالحياة منذ عشرات السنين، أعاد السياح اكتشافها من جديد.
الكوارث الطبيعية والزمن والإنسان، خليط يمكنه أن يغير معالم أماكن مليئة بالبشر إلى خراب ودمار وأماكن خالية من الروح. وفي القرن الأخير، وقعت بعض الكوارث الطبيعية وأخرى تسبب فيها الجنس البشري أدت إلى تحول مدن بأكملها إلى معالم سياحية لا يسير في شوارعها إلا السياح.
واليوم نستعرض بعضاً من الأماكن التي أعاد السياح اكتشافها لتصبح قاصرة عليهم، وليظهر نوعاً جديداً يسمى سياحة الأماكن المهجورة.
مدينة المصاعد
في عام 1905، سمح مرسوم من وزارة المالية التشيلية بإقامة شركة "برادين كوبر كومباني" الأمريكية للتنقيب في مدينة سيويل التعدينية في قلب جبال الأنديز. وأدخلت الشركة الأمريكية مجموعة من التحسينات تشمل طرقاً ومسارات قطارات ومتاجر ومدارس وخدمة طبية ومنازل شكلت أحياء مختلفة محاطة بنواد اجتماعية وأنشطة ترفيهية من سينما ورياضة.
عُرفت سيويل باسم "مدينة المصاعد" وقد تغيرت في عام 1915 اسمها من "التينينتي" إلى سيويل للتذكير ببارتون سيويل وهو مدير تنفيذي كبير في شركة التعدين.
وكانت المدينة تحظى أيضاً بمؤسسات كانت تهتم بالأمن الاجتماعي مثل وزارة الرخاء الاجتماعي، حتى طالها الإهمال وأصبحت خاوية على عروشها.
مكاتب استخراج نترات الصوديوم
بدون الخروج من تشيلي وبالانتقال إلى صحراء أتاكاما، يمكننا إيجاد مركز سياحي آخر مليء بالأحزان. ولا يتعلق الأمر بمنجم واحد بل بعدة مكاتب لاستخراج نترات الصوديوم في سانتياجو أومبرستون وسانتا لاورا المنطقتين اللتين ضمتهما منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) لتراثها العالمي عام 2005.
وعلى الرغم من وقف نشاطهما الإنتاجي منذ 50 عاماً، فان المركزين اللذين كان لديهما نحو 200 مكتب يستعرضان "الفترة الذهبية لنترات الصوديوم" في مطلع القرن الـ20. كما تشكل كنيسة صحراء أتاكاما وسوقها والفندق والمسرح من أكبر المواقع السياحية للصحراء الأكثر جفافاً في العالم.
بلدة ظهرت من المياه
تعرف بلدة إيبكوين الأرجنتينية بالبلدة التي "ظهرت من المياه" إذ غمرتها المياه قبل 28 عاماً، بسبب ريح جنوبية شرقية اخترقت السد الذي كان يحمي البلدة من بحيرة.
وفي الوقت الحالي وبعد تراجع مستوى المياه ظهرت البنايات من جديد وأصبحت مركزاً للسائحين المغامرين، بعدما كانت في الماضي قبل أن تغمرها المياه ملاذاً سياحياً لمسنين كانوا يبحثون عن منافع ملح البحيرة من أجل الاستشفاء.
مركز الألم
في أوكرانيا توجد أروع مدينة منسية في العالم وهي بريبات التي عانت من واحدة من أكبر الكوارث في تاريخ البشرية، عندما وقع أكبر حادث نووي في التاريخ، وهو حادث مفاعل تشرنوبل في 26 إبريل/نيسان عام 1986.
وأخلى الجيش الروسي المدينة في 3 ساعات فقط ليختفى منها أي أثر للحياة، وفي وقتنا هذا هناك العديد من الأشخاص الذين يعودون إلى هذه المدينة التي أصبحت مركزاً سياحياً مهماً.
وكذلك تم إخلاء مدينة كراكو الإيطالية ليس لدوافع مثل بريبات، لكن بسبب الزلازل.
وبالرغم من أن العديد من منازل المدينة الإيطالية في حالة دمار، لا يزال هناك العديد من المباني التي بقيت بعد زلزال عام 1963 الذي جعل العديد من سكانها ينتقلون إلى مناطق أخرى أكثر أماناً، إلى أن غادرها جميع سكانها في 1975.
والآن لا تعد هذه المدينة التي يعود تأسيسها إلى القرن الثامن قبل الميلاد، نقطة جذب سياحية فحسب بل أيضاً مكاناً للتصوير السينمائي حيث شهد تصوير أفلام مثل "جيمس بوند كوانتوم أوف سولاس" (2008) ومشهداً من "آلام المسيح" (2004) لميل جيبسون.
دوافع سياسية
جعلت الدوافع السياسية في أغسطس/آب من عام 1974 جوهرة قبرص السياحية "فاماجوستا" مهملة بعد دخول القوات التركية شمال البلاد.
وتعرف المدينة في جميع أنحاء العالم بشواطئها، وكانت الموقع المفضل للنجوم لقضاء إجازاتهم مثل إليزابيث تايلور وبريجيت باردو، لكن الاحتلال التركي دفع جميع القبارصة والسائحين الأجانب إلى ترك المدينة دون أخذ متعلقاتهم الشخصية.
ولكن فاماجوستا لم تتحول إلى منطقة سياحية مع الوقت، نظراً لأن انقسام قبرص إلى شطرين يوناني وتركي، جعل دخول حي فاروشا المنتمي إلى فاماجوستا والواقع تحت سيطرة الأتراك محظوراً.
ويجرى الآن التفاوض بين زعماء الجاليات اليونانية والتركية في قبرص من أجل إعادة الحي إلى القبارصة اليونانيين.
كانفرانك
كانت محطة كانفرانك الدولية للسكك الحديدية في أويسكا بإسبانيا مركزاً لجواسيس القوات الحليفة أو الدول التي غزاها الجيش النازي بينها فرنسا. وأصبحت هذه المحطة منطقة سياحية تاريخية، لأنها شهدت تاريخ أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية وتحظى الآن بجولات سياحية منظمة.
أنجكور وات
ومن إسبانيا إلى كمبوديا وتحديداً إلى مجمع معابد أنجكور وات، أيقونة الفن المعماري الكمبودي، والذي كان مركز إمبراطورية الخمير بين القرنين التاسع والـ15 ويقدر أن عدد سكانه قد يكون وصل إلى 20 ألف شخص.
أعلنت اليونسكو في 14 ديسمبر/كانون الأول من عام 1992 المجمع تراثاً من أجل الإنسانية، وهو يعد الآن وجهة سياحية رئيسية في كمبوديا.
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjEzMSA= جزيرة ام اند امز